الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عوالم ألف ليلة وليلة في امتدادها الإسباني

عوالم ألف ليلة وليلة في امتدادها الإسباني
14 يوليو 2014 00:54
محمد نجيم (الرباط) أصدرت مجموعة البحث في القصة بالمغرب ضمن سلسلة «ترجمات» مختارات قصصية للكاتب الإسباني المعروف خوسي ماريا ميرنيو بعنوان «كلمات العالَم»، وقد أعدها وترجمها عن اللغة الإسبانية الأستاذ سعيد بنعبد الواحد. يُعتبر القاص الإسباني خوسي ماريا ميرينو، واحد من أكبر الوجوه القصصية في الأدب الإسباني المعاصر. كما تمثل هذه المختارات أهم المراحل التي قطعها الكاتب في ممارسة القصة، وتبرز تنوع المواضيع التي تناولها والأساليب التي جربها في هذا الفن الأدبي على امتداد أكثر من ثلاثة عقود. وبرأي المترجم فهذا القاص الشهير «يكتب القصة مُعتمدا على الحكاية ومُستحضرا نماذجها العالمية مثل بو، وتشيخوف، وكورتاثار، وغيرهم. وتتحرك شخصياته في عالم من الفانتاستيك والغرابة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالواقع مما يخلق شكاً وحيرة لدى القارئ، فتكون القصة هي ذلك اللقاء الفريد بين ما يدركه المرء بحواسه وما يستنبطه بحدسه». وترى أستاذة الأدب الإسباني في جامعة سان لوي أنخلس إنثار، في تقديمها للكتاب أن ترجمة هذه القصص المختارة للكاتب خوسي ماريا ميرينو إلى اللغة العربية يعتبر شيئا بالغ الأهمية، إذ إن الكاتب، منذ شبابه، كان يشعر بانجذاب السحر السردي الذي اكتشفه في مجلد من مجلدات مكتبته العائلية، ألف ليلة وليلة. وحسب ما قال «من هذا الكتاب أتتني القناعة بأن الأراضي التي تطأها تختزن عوالم رائعة، منفتحة مثله على فضاء لا متناه، وللوصول إليها يكفي أن نجد حلقة بويب خفي، وبأن فكرة الحلم واليقظة هي الوجه والقفا لواقع واحد»، وبالفعل، فإن حكاية «النائم المستيقظ» وبطلها، عبد الحسن، تجد صداها في واحدة من أهم رواياته، «الضفة المظلمة» (1985)، التي نالت الجائزة الوطنية للنقد. لقد كانت القصة دائما حاضرة في المسار الأدبي للكاتب. يعتبر خوسي ماريا ميرينو من أحسن القصاصين الإسبان في الثلث الأخير من القرن العشرين والفترة الحالية. إضافة إلى ذلك، وكما يمكن أن نستنتج من شعرية القصة الرائعة التي يتضمنها هذا الكتاب (والتي أستمد منها فكرة السفر إلى الباطن)، فإنه يعتبر أيضاً منظراً دقيقاً لفن القصة. كما يرجع إليه الفضل في إعداد أنطولوجيتين متميزتين عن القصة الإسبانية المعاصرة. تقول الأستاذة أنخليس: في كل مجاميعه القصصية تحضر بقوة ثوابت موضوعاتية تخترق كل أعماله السردية: الضعف، المسخ، الميتاتخييل والبحث عن الهوية، مواضيع تظهر بشكل متكرر وتبين صعوبة إيجاد خط فاصل بين اليقظة والحلم، الواقع والخيال، الحياة والأدب، المعقول واللامعقول، الطبيعي وما فوق الطبيعي. تنتمي القصص الأولى من هذه المختارات إلى مجموعة حكايات المملكة الخفية، وهو كتاب يتميز في مجمله بتعدد الحكاية القصصية المتوافقة مع وحدة الموضوع الذي يتحدد مركزه في الحنين إلى الأصل، الذي يبرز انطلاقا من عملية التذكر وإعادة بناء أماكن كانت مألوفة لدى الكاتب. عن تجربة مواجهة الزمن بطريقة تختلف عن مواجهة الزمن الكرونولوجي، ذلك الزمن الذي تحدده الساعات والتي تعودنا عليها، تبرز بقوة في قصتي «المنزل ذو البوابتين» و«الجندي الهارب». أما تداخل الخيال والواقع، وهو موضوع يتكرر في أعمال الكاتب، فيظهر بشكل غريب في قصة «الطفل الذئب»، ليبين أن العالم المتخيل يمكن أن يتفوق على الواقع. وقد خصص الكاتب خوسي ماريا ميرينو هذه الترجمة بمقدمة اعتبر فيها أن الكتابة لم تظهر إلا منذ حوالي ستة آلاف سنة، مشيرا إلى أنها «لم تستعمل في الأدب، بل في مجالات الحساب، والتاريخ، والديانات. ومع ذلك، ومنذ آلاف السنين قبل اختراع الطباعة، استعملنا نحن البشر اللغة، والكلمة الشفهية، منظمة في حكايات خيالية، ففي محاولة لفهم العالم الذي يحيط بنا. يمكن أن نؤكد إن الحكايات الشفهية قديمة قدم الجنس البشري». مضيفا أن القصة، كجنس أدبي، لم تستكمل شكلها المعياري إلا بعد الرواية. في إسبانيا، كان ميغيل دي سربانتيس هو من استهل هذه النوع، من خلال كتابه «قصص مثالية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©