الباكستانيون يحيون ذكرى الأربعين لبوتو

شارك الآلاف من الباكستانيين أمس في إحياء ذكرى مرور أربعين يوما على اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو، في الوقت الذي أعلنت السلطات الباكستانية اعتقال اثنين مشتبه بهم قالت إنهما على علاقة بعملية الاغتيال في 27 ديسمبر الماضي· وأنهى حزب الشعب الباكستاني المعارض حالة الحداد على زعيمته بوتو، واستأنف اطلاق حملته الانتخابية· وتجمع آلاف من أنصار الحزب عند قبر بوتو قرب منزل عائلتها في بلدة نوديرو بإقليم السند جنوب البلاد· وخطب عاصف على زرداري زوج بوتو في الحشد الضخم قائلاً ''زعيمتنا بينظير استشهدت في سبيل هذا القضية''· وقال إن بوتو ناضلت من اجل إنهاء الديكتاتورية وان حزبها المعارض سيواصل المهمة· وعُين زرداري رئيساً مساعدا للحزب بعد اغتـــيال بوتو، كما عين نجلهما بيلاوال بوتو زرداري ''19 عاما'' رئيساً اسمياً للحزب حتى ينهي دراسته في جامعة اوكسفورد· واعتقلت السلطات الباكستانية اثنين من المتشددين قالت إنهما على علاقة باغتيال بوتو· وقالت قناة ''جيو'' الإخبارية إن فريق تحقيقات مشترك اعتقل المشتبه بهما خلال عملية مداهمة في مدينة روالبندي العسكرية التي قتلت بها بوتو في هجوم انتحارى· ووصفت المشتبه بهما اللذين تم اعتقالهما على انهما حسنين ورفقت· ووجهت الحكومة الباكستانية أصابع الاتهام في اغتيال بوتو إلى بيت الله محسود قائد حركة طالبان الباكستانية المرتبط بتنظيم ''القاعدة'' في منطقة القبائل الخارجة عن القانون· وتزعم أنه قام بتدريب مئات المفجرين الانتحاريين لشن هجمات ضد اهداف حكومية وعسكرية· وكانت السلطات قد اعتقلت الشهر الماضي مراهقا كان يعتزم تنفيذ عملية انتحارية والشخص الذي كان يحرضه وأشارت إلى إنهما اعترفا بأنها كانا سيـــــــــهاجمان بوتو إذا نجت من الهجوم الأول في روالبندي· ومن ناحية أخرى، أعلن وزير الداخلية الباكســــــــتاني حميد نواز أن الحكومة تستعد للتفاوض حول ''السلام'' مع بيعة الله محسود زعيم احدى قبائل شمال غرب باكســـتان موالٍ لتنظيم ''القاعدة''، وتتهمه اسلام اباد وواشنــــــطن بانه دبر سلسلة لا سابق لها من الاعتداءات بما فيها الهجوم الذي أودى بحياة بوتو· وكان الزعيم القبلي بيعة الله محسود أعلن عبر ناطق باسمه انه امر رجاله بوقف هجماتهم ''لفترة غير محددة'' على الجيش في معقله في جنوب وزيرستان على الحدود الافغانية، حيث يقول الجيش انه يكبده خسائر جسيمة منذ ثلاثة اسابيع· وسارع الجيش الى رفض ''وقف اطلاق النار'' مؤكدا انه سيواصل هجومه حتى القضاء على معاقلهم· واعلن وزير الداخلية حميد نواز''لم نتبلغ بوقف لاطلاق النار لكنه مطبق عمليا اذ توقف المتمردون والعسكر عن تبادل اطلاق النار''· واضاف ان ''مجلسا تقليديا لزعماء القبائل وممثلي الحكومة سيعقد للتفــــــــاوض حول السلام''· وقال نواز ''انهم فارون وقواتنا تبقي الضغط عليهم والآن يطالبون بوقف لإطلاق النار'' لكن ''علينا ان ننتبه كثيرا لأننا في الماضي وقعنا العديد من اتفاقات السلام مع مقاتلين لكنهم انتهكوها كلها''· وأكد نواز ''على كل حال ليس هناك مجال للشك التفاوض هو الوسيلة الوحيدة لإقناعهم بالتخلي عن السلاح''· وقد تثير هذه المفاوضات إذا جرت استياء واشنطن التي تعتبر باكستان حليفتها الأساسية في ''حربها على الإرهاب''·