الكلمة كالرصاصة

الكلمة كالرصاصة إذا خرجت لا تعود أبدا، أحيان كثيرة تسبق ألسنتنا عقولنا في التعليق على الأحداث، أو في ردة الفعل قولا أو عملا، تجعلنا نندم عليها كثيرا وطويلا. ما حدث قبل لقاء الكويت وقطر من تصريحات إعلامية بين الزملاء في البلدين كان ملفتا للجميع، وكاننا ندخل في معركة كلامية، حتى على الصعيد الإداري بين الشيخ طلال الفهد ومحمد بن همام تجاوزت التعليقات حدها، والأجمل أنها تحولت لسجالات شخصية، بعيدا ًعن العلاقة بين البلدين. الحمية وصلت حتى بعض الإعلاميين غير المعنيين من البلدين، الذين اطلقوا كلمات كالرصاص، تركت أثراً في نفوس الدولتين، منها إيجابية وأخرى سلبية. يجب أن يكون النقد بناءً محايدا منطقيا، يقبله عقل من معك ومن ضدك، خصوصاً في وسائل الإعلام، فالإعلامي كلمته ومسؤوليته. لم يكن هناك داع للشحن الإعلامي الزائد وحرب التصريحات بين المنتخبين لأن كرة القدم لا تعترف بغير الروح الرياضية بعيدا عن حسابات الفوز والخسارة ومسؤولية الإعلام تلطيف الأجواء وتنقيتها وإبعاد الجماهير عن الشحن الزائد والتوتر وتغير النظرة. اطلق الحكم عبدالملك عبدالبشيرة صافرة نهاية لقاء قطر والكويت، ليعلن فوز قطر بالثلاثة، وتأهل العنابي إلى ربع النهائي الآسيوي، وعقب نهاية المباراة حيا لاعبو الكويت إخوانهم نجوم العنابي، ليعكسوا صورة طيبة لأخلاق اللاعبين، بعدما كانوا وكأنهم أشبة بالأعداء داخل الملعب نتيجة الشحن الجماهيري والإعلامي غير العقلاني. لتنتصر الرياضة والروح الرياضية أخيرا على كل التعليقات والعصبيات التي تذهب لغير عودة، وتبقى العلاقة والاخوة العربية بين البلدين راسخة وقوية كما عرفناها دائما. almla3eb@yahoo.com