الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تشارلستون.. أوباما من الغضب إلى الأسف!

27 يونيو 2015 00:39
أجبر الحادث الذي أدى إلى مقتل تسعة سود في كنيسة في تشارلستون في كارولينا الجنوبية الرئيس باراك أوباما على استعادة الماضي بغضب، والتفكير بحزن في أكثر القضايا التي واجهها تعقيداً منذ تولي الرئاسة: البنادق والمسألة العرقية. وفي غرفة التصريحات في البيت الأبيض، خلال حملة لجمع التبرعات أقيمت في منزل نجم سينمائي، وأمام حشد يغص برؤساء البلديات، كان أوباما يمعن التفكير، ليس فقط في حادث إطلاق النار بتشارلستون، بل أيضاً في الفرص الضائعة والأعمال غير المكتملة خلال فترة رئاسته. وقد صرح أوباما في «باسادينا»، بكاليفورنيا، أثناء تسجيل مقابلة معه «لقد أمضيت وقتاً طويلاً في التفكير في وسيلة للخروج عن هذه الأنماط القديمة التي سقطت فيها سياستنا». وجعل الألم الناجم عن حادث تشارلستون أوباما يجري تقييماً صريحاً بشكل غير معتاد لرئاسته واعترف، بمعنى ما، بأنه لم يكن الشخصية التي تساعد على التوحيد وتحدث تحولاً كما تمنى كثيرون. ومن المقرر أن يتوجه الرئيس يوم الجمعة إلى كنيسة «عمانوئيل الإفريقية الأسقفية الميثودية» لإقامة تأبين آخر، وهذه المرة لقس كان واحداً من أوائل المؤيدين للحركة التي دفعت بأوباما إلى البيت الأبيض في عام 2008. وقد اعتقد الأنصار الأكثر حماسة لهذه الحملة أن وجود مواطنين مستنفرين وأكثر حماسة سيساعد بشكل جذري على تحسين طبيعة الجدل السياسي في واشنطن. وبعد ساعات من إطلاق النار في تشارلستون، وقف أوباما أمام الكاميرات في قاعة التصريحات بالبيت الأبيض وتحدث بحزن عن القس «كليمينتا بينكيني» والأبريشيين الثمانية الآخرين الذين قتلوا أيضاً. كان يفكر في الموتى. بيد أن حالة الإحباط والاشمئزاز في هذه اللحظة ظهرت أيضاً بنفس القدر عندما قتل 20 طالباً من مدرسة ابتدائية في ولاية كونيتيكت قبل ثلاث سنوات. وقد وصف أوباما يومها مذبحة «نيو تاون» بأنها «أسوأ يوم» في فترة رئاسته، مؤكداً أن فشل الكونجرس في تمرير تشريع يسمح بالسيطرة على استخدام البنادق هو أكبر هزيمة جارحة بالنسبة له. وفي الأسبوع الماضي قال أوباما: «دعونا نكون واضحين. في مرحلة ما، نحن كدولة علينا الأخذ بعين الاعتبار أن هذا النوع من العنف الفوضوي لا يحدث في الدول المتقدمة الأخرى. ولا يحدث بهذا القدر من التواتر، وإن بوسعنا أن نفعل شيئا حيال ذلك». وأشار إلى أن مقاومة المشرعين وجماعات الضغط لوضع قانون يسمح بالسيطرة على البنادق، قد كلفت الأميركيين كثيراً من أرواحهم. وأضاف أنه لو كانت هناك إجراءات أكثر صرامة من جانب الكونجرس «لكنتم اضطررتم إلى حضور عدد أقل من الجنازات. ويجب أن نكون من القوة للاعتراف بذلك». وقال أوباما كذلك خلال مقابلة معه أذيعت يوم الإثنين إنه على المدى القريب ستزداد مبيعات السلاح وإن صناع السلاح «سيصبحون مثل قطاع الطرق، نظراً لخوفهم من أن الحكومة الفيدرالية والمروحيات السوداء قادمة لأخذ بنادقهم». وبالنسبة له، فإن الفشل في السيطرة على السلاح أصبح الآن عرضاً للمرض السياسي الأكبر في البلاد، الذي بات أسوأ خلال عهده في حين كان هو يأمل أن يعالجه. واستطرد الرئيس: «إن مكمن المشكلة هو أن هناك فجوة كبيرة بين ما نحن عليه كشعب، وكيف تعبر سياستنا عن نفسها». ولئن كان أوباما يسعى حقاً للسيطرة على عنف السلاح في أميركا من خلال عمل تشريعي مباشر في واشنطن، فقد اختار طريقاً غير مباشر للحديث عن المسألة العرقية. ومع ذلك فقد أظهرت خطابته السياسية، في جانبها الإيجابي، كيف أن الولايات المتحدة قد تغيرت وبدأت تقدم وعوداً بأمة ما بعد العنصرية. وفي أعقاب عمليات القتل التي وقعت في تشارلستون، تحدث الرئيس عن ذلك الظل الطويل والتاريخ المديد من العبودية، والتمييز الذي أصبح موجوداً «تقريباً في كل مؤسسات حياتنا». جريج جافي وجولييت إيلبيرين* *كاتبان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©