الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الهولندي» كبير ينقصه التتويج.. و«السامبا» خيبة أمل!

«الهولندي» كبير ينقصه التتويج.. و«السامبا» خيبة أمل!
14 يوليو 2014 01:17
رؤية فنية: جيوسيبي برجومي إعداد: محمد سيد أحمد قدمت لنا مباراة البرازيل وهولندا لتحديد الفريق صاحب المركز الثالث نقيضين في كرة القدم، ما بين التنظيم الجيد وتقارب الخطوط، والهوية الواضحة والقتال على أرضية الملعب، والانتشار المثالي داخل أرضية الميدان، وهذه الميزات حضرت بقوة في أداء المنتخب الهولندي، الذي استحق الفوز بالمباراة وبرونزية المونديال، بينما كانت العشوائية والدفاع المفكك واللعب العشوائي يطغى على ما قدمه المنتخب البرازيلي في هذه المباراة، ولم تحضر ردة الفعل التي توقعها الجميع بعد الخسارة القاسية من ألمانيا في نصف النهائي، وتواصل نفس المستوى السيئ. والحقيقة التي تكشفت في هذه المباراة أن البرازيل بدأ مواجهته مع هولندا في (النهائي الصغير) من حيث انتهى أمام ألمانيا، فالدفاع مفكك، وقبول الأهداف في توقيت مبكر، بجانب اللعب العشوائي، ويبدو أن «السامبا» لم ينجح في تخطي الصدمة النفسية للسباعية الألمانية، وذلك رغم التغييرات العديدة التي أجراها المدرب سكولاري على التشكيلة، لكن البدلاء لم يبرهنوا على شيء جديد، ولعبوا بنفس الروح والتوازن، الذي لعب به المنتخب في نصف النهائي. عيوب المنتخب البرازيلي التي كان يقللها بشكل أو بآخر الحضور اللافت لنيمار في الأدوار الأولى من البطولة وعاملي الأرض والجمهور تلاشت كلها عندما دخل المنتخب في الأدوار الصعبة، وواجه منتخبات تلعب الكرة الجماعية ولا تعتمد على النجم الواحد، وزاد من الطين بلة غياب نيمار بعد ربع النهائي لتتكشف كل عيوب المنتخب البرازيلي دفعة واحدة، وتكون الصدمة قاسية أمام ألمانيا وبدرجة أقل أمام هولندا، حيث إن مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع تعد شكلية كما ذكرنا من قبل، لكن أهميتها في هذا المونديال كانت إنها فرصة لصاحب الأرض ليصحح بعضاً من الأخطاء العديدة التي وقع فيها أمام ألمانيا، وكلفته هزيمة «كارثية». لكن بكل أسف لم تكن هناك أي ردة فعل مناسبة لمنتخب البرازيل، الذي لعب بعشوائية كبيرة وافتقد العمل التكتيكي، وكان من الممكن أن يستقبل أهدافا أكثر في المباراة بسبب «التشويش»، الذي عاشه في هذه المواجهة، فالفريق ومن بداية البطولة يفتقد إلى صانع الألعاب، وإلى رأس الحربة المميز، ولم يقدم مهاجموه في هذه المباراة شيئاً يُذكر، لأن العمل الجماعي غير موجود، وكانت المحاولات عبر تسديدات ثنائي الدفاعي تياجو سيلفا ودافيد لويس، والجهد الفردي الذي قام به أوسكار لكن اليد الواحدة لا تصفق، أمام منتخب بحجم وقوة هولندا، والبرازيل كان خيبة الأمل الحقيقية في هذا المونديال ليس لجمهوره فقط بل لكل عشاق اللعبة لأنه لم يقدم ما يقنع. وبالمقابل فإن هولندا قدم المتوقع منه، فحافظ على الأداء الجماعي والتقارب الكبير بين خطوط لعبه، وتحرك كل اللاعبين نحو الهجوم أو لاستخلاص الكرة، ولم يبذل منتخب فان جال مجهوداً كبيراً للفوز على البرازيل بل وزع طاقته على زمن المباراة، ولم يكن المركز الثالث هدفاً له، خصوصاً أنه وصل إلى النهائي في مونديال جنوب إفريقيا، وكان يسعى لحصيلة أفضل في البرازيل، وبعد عدم تأهله إلى النهائي يعتبر أن مباراة المركز الثالث ليست بحجم طموحه، لكن مواجهته للبرازيل بالذات أدت إلى الحماس وسط لاعبي هولندا، وظهر ذلك خلال احتفالهم بتسجيل الأهداف، كما أنهم يلعبون كل مباراة ليفوزوا فقط، ويعتبرون من بين منتخبات قليلة جداً في البطولة أقنعت، وأكدت قوتها وحتى عدم الوصول إلى النهائي لم يأتِ بعد الخسارة، وإنما بضربات الحظ الترجيحية، التي ابتسمت للأرجنتين. سوبر ستار روبن.. «الصاروخ» كعادته دائماً يظل نجم المنتخب الهولندي أرين روبن هو صاحب الجهد الأكبر، والأكثر قتالاً وإزعاجاً لدفاعات المنافسين في أي مباراة لبلاده، وواصل تأكيد ذلك أمام البرازيل، حيث كان مفتاح الفوز الأول في هذه المباراة بتسببه في ركلة الجزاء، التي جاء منها الهدف الأول المبكر، الذي زاد من معاناة البرازيل المفكك أصلاً، ثم مساهمته الكبيرة في المباراة بسرعته الصاروخية ومهارته العالية، ونشاطه الكبير في كل أرجاء الملعب. وقدم روبن الذي قدم مستويات رفيعة في هذه البطولة يستحق أن يكون من بين أبرز المرشحين لنجوميتها بفضل ما قدمه من مستويات، أكد بها أنه نجم كبير، لكن الحظ عبث لروبن ورفاقه للبطولة الثانية على التوالي بعدما كانوا قريباً جداً من بلوغ الهدف، وتحقيق الحلم بالفوز بأول بطولة في تاريخهم. أجمل هدف «الثاني» يترجم تفوق «البرتقالي» يتشابه الهدفان الثاني والثالث لمنتخب هولندا تقريباً في طريقة التنفيذ مع فوارق بسيطة في اللمسة قبل الأخيرة التي جاء منها الهدف الثاني من رأسية المدافع ديفيد لويس الذي عمل على تشتيت الكرة لتصل إلى بليند، الذي سيطر وسدد براحة تامة في سقف المرمى، وفي الهدف الثالث الذي جاء من عرضية أيضاً استثمرت من عرضية فان بيرسي التي لم يجد فالديندوم صعوبة كبيرة في إيداعها في مرمى جوليو سيزار. والهدفان رائعان، حيث عكسا سرعة التحول في الهجوم والعرضية المثالية التي أربكت الدفاع في الهدف الثاني، ليكون الإبعاد للكرة خاطئاً، ويأتي منها الهدف، وبين الفراغ وسوء التمركز الذي يتركه خط دفاع المنتخب البرازيلي، ليعد الأجمل، خاصة أنه جمع ما بين التحول السريع من الهجوم المضاد والعرضية المثالية والتنفيذ الجيد، وعندما تصدى الدفاع لإبعاد الكرة كانت المتابعة السليمة حاضرة، كما أن الهدف قتل المباراة تماماً في توقيت مبكر منها. الظاهرة «السامبا».. بلا مهاجم من المفارقات الغريبة أن المنتخب البرازيلي، الذي يمثل مدرسة الكرة الهجومية في العالم افتقد المهاجم الصريح القادر على صناعة الفارق، فلم يحقق فريد أو جو أي شيء، عندما تم الدفع به كأساسي أمام هولندا. وترجمت مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع الأزمة الحقيقية، التي تعيشها كرة القدم البرازيلية، التي برهنت على أن من مثلوها في المونديال لا يملكون الموهبة أو القدرة على مجاراة منتخبات بحجم هولندا وألمانيا، وطرح ذلك تساؤلات مهمة جداً، هل المشكلة في الاختيارات التي اعتمد عليها سكولاري، خصوصاً أنه لم تثبت انها تستحق المشاركة في حدث بهذا الحجم باستثناء نيمار، أم أن مشكلة كرة القدم البرازيلية تحتاج إلى تغيير النظام الذي تعتمد عليه، وأن تكون هذه التغييرات جذرية لمواكبة التطور الكبير في كرة القم العالمية، التي تعتمد على الجماعية أكثر من المهارة الفردية أو النجم الواحد. والبرازيل وضح كثيراً أنه واحد من أضعف المنتخبات تكتيكياً ولا يملك هوية واضحة في العمل الذي يقدمه، بعد أن تلاشى سلاح التمريريات الطويلة لإصابة نيمار وضعف كفاءة بقية عناصر المنتخب في كل خطوط اللعب تقريباً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©