الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
12 يونيو 2006
هلا أصغيت لي أيتها الأخت··
فالحياة هي فرصتك لسماع النصيحة، فلا تغلقي لي أذنيك، فرب نصيحة من القلب تشفي مما فيك من معاص، وإن كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون·
إنك مبدئياً تقولين أنا صالحة، لا أعتدي ولا أكذب ولا··· ولكن انظري الى الطريق الذي تسلكينه فهل هو سلوك الصالحين؟
تستيقظين في الصباح وأنت بحاجة الى صحة، والى مال، والى مكانة، والى سعادة، والى تحقيق أهداف، والى بناء حياتك، والى والى··· فكيف يتم هذا إذا فقدت بصرك، أو ارتفع ضغط الدم عندك، أو تعثرت في الطريق وانكسرت احدى قدميك أو يديك، أو حتى لو وجع سنك أو رأسك، لا تقولين ان هذا طبيعي، ولكن هذا له حسابات خاصة غيبية، فأنت أولاً خلقت بقدر، وتعيشين بقدر، وعمرك بقدر، ورزقك بقدر، فلماذا تتحدين القدر بمعصيتك هذه؟
وتقولين أي معصية، تعالي نستطلع بعض تلك المعاصي:
* عدم معرفة حقيقة وجودك·
لباسك غير الشرعي·
إسرافك في الوقت وفي المال وفي الأشياء وحتى في صحتك·
الغفلة عن ذكر الله·
نقص علمك الشرعي·
سلوكك فيه الكبر، الأنانية، الشح، الغيبة، ربما الكذب، وربما الحسد والغيرة، بعض بدع الجاهلية، الحقد، الكره، السخرية من الآخرين، التكبر، عدم الإخلاص، عدم طاعتك لأهلك ولربك ورسوله أو لزوجك··· وغير ذلك كثير·
ولكل من هذه المعاصي أثرها على مستقبلك في الدنيا والآخرة·
اعلمي أيتها الأخت علماً يقيناً أنك ستبعثين وتحاسبين بعد هذه الحياة، إن كانت طويلة أم قصيرة، وإنما أنت فيها بامتحان وبلاء، فيها العمل والثواب في الآخرة الجزاء الأوفى·
وما كان الله الذي خلقك أن يتركك سدى بدون منهج تسيرين عليه، وقد بعث الرسل وأنزل الكتب وقال في حديثه القدسي 'عبدي خلقتك لي فلا تلعب وخلقت لك كل شيء فلا تتعب'، وما هي الحياة الدنيا التي أنت فيها إلا كعابر سبيل لينظر ربك كيف تعملين فلا تتهاوني ولا تتأخري عن معرفة ربك وصراطه المستقيم الذي يوصلك إن شئت الى الجنة أو أعاذنا الله السعير·
هذه تذكرة، أنا متأكدة أنك تعرفينها، ولكن اعلمي أن الشيطان لكي عدو مبين يزين سوء الأعمال ويأمرك باتيان الهوى·
لا تجعلي الأيام تمر فتخسرينها، فأثمن شيء في الحياة هو الوقت، فالطفل يكبر ويصبح شاباً ثم يشيخ ويموت، والقرآن العظيم يصور لك كل هذه المراحل، واعلمي أن الله كل يوم يميتك ويحييك لتعلمي أن هناك يوما آخر تتعظين فيه، فسارعي الى دين الله الذي يدينك به يوم القيامة، وتقولين :رب ارجعني لعلي أعمل صالحاً·
انظري في صفحات الخالدين، وصفحات الجبارين، وصفحات العلماء، وصفحات الصالحين·
لا تجعلي الغرور يصيبك بما أنعم الله عليك من جمال وصحة وعلم ومسكن ورزق، فهذه كلها نعم، اشكري الله عليها بعبادتك والا تكون عليك يوم القيامة ويحاسبك الله عليها·
آمني بقدرك وبواقعك، وما هو إلا امتحان وابتلاء لتقيسي درجة صبرك وإيمانك بالله·
أيتها الأخت الكريمة، الأخوة الإنسانية التي تربطنا، أينما كنت في هذا الكوكب الذي قدر الله لنا أن نسكنه معاً، أن أقدم لك خالص النصيحة، وما أرسل الله المرسلين من قبلنا إلى أقوامهم إلا أن قالوا لهم 'اني لكم ناصح أمين'·
اسألي عقلك كيف يفكر، ولسانك كيف ينطق، وبصرك كيف يبصر، وسمعك ومعرفة الحق من الباطل 'وفي أنفسكم أفلا تبصرون'·
إن الله رحمن رحيم بعباده، يخرجهم من ظلمات النفس الأمارة بالسوء الى النور والسير على صراط المستقيم، لن تخسري شيئاً، بل تزدادين نوراً وعلماً وفهماً وسعة إن جعلت همك اكتساب الحسنات، ليثقل ميزانك في الآخرة، وليكن دينك الإسلام، فابنيه بكل أبعاده وزينيه وازرعي حديقته، وليكن بيتك الذي يحميك في الدنيا والآخرة·
انك تدخلين المدرسة وعمرك ست سنوات، وتمكثين تتعلمين العلم خمس عشرة سنة أو أكثر لتنالي شهادة تفتح لك باب الرزق، فهذا ربحك المادي وعلمك الحقيقي الروحي ماذا عملت به؟
عندما تكونين معلمة أو طبيبة يجب أن تكون نيتك لله خالصة، تبتغين وجه الله، ولكن في نفس الوقت إن كنت لا تعلمين حدود سلوكك وحدود مسؤوليتك وحدود ما أمر الله ونهى عنه فعملك محبط· اجعلي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بين عينيك (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)·
ماجدة عبدالكريم
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©