الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فان جال: طالبت بإلغاء جائزة «الترضية» منذ 10 أعوام

فان جال: طالبت بإلغاء جائزة «الترضية» منذ 10 أعوام
14 يوليو 2014 01:17
قال لويس فان جال مدرب هولندا إن عودة فريقه بالمركز الثالث في كأس العالم لكرة القدم أثبتت وجود أكثر من طريقة واحدة للعب. وقدمت هولندا تحت قيادة فان جال أسلوباً يعتمد على الدفاع بشكل أكبر، وهو ما يختلف كثيراً عن طرق أغلب مدربي البلاد. وقال فان جال بعد الفوز 3-صفر على البرازيل الدولة المضيفة: استطعنا إظهار نوعية كرة قدم جديدة تماماً.. في هولندا على الأقل، مع لاعبين تعاونوا جيداً مع بعضهم البعض. وأضاف: «يجب أن يعمل المدرب بناء على إمكانات تشكيلته، وهذا ما نجحنا فيه بعيداً عن حقيقة أننا لم نفز باللقب لكن اقتربنا للغاية». صحيح أن مشوار المنتخب الهولندي في مونديال البرازيل 2014 لم يصل إلى خواتمه السعيدة والمأمولة، خصوصاً بعد عروضه الرائعة في النسخة العشرين من العرس الكروي العالمي، لكنه يعود إلى بلاده بآمال كبيرة للمستقبل في ظل تمتعه بالأسس اللازمة، التي أكدها في مباراة المركز الثالث ضد البرازيل المضيفة السبت في برازيليا (3-صفر). انتهى مشوار هولندا في نهائيات البرازيل بفوز أمام المضيفة في مباراة هامشية على المركز الثالث لم يكن يرغب حتى «البرتقالي» بخوضها لأنها «مضيعة للوقت» بحسب مدربه لويس فان جال خصوصا أن جائزة «الترضية» لا تعني شيئاً للهولنديين بل إن هدفهم كان واضحاً: الفوز باللقب للمرة الأولى في تاريخهم من أجل تعويض ما فاتهم أعوام 1974 و1978 و2010. وجاءت الرياح بعكس ما تشتهي «السفينة البرتقالية»، وقرر الحظ أن يقف إلى جانب ليونيل ميسي ورفاقه في المنتخب الأرجنتيني، الذين حجزوا بطاقتهم إلى المباراة النهائية بفضل ركلات الترجيح. وطوى الهولنديون صفحة أخرى في معركتهم مع هذه الكأس العنيدة، لكنهم يعودون إلى بلدهم برأس مرفوعة بعد الأداء المميز الذي قدموه في البرازيل التي استهلوا فيها مغامرتهم بأفضل طريقة من خلال تحقيق ثأرهم على إسبانيا باكتساحها 5-1. بدت هولندا مستعدة أكثر من أي وقت مضى لكي تفك عقدتها مع النهائيات العالمية بقيادة مدرب محنك بشخص فان جال وبتشكيلة متجانسة بين مخضرمين، وشبان واعدين. لقد وقفت البلاد المنخفضة ثلاث مرات عند حاجز النهائي، فخسرت أمام مضيفتها ألمانيا الغربية 1-2 في زمن «الطائر» يوهان كرويف عام 1974، ثم النهائي التالي على أرض الأرجنتين، قبل أن تتخطى البرازيل في ربع نهائي النسخة الماضية، ويقهرها الإسباني أندريس إنييستا في الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني (1-صفر). في تصفيات 2014، ضربت هولندا بقوة كما جرت العادة في السنوات الأخيرة، فحصدت 28 نقطة من 30 ممكنة في طريقها إلى البرازيل، بينها فوز ساحق على المجر 8-1 فكانت أول المتأهلين إلى بلاد السامبا، ثم بدأت مشوارها في النهائيات باستعراض ناري أمام إسبانيا حاملة اللقب وثأرت شر ثأر من الأخيرة باكتساحها 5-1، لكنها عادت بعدها لتعاني بعض الشيء أمام أستراليا (3-2) ثم تشيلي في مباراة هامشية للمنتخبين(2-صفر) قبل أن تتخلص من المكسيك في الدور الثاني بصعوبة بالغة 2-1 بعد أن كانت متخلفة حتى الدقيقة 88. وفي الدور ربع النهائي، قدم الهولنديون أداء هجومياً رائعاً أمام كوستاريكا، لكن الحظ والحارس كيلور نافاس وقفا بوجههم ما اضطرهم للجوء إلى ركلات «الحظ» الترجيحية، التي أثبت فيها فان جال أنه مدرب استثنائي. «وحده فان جال يجرؤ على فعلها، هل كان يعلم أن تيم كرول صد ركلتي جزاء فقط من أصل 20 في في الدوري الإنجليزي لكرة القدم؟»، هكذا علق الإنجليزي جاري لينيكر هداف مونديال 1986 على السيناريو «الجهنمي»، الذي خيم على اللحظات الأخيرة من مباراة هولندا وكوستاريكا السبت في ربع النهائي. فهولندا كانت الأفضل بمجالات أمام خصمتها كوستاريكا، التي خاضت أروع رحلة في تاريخ المونديال، ونجحت في جر المنتخب البرتقالي إلى ركلات الترجيح. لكن المدربين الكبار يتركون بصمتهم بقرارات تاريخية، فبرغم الإرهاق الذي حل بلاعبيه بعد 120 دقيقة أمام الشجاعة الكوستاريكية في الذود عن مرمى الحارس العملاق كيلور نافاس، أبى مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي المقبل أن يستخدم تبديلاته الثلاثة، فانتظر حتى الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع في الشوط الإضافي الثاني لإدخال كرول حارس مرمى نيوكاسل يونايتد بدلاً من ياسبر سيليسن حارس مرمى أياكس أمستردام لاعتقاده أن الشاب الأشقر أفضل بصد ركلات الحظ.وأصاب فان جال في مغامرته لأن كرول صد ركلتين ترجيحتين وقاد بلاده إلى نصف النهائي، لكن المدرب الهولندي، الذي يخوض مباراته الأخيرة مع «البرتقالي» قبل الانتقال إلى «أولد ترافورد»، لم يحتكم إلى الخيار ذاته أمام الأرجنتين ولم يتمكن من أدخل كرول بعدما استخدم تبديلاته الثلاثة فكانت النتيجة عجز الحارس ياسبر سيليسن عن صد الركلات الترجيحية الأربع، التي نفذها ليونيل ميسي ورفاقه لتجد هولندا نفسها مضطرة إلى خوض مباراة المركز الثالث عوضاً عن النهائي. «أعتقد أنه لا يجب أن تقام هذه المباراة»، هذا ما قاله فان جال عن مباراة المركز الثالث التي كانت تشكل تحدياً للمنتخبين الخاسرين في نصف النهائي، لأن أياً منهما لا يتمتع بالحافز الكافي لخوضها خصوصاً إذا كان هذان المنتخبان من عيار هولندا والبرازيل وليس تركيا أو كوريا الجنوبية. وواصل فان جال: «أنا أردد هذا الأمر (ضرورة إلغاء مباراة المركز الثالث على غرار كأس أوروبا) منذ 10 أعوام، لكن الآن، نجد أنفسنا مضطرين لخوض هذه المباراة.. الأمر الأسوأ أن هناك احتمالاً بأن تخسر مباراتين على التوالي». وتابع: «ستعود حينها إلى بلدك بعد البطولة كخاسر كبير رغم أن أداءك كان رائعاً خلالها، ستعود إلى بلدك كخاسر بسبب هزيمتك في المباراتين الأخيرتين. وهذا الأمر ليس له علاقة لا من قريب أو بعيد بالرياضة». لكن فان جال ودع «البرتقالي» بأفضل طريقة من خلال إنهاء مونديال البرازيل دون هزيمة، قبل أن ينتقل إلى مهمة انتشال مانشستر يونايتد الإنجليزي من كبوته. ما هو مؤكد أن المنتخب الهولندي يعد بمستقبل باهر سيجعله من أبرز المنافسين على البطولات الكبرى أولها كأس أوروبا 2016 في فرنسا. وما ميز هولندا في المونديال البرازيلي ليس فقط هجومها، الذي كان على الموعد كالعادة بقيادة نجوم رائعين، مثل أريين روبن وويسلي سنايدر وروبن فان بيرسي، الذين لم ينتهِ مشوارهم هنا (الثلاثة يبلغون من العمر 30 عاماً) بل قد يكونون من الركائز الأساسية أيضاً في كأس أوروبا 2016، بل دفاعها أيضاً رغم عناصره الشابة. فرغم فشل المنتخب الهولندي في الوصول إلى النهائي للمرة الثانية على التوالي فإنه سيعود إلى بلاده بنقطة إيجابية «فريدة» بالنسبة له متمثلة بخط دفاعه. وأكد فان جال أنه سيستهل مشواره مع مانشستر يونايتد الإنجليزي بعد غد في كارينجتون خلفاً لديفيد مويس. (باريس - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©