أكد نونو جوميز مهاجم البرتغال السابق أن مشاركة منتخب بلاده في مونديال البرازيل تعتبر الأسوأ منذ مونديال 2002 في كوريا واليابان، وذلك بعدما ودع «رفاق الدون» من الدور الأول بصحبة غانا من المجموعة السابعة، مشيراً إلى أن «برازيل أوروبا» كان بمقدوره السير بعيداً في البطولة، لو آمن نجومه بذلك، وكانت الثقة بينهم قائمة، مبدياً انتقاده لموقف رونالدو وتصريحاته التي أدلها بها قبل آخر مباراة في الدور الأول، وأكد خلالها أن البرتغال لا يملك مؤهلات الترشح للأدوار النهائية، أو لاعبين قادرين على مساعدته للقيام بذلك.
ولفت إلى أن أفضل عزاء للبرتغاليين يحفظ لهم ماء الوجه بخروجهم المبكر من المونديال الحالي هو أنهم لحقوا فيه بأبطال سابقين، مثل إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا بعد مشوار قصير لهم بالبطولة، ويرى جوميز أن موقف البرتغال تعقد مبكراً أيضاً بسبب الحالة البدنية لرونالدو العائد لتوه من إصابة.
وبعيداً عن البطولة وفيما يتعلق بمسيرته عقب إعلان الاعتزال قبل أشهر قليلة، قال: «تركيزي ينصب في منصبي الجديد مستشاراً لبنفيكا، لم أحد وجهتي المقبلة بعدها، ولكني أفكر في الاتجاه للتدريب خلال عامين من الآن».
وكان رونالدو صرح عقب تعادل البرتغال وأميركا بهدفين لكل منها أن ترشح بلاده للتأهل للأدوار النهائية «ضرباً من الخيال»، وأن ذلك سببه أن البرتغال لا يملك لاعبين جيدين، مثل الفرق الأخرى، في إشارة إلى حالة التخبط والارتباك غير المبررة، التي يعاني منها البرتغال في البطولة وتسببت في هزيمته بأربعة أهداف أمام الألمان».
ورأى جوميز أن التصريحات التي أدلى بها رونالدو أظهرت قدراً مما يحاول أن يتم إخفاؤه في أروقة المنتخب البرتغالي، بحيث تغيب الثقة بين عناصره، وقال: «عندما يتحدث قائد المنتخب بهذا الشكل عن فريقه، فهذا يعني أن هناك خللاً ما، رونالدو لاعب موهوب، وأنا معجب للغاية بقدراته ومستواه، وعلاقتي به جيدة، ولكني رغم ذلك أعتقد أن فيجو قائد المنتخب في السنوات الماضية، كان أفضل وأذكى، خصوصاً من حيث بث الثقة في زملائه، تحديداً في بطولة بهذا الحجم، حيث كان يجب أن تكون اللهجة مختلفة، وأن يكون السعي لتقديم أفضل مستوى هو الشغل الشاغل للجميع، وذلك رغم اعترافي بأن «الدون» هو أفضل لاعب في العالم حالياً، وبلا منازع، لكن الأمر يتطلب أموراً أخرى غير المهارة الفردية أو القدرات التي يتحلى بها اللاعب مع الكرة».
وأضاف: مستوى البرتغال لم يقنع خصوصاً بعد الهزيمة الثقيلة أمام الماكينات الألمانية برباعية، والتي كرست عقدة «المانشافت» للبرتغاليين في هذا المحفل، بعدما تلقينا هزيمة مماثلة في نسخة 2006»، وكان نونو جوميز لعب إلى جانب فيجو مع البرتغال من 1996إلى 2006، في حين أن رونالدو عاصره خلال المراحل الأخيرة من مسيرته الدولية.
وقال جوميز: «فيجو الأفضل في زمانه، وكريستيانو الأحسن في الوقت الراهن، ورونالدو أُنعم عليه بقدر أكبر من القوة البدنية من سلفه في ريال مدريد، ولكن فيجو كلاعب كرة قدم الأكثر ذكاءً، من الرائع الاعتماد على رونالدو في فريقك ليس بسبب الاحترام الذي يلقاه من لاعبي المنافسين، ولكن أيضاً بسبب قدراته التي تحدد مسار المباريات، وهو رغم كل ذلك في بعض الأحيان لا يبدو كإنسان عادي، فمن مميزاته أنه يسعى للأفضل، ويرغب في أن يكون الأحسن».
ولم يجد جوميز تفسيراً لتواضع مستوى أداء البرتغال، وقال: «لم نلعب على نحو جيد، كنا نعرف منذ البداية أن الأمر صعب، المباراة الأولى كانت في غاية السوء، تلقينا أربعة أهداف قاسية، معنوياً ونفسياً، الفريق ليس صلباً، ولدينا إصابات أبعدت عدداً من اللاعبين عن مستواهم، الأمر مخيب جداً لنا، لكن هذه كرة القدم منتخبات كبيرة، مثل إسبانيا وإنجلترا غادرت، كل شيء وارد في كرة القدم، كان يجب أن نفوز على الولايات المتحدة كي نبقي على آمال جيدة أمام غانا، لكننا أخفقنا، وخرجنا».
وعن البطولة الحالية في البرازيل التي يوجد بها محلل بقناة بي إن سبورت الرياضية، قال: «هناك منتخبات قدمت مستويات قوية للغاية، فلن أتحدث كثيراً عن الرباعي المتأهل للمربع الذهبي، ولكنني أتحدث عن المكسيك الذي كان ظهوره لافتاً بالإضافة إلى كولومبيا وتشيلي، وسطوة المنتخبات اللاتينية كانت حاضرة بقوة في البطولة، أما البرازيل فإن سقوطه على أرضه ووسط جمهوره كان بمثابة صدمة لعشاق «السيليساو». وأضاف: «الأمر اختلف تماماً بعد إصابة نيمار، وظهر «السامبا» ولاعبوه فاقدين البوصلة، الخسارة كانت قاسية، وبمثابة صدمة لعشاق الساحرة المستديرة، وبين فريق عملاق وآخر منهار، وهي كارثة بكل المقاييس بالنسبة للجمهور البرازيلي، أعتقد أن المباراة لو أعيدت 5 مرات أخرى، فمن الصعب أن تنتهي بالنتيجة نفسها». (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
عدد اليوم
