الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الفك المفترس» و «تيتانيك» و «العار» في صـدارة أفلام المونديال!

«الفك المفترس» و «تيتانيك» و «العار» في صـدارة أفلام المونديال!
14 يوليو 2014 01:21
لم تكن كرة قدم، لا تصدقوا ما حدث في مونديال «البرازيل 2014»، لقد تحولت أرض الأساطير إلى شاشة عرض سينمائي كبيرة على شواطئ كوباكابانا، أو بالأحرى شاشات عدة، تعرض أفلاماً سينمائية، ليس لها علاقة قوية بكرة القدم التي كنا نعرفها قبل 12 يونيو الماضي، لم يكن «مونديال البرازيل» كأساً للعالم، بل كان مهرجاناً سينمائياً أقيم لمرة واحدة، تحت مسمى «مهرجان كوباكابانا»، ليضرب مهرجات العالم كافة، فقد توارى «كان السينمائي» خجلاً لأنه بكل عراقته لم يحظ يوماً ولو بجزء بسيط من هذا الإقبال الجماهيري منقطع النظير. وأيقنت مهرجانات روتردام وبرلين وتورنتو وهونج كونج أنها لن تحصل يوماً على هذه التغطية الإعلامية التاريخية التي نالها «مهرجان كوباكابانا» الذي كنا نعتقد أنه يحمل اسم «كأس العالم البرازيل 2014». أفلام عدة تصدرت الإيرادات وحظيت بأعلى نسبة مشاهدة في «البرازيل 2014»، خاصة أنها تنوعت بين الكوميديا السوداء، والتراجيديا، وأفلام العنف، والأكشن، وغيرها من ألوان وفنون السينما الكروية التي أقيم مهرجانها في البرازيل خلال الفترة من 12 يونيو إلى 13 يوليو، وسط اهتمام عالمي لم يسبق له مثيل، فقد تغيرت أجندات الرؤساء، وتبدلت مواعيد العمل، وتمرد الملايين على ساعتهم البيولوجية، فتجاهلوا النوم، من أجل متابعة فصول الدراما المثيرة في البرازيل 2014. «تيتانيك لاروخا» في مونديال البرازيل 2014، تكرر فيلم «تيتانيك لاروخا» الذي لعب بطولته منتخب إسبانيا، فقد كان لإسبانيا كيان كروي أقرب ما يكون إلى سفينة تيتانيك الشهيرة التي قيل إنها عصية على الغرق، لم لا ومنتخب إسبانيا بطل العالم 2010، وبطل أوروبا عامي 2008 و2012، وصاحب الأداء الكروي المبهر ببصمة نجوم البارسا وانضباط عناصر الريال، فقد عزف الإسبان سميفونية الإبداع الكروي مع الراحل لويس أراجونيس في «يورو 2008»، وتسلم الحكيم فيسنتي ديل بوسكي مقاليد القيادة ليواصل رحلة الإبداع متأثراً، ومستفيداً من عبقرية عناصر «بيب تيم»، وهو فريق البارسا الذي صنعه بيب جوارديولا. كما نجح ديل بوسكي في الاستفادة من كبرياء عناصر ونجوم الفريق الملكي لتصبح إسبانيا أيقونة الإبداع في الكرة العالمية، ولكن سفينة الإسبان غرقت قبل أن تصل شواطئ البرازيل، بالهزيمة القاسية من هولندا بخماسية، قبل السقوط بهدفين على يد محاربي تشيلي في رحلة استكشاف أميركا الجنوبية، وكان الوداع المبكر أقرب ما يكون إلى غرق «تيتانيك» ليصبح الإسبان أبطالاً لفيلم «تينانيك لاروخا». رحل الإسبان من معركة أرض الأساطير حاملين معهم جريحاً يسمى «التيكي تاكا»، لكنهم حتماً سوف يعودون بإبداع البارسا وكبرياء الريال وعناد الأتليتي، وعلى الأرجح سوف تكون العودة بجيل جديد حصل على بطولة أمم أوروبا للشباب، ولكن بمزيج من «التيكي تاكا» الإسبانية، والواقعية الألمانية، وهو مزيج كروي تجلى في عروض المانشافت في المونديال، بتأثير بيب جوارديولا مدرب البايرن، حيث يسيطر نجوم البافاري على التشكيلة الألمانية، صحيح أن البايرن سقط على يد الريال في قبل النهائي دوري الأبطال، ولكن كرة القدم الجديدة صنعت في ألمانيا تحت إشراف الفيلسوف «بيب». (ريو دي جانيرو - الاتحاد) «الفك المفترس» هي «مجرد عضة» من النجم المثير للجدل لويس سواريز مهاجم أوروجواي المنتقل إلى صفوف البارسا مؤخراً، إلا أن «العضة» تحولت إلى أشهر أفلام مونديال 2014 الذي تم الترويج له باسم تجاري وإعلامي هو «الفك المفترس»، فالإعلام العالمي ليس الرياضي فحسب، بل بكل فئاته، خاصة الإنجليزي، وكذلك الاتحاد الدولي لكرة القدم، لم يروا أن ما حدث مجرد أمر عارض لا يستحق كل هذا، فقد تورط سواريز في ممارسة سلوك عدواني اعتاد عليه في مسيرته الكروية المثيرة للجدل، حينما عض جورجيو كيليني مدافع منتخب إيطاليا في واحدة من مواجهات الدور الأول. وما هي إلا ساعات وربما دقائق، حتى بدأ الإعلام الإنجليزي في شن حملة الانتقام من «قاهر الإنجليز» الذي نجح قبلها في عض «الأسود الثلاثة» ولكن بطريقة مشروعة أسفرت عن ثنائية هز بها شباك جو هارت، ليحكم على الإنجليز بالعودة مبكراً إلى عاصمة الضباب، واستدعت الصحف البريطانية «صاحبة التأثير الأقوى في الإعلام العالمي» واقعة عض سواريز لمدافع تشيلسي برانيسلاف إيفانوفيتش، واتسع نطاق الحملة، فاستجاب «الفيفا» وقام بطرد سواريز من المونديال وقرر إيقافه 4 أشهر عن ممارسة كرة القدم، حتى التدريبات أصبح محروماً منها. وودعت أوروجواي المونديال من دور الـ 16، ولكن سواريز حظي باستقبال الأبطال في بلاده، وتعاطف معه الإعلام في مونتفيدو إلى حد أنهم حاولوا الترويج لضرب كيليني لسواريز بالكتف في فكه، بل وصل التعاطف إلى حد خروج رئيس البلاد موخيكا بتصريحات تهاجم «الفيفا» وتتهمه بالتآمر على سواريز وأوروجواي، وعلى الرغم من كل ما حدث، أصر برشلونة على التعاقد مع «العضاض» الذي لم يتردد في التوقيع على خريطة الطريق للهروب من جحيم «البريميرليج». (ريو دي جانيرو - الاتحاد) «الاعتراف» ظهر لويز فيليبي سكولاري في مباراة «العار» رافعاً يديه بإشارة الـ7، وهي مصادفة أثارت انتباه وفضول الجميع، فهل كان سكولاري يذكر اللاعبين بأن الألمان سجلوا 7 أهداف ويتعين عليهم السعي إلى تعويضها؟ أم أنه كان خارج نطاق الخدمة ليطلق هذه الإشارة التي تجسد سباعية الذل الألمانية في الشباك البرازيلية، ولم تتردد الصحف العالمية في نشر الصورة المثيرة للجدل، وكان من اللافت أن يحدث ذلك في مقارنة مع الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا، الذي أشار بسباعية الفوز الألماني على السامبا هو الآخر، وقال: «كسف تشعرون بالسبعة»، تعبيراً عن حالة العداء الكروي التاريخي بين الأرجنتين والبرازيل. وبعيداً عن السخرية التي نالها سكولاري في إشارته الشهيرة، وجعلته بطلاً لفيلم «الاعتراف»، فإنه في حقيقة الأمر كان يحاول توجيه اللاعبين للتعامل مع نجم وسط منتخب ألمانيا باستيان شفينشتايجر، والذي يحمل الرقم 7، وهو أحد أسرار تألق الماكينة الألمانية، بدوره الحيوي في منتصف الملعب، إلا أن النوايا الطيبة لم تنفع المدرب البرازيلي الذي أصبح ضحية السخرية، عقاباً له لأنه الجاني الأول في مسلسل السقوط البرازيلي، سواء لأسباب تكتيكية، أو لأسباب تتعلق بأنه المدير الفني ومن ثم فهو المسؤول الأول عن أي إخفاق. وما يثير الدهشة في علاقة بطل فيلم «الاعتراف» مع منتخب وجماهير وإعلام البرازيل، أنه أعلن عقب السقوط الجديد أمام هولندا بثلاثية دون مقابل في أن مصيره في يد اتحاد الكرة البرازيلي، وهو التصريح الأسوأ له منذ أن حظي بشرف قيادة منتخب السامبا، فقد كانت التوقعات تشير إلى أنه سوف يرحل من تلقاء نفسه، لأنه العار أكبر من أن تتم المساومة عليه، أو انتظار قرار إقالة يترتب عليه الحصول على شرط جزائي، أو يحقق به مكسب مالي، فسقوط البرازيل على أرضها وبين جماهيرها، وبهذه الطريقة المذلة، لا يوجد أي رد فعل يناسبه، ويظل رحيل سكولاري بمثابة الحد الأدنى من إجراءات تهدئة الرأي العام البرازيلي، ومن المرجح أن يبدأ البرازيليون رحلة البحث عن مدرب جديد، حتى لو كان أجنبياً، من أجل استعادة الكبرياء الكروي المفقود. كان سكولاري صاحب المسيرة التدريبية التي تمتد على مدار 32 عاماً، خاض خلالها 23 تجربة مع أندية ومنتخبات بعضها عربية، قد تولى تدريب منتخب البارسا في مناسبتين، الأولى بين عامي 2001 و 2002، وشهدت تتويج منتخب «السامبا» بلقب مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، مما جعله خياراً مهماً للشعب والصحافة في البرازيل لخوض التجربة من جديد في مونديال البرازيل، وتمكن سكولاري من رفع سقف الأمل والطموح في نفوس البرازيليين، حينما فاز بلقب كأس القارات قبل عام، إلا أن السقوط المدوي في المونديال الذي اختتم بالأمس، كان له وقع الصاعقة على عشاق الكرة البرازيلية حول العالم. (ريو دي جانيرو - الاتحاد) «العار في شعار المونديال» في مايو 2012 أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بالتعاون مع اللجنة المحلية المنظمة للمونديال في البرازيل عن إطلاق شعار كأس العالم «البرازيل 2014»، ويظهر جوهر شعار المونديال على شكل يد تجسد 5 أركان تمثل البرازيل وهي: «تماسك المجتمع، وقوة الابتكار، والطبيعة الأخاذة، وكرة القدم، وسعادة الأرض»، وظل البرازيليون يشعرون بالفخر لهذا الشعار، ويترقبون أن تكتمل سعادتهم وشعورهم بالفخر بعد الحصول على اللقب، فقد كانت الطموحات كبيرة، بظهور الرقصة السادسة للسامبا على مسرح الوطن، في إشارة إلى الحصول على كأس العالم للمرة السادسة، ولكن بنكهة مختلفة هذه المرة، حيث يقام على أرض الأساطير والسحر الكروي. ولم يقدم المنتخب البرازيلي الأداء الذي يشفع له طوال مباريات البطولة، وسط مشاعر مشحونة بالعاطفة الزائدة، فقد ظهر نجوم المنتخب البرازيلي، وهم يبكون في لحظات عزف النشيد الوطني، وعقب الفوز الصعب بركلات الترجيح على تشيلي، في إشارة إلى الشعور بالضغوط الهائلة الواقعة على كاهلهم، إلى أن حانت لحظة السقوط الكبيرة في مباراتهم أمام ألمانيا التي شهدت هزيمة البرازيل بالسبعة، في «ثلاثاء الذل والعار» كما أطلقت عليه الصحافة البرازيلية. وتسببت الهزيمة في تحول شعار المونديال من مصدر للفخر وباعث على الأمل في مجد كروي غير مسبوق، إلى «فيلم العار» فقد ظهرت رسومات كاريكاتيرية ساخرة، ولكنها تجسد قمة الكوميديا السوداء، حيث تحولت الأيادي الخمسة من مهمة حمل الكأس، إلى الإمساك بالوجه وسط شعور بالخجل والانكسار، في مشهد يحمل تفاصيل فيلم «العار». (ريو دي جانيرو - الاتحاد) «رودريجيز البريء» جيمس رودريجيز نجم المنتخب الكولومبي صاحب الوجه الطفولي البريء، هو بطل الفيلم المونديالي الذي يحمل نفس الاسم «البريء»، فقد تعاطف معه الملايين من عشاق الكرة العالمية، خاصة أنه انتزع لنفسه مكاناً في نجومية كأس العالم دون مقدمات، فقد أحرز 6 أهداف، ولعب دور الملهم في قصة تألق منتخب بلاده، وكانت البداية بهدف في ثلاثية الفوز على اليونان، ثم عاد وسجل هدفاً ليمنح كولومبيا الفوز بهدفين لهدف على المنتخب الإيفواري، قبل أن يسجل في اليابان هدفاً لتنتهي المباراة برباعية مقابل هدف يتيم للمنتخب الآسيوي، وصعد رودريجيز بمزارعي البن إلى دور الـ 16 بالعلامة الكاملة. ووصل رودريجيز إلى قمة تألقه أمام أوروجواي، بتسجيل ثنائية الفوز والتأهل إلى دور الثمانية، وهو إنجاز تاريخي للمنتخب اللاتيني. (ريو دي جانيرو - الاتحاد) «ملحمة التيكوس» لم يبخل علينا مونديال البرازيل 2014، أو بالأحرى «مهرجان كوباكابانا لأفلام السينما الكروية» برائعة الروائع التي ستظل خالدة، وهي «ملحمة التيكوس» التي لعب بطولتها منتخب مجهول جاء من أميركا الوسطى، لم نكن عرف عنه سوى اسمه، إنه منتخب كوستاريكا الذي تسابق الجميع في الرهان على أنه سيكون الحلقة الأضعف في المجموعة الرابعة التي ضمت 3 من عمالقة الكرة العالمية، وهم إيطاليا وأوروجواي وإنجلترا، وقد سبق لهذه المنتخبات الثلاثة الحصول على كأس العالم 7 مرات، بواقع 4 لإيطاليا، لقبان لأوروجواي ولقب لمنتخب «الأسود الثلاثة» الإنجليزي. جاء منتخب كوستاريكا إلى مونديال البرازيل 2014، ليقول إن اسمه الذي لم نكن نعرفه هو «التيكوس»، فخرج من المونديال مقتحماً عالم الثمانية الكبار، بعد أن تصدر مجموعته بـ 7 نقاط، بفوز صاعق على أوروجواي بالثلاثة، وانتصار صادم للطليان بهدف نظيف، وتعادل مع الإنجليز، قبل أن يتفوق على اليونان في دور الـ 16، ويعذب «البرتقالي» الهولندي في دور الثمانية، في مباراة احتكمت إلى الحسم بلغة ركلات الترجيح. وتألق الحارس العملاق نافاس ليحمي عرين «التيكوس» طوال مشوار البطولة، ولم يدخل مرماه سوى هدف من ركلة جزاء وآخر في الوقت القاتل أمام اليونان، إلا أن تألقه كان لافتاً في موقعة دور الثمانية أمام هولندا، لينتزع لنفسه مكاناً في قائمة الترشيحات للحصول على «القفاز الذهبي» مع العملاق الألماني مانويل نوير، ومفاجأة الأرجنتين سيرخيو روميرو، وحظي نافاس بمكافأة أخرى، تتمثل في عرض تبلغ قيمته 10 ملايين يورو من البايرن لفريقه الحالي ليفانتي، ليذهب إلى بافاريا بحثاً عن فرصة جديدة للتفوق على العملاق نوير في معقله. «الشرير والقلب الكبير» «الشرير» هو لقب زونيجا الجديد، ونيمار هو«القلب الكبير»، فقد أثار التدخل العنيف من الكولومبي زونيجا على ظهر نيمار في مباراة دور الثمانية التي انتهت بفوز صعب للسامبا بثنائية مقابل هدف ضجة هائلة، وسط محاولات من الإعلام البرازيلي، والإسباني الكتالوني المؤيد لنجم البارسا، تكرار الحملة التي أطلقها الإنجليز ضد «العضاض» سواريز، لحمل «الفيفا» على عقاب زونيجا. وتقدم البرازيليون بشكوى رسمية، وتسجيلات واضحة للواقعة، خاصة أن التدخل بالركبة في ظهر نيمار من الخلف، كاد يجعله يتحول من لاعب كرة قدم يشعل الملعب حركة وحماساً إلى قعيد على كرسي متحرك، والواقعة بهذا المنطق أكثر خطورة من مجرد «عضة» تسببت في إيقاف سواريز 4 أشهر وإبعاده عن المونديال. وكانت الصدمة البرازيلية كبيرة على إثر رفض الفيفا معاقبة زونيجا، على الرغم من خطورة الواقعة، فضلاً عن تأثيرها الكارثي، فقد تسببت الإصابة الخطيرة في ابتعاد نيمار عن الموقعة الأهم والأصعب للبرازيليين، وهي مباراة قبل النهائي أمام ألمانيا، واكتمل الكابوس بالهزيمة القاسية للبرازيل بسباعية «الذل والعار». وقبل مواجهة المركز الثالث التي شهدت اكتمال مسلسل السقوط الكبير للبرازيل، بالهزيمة بثلاثية بيضاء، كشفت الصحف العالمية ووكالات الأنباء تفاصيل المؤتمر الصحفي الذي شهد بكاء نيمار بتأثر شديد وهو يتذكر الالتحام العنيف الذي أنهى مشاركته في المونديال، حيث قال: «أشعر بالارتياح لأن الأمر لم ينته بجلوسي على مقعد متحرك». وتحدث عن تدخل زونيجا العنيف، فقال: «لن أقول إنه كان يتعمد إصابتي، لا أعرف ما الذي دار في ذهنه، لكن أي شخص يمكنه أن يرى أنه لم يكن التحاماً عادياً، حين تريد ارتكاب مخالفة ضد شخص لإيقاف اللعب أو إيقاف هجمة مرتدة، فإنك تركله في الكاحل أو تدفعه أو تجذبه بطريقة ما، لكن بالطريقة التي كانت الكرة تهبط بها، لكن هذا لم يحدث منه». وتابع: «كثيرون يقولون إني أتعمد السقوط لا أهتم بذلك، بوسعي الدفاع عن نفسي حين أرى ما يحدث حولي، لكني لا أستطيع الدفاع عن نفسي ممن يأت من الخلف، ما يدافع عني في ذلك الموقف هو القواعد والقوانين التي تنظم كرة القدم، ولقد كان القدر رحيماً بي، لو اختلف مكان الإصابة سنتيمترين آخرين لانتهى بي الأمر جالساً على مقعد متحرك، زونيجا اتصل به في اليوم التالي ليعتذر، لقد صفحت عنه وأؤكد أنني لا أحمل كراهية أو ضغينة له، أتمنى له حظاً سعيداً في مسيرته الكروية». (ريو دي جانيرو - الاتحاد) «الهولندي الطائر» «الهولندي الطائر» لقب انتزعه المهاجم روبن فان بيرسي بهدف في مرمى إسبانيا في مستهل مشوار المنتخبين في المونديال، فقد حلق في الهواء بجسده كاملاً بطريقة أفقية وليست رأسية ليحرز واحداً من أجمل أهداف المونديال في شباك «القديس إيكر»، وللمصادفة، فإن «الهولندي الطائر» هي رواية من الفلكلور تتحدث عن سفينة أشباح تبحر إلى الأبد في المحيطات، وهي نذير شؤم وموت على البحارة الآخرين، ويصل تأثيرها المدمر إلى أهل اليابسة. وبعد أن نجح روبن فان بيرسي في تسجيل الهدف الطائر، انتزع لنفسه حقوق إنتاج فيلم أقرب إلى أفلام الخيال العلمي، تحت اسم «الهولندي الطائر»، فقد كان هدفه نذير شؤم بغرق سفينة الإسبان، ويكفي أنه في المباراة المشار إليها دق المسمار الأول في غرق بحارة المنتخب الإسباني بهدفين قاتلين في ليلة الفوز بخماسية، وأكمل مسيرة التألق فسجل هدفاً في أستراليا ليمنح البرتقالي فوزاً بثلاثية لهدفين، ولم يسجل «الهولندي الطائر» بصمته في بقية المباريات، تاركاً مهمة تصدير الرعب إلى المنافسين لرفيق الدرب آرين روين، ولكن فان بيرسي عاد من جديد في مباراة المركز الثالث، ليلعب دور نذير الشؤم على البرازيليين، وكأنه يريد صحة ما تقوله الرواية الفلكلورية، فسجل هدفاً، وفازت هولندا بثلاثية عمقت جراح منتخب السامبا. (ريو دي جانيرو - الاتحاد) «عواجيز الفرح».. يثير تعاطف الملايين لم يكن ظهور أندريه بيرلو وجان لويجي بوفون مع المنتخب الإيطالي موفقاً، فقد حاولا أن يسجلا الحضور الأفضل في ختام مشوارهما المونديالي، ولكنهما وقعا ضحية لفيلم آخر أكثر قسوة على كبار النجوم، وهو فيلم «عواجيز الفرح»، صحيح أن ماريو بالوتيللي خذلهما، ولم يقدم الأداء الرجولي، ولكنهما ظلا ضحية الظهور الإيطالي المخيب للآمال في المونديال، وعلى الجانب الآخر، سجل نجوم إسبانيا حضوراً لافتاً في «عواجيز الفرح» فكانت الخيبة المونديالية ختاماً لمشوار تشافي هيرنانديز، وإيكر كاسياس، وغيرهما من أساطير «لافوريا روخا»، وبالتوجه صوب القارة السمراء فقد ألقى دروجبا وإيتو وغيرهما من مشاهير «السمراء» بكلمة الوداع، كما توقف مشوار فرانك لامبارد وستيفين جيرارد في محطة مونديال البرازيل، وودعت المكسيك القائد رافا ماكيز، ولم يكن حضور نجم أورجواي دييجو فورلان، خارج نطاق فيلم «عواجيز الفرح»، قد يكون العنوان قاسياً، قياساً بما قدمه هؤلاء النجوم طوال مسيرتهم الكروية، ولكن الظهور الخجول في مونديال البرازيل جعلهم يقتحمون هذه الدائرة، فيما نجح ميروسلاف كلوزه، وهو من أكبرهم عمراً، أن يثبت قدرته على النجاة من فخ «عواجيز الفرح»، بتألقه اللافت، ويكفيه فخراً لقب الهداف التاريخي للمونديال. (ريو دي جانيرو - الاتحاد) «دقيقة الأسطورة».. دراما الواقع أقوى من الحقيقة! فرض رحيل أسطورة الكرة العالمية الفريدو دي ستيفانو أثناء مباريات المونديال نفسه بقوة على الجميع، فقد تعاطف معه الملايين حول العالم، ليس لأنه أسطورة فحسب، بل لأنه أسطورة لم يكتب لها المشاركة في المونديال ولو لدقيقة واحدة، مما دفع الكاتب الإسباني الشهير ألفريدو ريلانو، إلى كتابة رسالة إلى الفيفا، عبر صفحات جريدة «آس» الإسبانية، طالب خلالها بضرورة الوقوف دقيقة حداداً على روح الأسطورة، حتى لو كان ذلك لا يتفق مع قواعد ولوائح الفيفا في مباريات المونديال، وأكد ريلانو أن هذه الدقيقة التي تسبق مباراة الأرجنتين «البلد الأم»، وهولندا سوف تكون هي ذاتها الدقيقة التي حرم منها دي ستيفانو في المونديال، وكم كانت استجابة «الفيفا» رائعة، بالموافقة على تكريم الأسطورة في ليلة انتصار الوطن الأم «الأرجنتين» على حساب المنتخب البرتقالي. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©