الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وداعاً.. مونديال نهاية عصر السامبا

14 يوليو 2014 01:23
سيتوقف التاريخ طويلاً عند مونديال البرازيل 2014، الذي أسدل ستائره بالأمس، ولا أعرف نظراً لكتابة المقال قبل ختام المباراة النهائية إن كان قد ذهب بلقبه إلى «المانشافت» أو إلى «التانجو»، وكلاهما يستحق المجد والتتويج، مع الاعتراف بتفوق وتكامل الألمان على الورق، ولا أعرف إن كانت المتتالية العددية لإحراز اللقب الرابع بعد 24 سنة التي تحققت للبرازيليين وللإيطاليين من قبل، ستتكرر مع «المانشافت» أم سيكسرها عناد ميسي ورفاقه؟ عموماً هذا مقالي الأخير الذي أودعكم معه مستأذناً في الراحة بعد الجري طويلاً معكم وراء مباريات وأحداث المونديال المثير، وأرجو أنني لم أكن ضيفاً ثقيلاً، وأصارحكم أنني تشرفت واستمتعت كثيراً بوجودي معكم في ملحق الاتحاد الرياضي المونديالي الذي كان بلا شك ومنذ يومه الأول الأفضل في الصحافة العربية وبلا منافس، وهو ما يستحق التهنئة والتقدير لكل من أسهم في الملحق، وعلى رأسهم اللامع المبدع محمد البادع، الذي تسلم راية الاتحاد عالية، ودأب على رفعها أعلى وأعلى في كل مناسبة بإنجازات رائعة تجعلها خارج المنافسة. خلاصة القول عن المونديال أنه كان بحق مونديال المفاجآت المروعة وكسر الكبرياء لأغلب المنتخبات العملاقة والاهتزاز وغياب المستويات الثابتة والهيبة المزعومة للكبار، وكان مونديال الفضائح والهزائم الكبيرة وشح العطاء لأكبر النجوم والوقوع في مأزق ضعف اللياقة البدنية والانهيار، وكان مونديال التلعثم التكتيكي، والأخطاء المؤثرة للتحكيم، وتمرد بعض المنتخبات بسبب المكافآت، والأهم كان مونديال تغيير خريطة الكرة العالمية بنسبة كبيرة. وسيبقى هناك جدل وتساؤلات وأحاديث طويلة حول تقييم المونديال وتفسير ما حدث فيه طوال الأيام والشهور القادمة. أما عن الوداع الحزين للسامبا، فقد كان هناك إجماع أن المنتخب البرازيلي لن يُشفى سريعاً من آثار هزيمته التاريخية الكارثية أمام ألمانيا بالسبعة في الدور قبل النهائي، ولم تصدق الجماهير البرازيلية المسكينة ذلك، وملأت ستاد ماني جارينشيا لتتابع مباراة تحديد المركز الثالث أمام هولندا، أملا في مداواة بعض الجراح وفي ردة فعل قتالية، ولكن خاب أملهم وشرب البرازيليون من الكأس نفسه، لم يرحم الهولنديون ضعف منافسهم وطوحوا كرامة السامبا بعيداً في مهب الريح. خاب ظني مرة جديدة في ذكاء سكولاري، فقد كتبت قبل مباراة البرازيل وهولندا موضحاً أن مدرب البرازيل، بعد أن تعرض منتخبه للسع من «الشوربة» الألماني، سيلجأ للنفخ في «الزبادي» الهولندي، وبالتالي لن يُقدم على المغامرة بلعب مباراة هجومية مفتوحة، وللأسف لم يتحفظ سكولاري ولم يكن واقعياً، ولم يتعلم الدرس، وكان العقاب هزيمة ثقيلة جديدة وتوسيع للجراح الغائرة المثخنة في كرامة السامبا. الأسوأ كان ردة فعل سكولاري في المؤتمر الصحفي حينما تبجح وقال إن لاعبيه أدوا مباراة جيدة وأنه فخور بإنجازه باحتلال المركز الرابع، وهو ما لم يتحقق للبرازيل في آخر مونديالين، وبدون تعليق أقول إذا لم تستح فقل ما شئت، فقد «مرمطت» كرامة بلادك الكروية في الوحل والهزيمتين اللتين نلتهما أعادا كرة السامبا سنوات طويلة للخلف، والجرح لن يُشفى سريعاً، بل سيطول العلاج، والنهوض من التعثر لن يحدث في مونديال روسيا بعد أربع سنوات. ezzkallawy@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©