الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«شيزوفرينيا» خليجية

25 سبتمبر 2010 23:34
في أول عمود أطل به على القراء الأعزاء عبر هذه الزاوية الأسبوعية، لم أشأ أن أطرح هذا الموضوع.. لكن ربما يكون الموضوع نفسه هو الذي دفعني للكتابة، ولا يعتقد أحد أن هذه “شيزوفرينيا”، وإنما هو قلق البداية معي دوماً. و”شيزوفرينيا” بداية لمن يعرفون ولا يعرفون، مصطلح مشتق من كلمتين “Schizo” ومعناها الانقسام، و “Phrenia” ومعناها العقل، وهو مرض نفسي يقال له بالعربية “انفصام الشخصية”، “أي تقول ما لا تفعل وتفعل ما لا تقول، وجه علني وآخر سري!، وقبل أن تتسرع وتقول ما هي الحكاية؟ وما دخلها بالرياضة؟ أقول لك إن هذا المرض من وجهة نظري متوطن في المنطقة العربية، وكلنا مصابون به بدرجات مختلفة ومتفاوتة، وراجع نفسك أو أنظر في المرآة ستعرف ماذا أقصد؟. “الشيزوفرينيا” باتت هذه الأيام منتشرة، وأصبحت أشبه بإنفلونزا الطيور أو إنفلونزا الخنازير، قبل انحسارها طبعاً، إذا أردت أن تعرف أعراضها بشكل دقيق أنصحك بالنظر إلى دورة الخليج التي من المفترض أن تقام في اليمن الشقيق نوفمبر المقبل، وراجع معي مواقف كل الدول، فالكلام شيء والفعل شيء، التصريحات الوردية شيء، وما يجري فعلياً شيء، ما يتردد في المجالس شيء وما ننوي فعله شيء آخر. ثلاث دول نعرفها جميعاً، تعمل على تأجيل أو عدم قيام الدورة، واحدة تترقب القرار بأي ثمن من أجل أن تقوم هي بالاستضافة، وأخرى تؤكد دعمها الكامل ثم تعلن مشاركتها بالمنتخب الأولمبي، وأخيراً دولة تشارك بمنتخبها الأول كاملاً، ثم تطلب من مدرب المنتخب الأولمبي أن يختار لاعبيه أولاً، هذه هي الأعراض. كلنا يعرف أن ظروف اليمن صعبة سواء على الصعيد اللوجستي أو على الصعيد التنظيمي والأمني، لكن كلنا يعلم أن بداياتنا جميعاً كانت كذلك، كلنا بدأنا بملعب واحد، كلنا بدأنا بارتباك تنظيمي، وراجعوا صور الدورة من الأولى إلى السابعة، علينا أن نتقبل وضع اليمن وظروفه، ونعمل على إنجاح الدورة بأي شكل وأي ثمن، فكلنا مسؤولون عن الدورة التي صنعتها أجيالنا الخليجية. لقد زرت اليمن خلال الفترة الماضية ثلاث مرات، ورأيت بنفسي الجهد المبذول والإخلاص من أجل إقامة الدورة من أكبر مسؤول إلى أصغر متطوع، ليس معنى هذا أن الأمر لابد أن ينجح، لكنْ الاجتهاد واضح، وعلينا أن نقبل الأمر كما هو، ونرى الكوب من جانبيه الفارغ والمملوء.. النجاح مرهون بنا جميعاً بلا استثناء بشرط أن نخلص نوايانا. البعد الخامس ليس من المعتاد أن يحصل صانع الهدف على الثناء أو المديح، على الرغم من أن الأهداف عادة ما تأتي بفضل بصيرة ورؤية هذا اللاعب.. هل هذا الوضع غير العادل في الكرة فقط أم في الحياة ككل؟ سؤال بريء جداً وليس له علاقة باليمن! يعقوب السعدي | Yakoob.Alsaadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©