الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العمالة الصناعية تواجه مخاطر فقدان آلاف الوظائف في ألمانيا

العمالة الصناعية تواجه مخاطر فقدان آلاف الوظائف في ألمانيا
16 فبراير 2009 23:47
تواجه الشركات الصناعية في ألمانيا مخاطر فقدان الآلاف من الوظائف بعد أن شهدت أسوأ تراجع لها في طلبيات الشراء طيلة 50 عاماً، فقد انخفضت طلبيات الشراء في القطاع بمعدل بلغ 40 في المئة في ديسمبر الماضي وبنسبة 29 في المئة في الربع الرابع من العام الماضي مقارنة بنفس الفترة في العام الأسبق كما ذكرت منظمة ''في دي إم إيه'' التي تتابع قطاع الصناعات الهندسية في الأسبوع· وأدى هذا الانهيار المفاجئ في طلبات الشراء الى إنهاء مرحلة الازدهار التي امتدت طوال خمسة أعوام ماضية في القطاع وبشكل أدى الى تضاؤل الآمال من أن تتمكن الشركات المصنعة للسلع العالية القيمة من تفادي أسوأ موجة للركود من دون أن تضحي بعدد هائل من الوظائف· بيد أن هنالك العديد من المصانع الألمانية التي ما زالت تعج بالنشاط بسبب الطلبيات التي تم التعاقد عليها قبل أن تتضح معالم وعمق الأزمة الاقتصادية العالمية· وبرغم ذلك فقد ذكر مانفريد ويتنستين رئيس اتحاد ''في دي إم إيه'' ان عدداً لا يقل عن 25 ألف وظيفة سوف يتم تسريحها هذا العام بعد أن أصبح من المرجح أن ينخفض الإنتاج بمعدل 7 في المئة وتواجه العديد من الشركات خطر الوقوع في هوة الإفلاس· وقد تلقت صناعة معدات المنسوجات والأجهزة والماكينات الأخرى الضربة الأقوى على وجه الخصوص حيث مضى ويتنستين يقول ''لقد أصبحنا نواجه أحداثاً غير مسبوقة ويتعذر التنبؤ بما سوف يترتب عليها من أحداث''· وفي وقت مبكر من هذا الأسبوع كشفت الأرقام الرسمية عن أن الصادرات الألمانية قد شهدت انخفاضاً بمعدل 6,7 في الربع الأخير، وهو الأمر الذي دعا اليكساندر كوش المحلل في مصرف يوني كريدت لأن يقول ''يبدو أن البطل العالمي في الصادرات قد تلقى ضربة قوية بشكل استثنائي من الركود العالمي''· وتوظف شركات الصناعات الهندسية الألمانية 975 ألف مستخدم، ومعظمها من الشركات العائلية الصغيرة والمتوسطة الحجم، ويعتمد هذا القطاع على وجه الخصوص على الصادرات في ثلاثة أرباع إنتاجه تقريباً - والذي يتراوح ما بين أجهزة المعدات وحتى مختلف أنواع العجلات المسننة - التي يتم بيعها في وراء البحار· علماً بأن ألمانيا تتمتع بحصة تبلغ 19 في المئة من السوق العالمية للمعدات الهندسية· على أن هذا التباطؤ أضحى يشجع التنفيذيين في الشركات على المطالبة بالمزيد من الخطوات الحكومية من أجل تحفيز الطلب المحلي وبالمزيد من الحوافز المالية التي أعلن عنها في الشهر الماضي بقيمة 50 مليار يورو (65 مليار دولار)· وفي الوقت الذي أعرب فيه ويتنستين عن آماله في أن يشهد الاقتصاد بعض الانتعاش الطفيف في النصف الثاني من العام إلا أن بعض المحللين ما زالوا أكثر تشاؤماً حيث يتوقعون أن يغذي التراجع الحاد في طلبيات الشراء المزيد من التباطؤ في الإنتاج ولمدة تصل الى عام كامل على الأقل· وفي تقرير صدر مؤخراً فقد توقع اشيم هينيكي في مؤسسة ويست إل بي أن ينخفض الإنتاج بمعدل 10 في المئة في العام المقبل، أما جو كيسر المراقب المالي لشركة سيمنز المجموعة الهندسية الأكبر حجماً في القارة الأوروبية فقد صرح قائلاً لصحيفة ''فاينانشيال تايمز'' مؤخراً أنه يتوقع أن يشهد الاقتصاد انتعاشاً كبيراً بعد أن يصل مستوى الإنتاج الى أدنى مستوى له في عام 2012 بفعل ازدياد طلبيات الشراء· إلا أن وينستين قد ذكر أيضاً أن الشركات أصبحت في وضع جيد لتفادي التباطؤ بعد طول فترة الازدهار الذي شهده القطاع، ففي خلال فترة السنوات الخمس الأخيرة قفز الإنتاج بمعدل بلغ 40 في المئة تقريباً في ذات الوقت الذي تم فيه استحداث أكثر من 100 ألف وظيفة· واختتم حديثه قائلاً ''لقد برهن القطاع على أنه الأكثر قدرة على مقاومة الأزمات بعد أن أصبحنا في وضع أفضل بكثير مما كنا عليه في حقبة التسعينيات التي شهدت فيها الصناعة آخر تباطؤ بمثل هذا الحجم''· عن ''فاينانشيال تايمز''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©