الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسلك خاطئ

13 يونيو 2006
في الحقيقة شدني ما طرح في هذه الصفحة حول موضوع الخيانة الزوجية والذي نشر بعنوان (اتقوا الله في زوجاتكم) والذي أعقبته ردود مختلفة تعليقاً على هذا الموضوع والذي من وجهة نظري الشخصية أشتم من مضمونه رائحة تبيح للمرأة أن تمارس نفس السلوك المشين وتخون زوجها كما هو يخونها، أي أن تبادله نفس الأمر· فإن كان هذا الشيء صحيحا فعلاً فهو قمة السلبية واللامبالاة مهما كانت الأسباب والمبررات لمثل هذا الصنيع، فالرجل هو الرجل والمرأة هي المرأة دائماً في كل الأحوال وكل واحد له حدوده في مجال تصرفاته وتعاطيه في إطار المجتمع الذي يعيش فيه، لأن الرجل مهما فعل ومهما عمل من أمور فإن العيوب والهمس واللمس واللمز ضده تكون مؤقتة أو شبه معدومة لأنه رجل وهذا يكفي، فصفة الرجل هي دائماً السد المنيع أمام كلام الغير بعكس المرأة تماماً لأن سلوكها له ضوابط لا يمكن تجاوزها مطلقاً مهما حدث من أمر فأي فعل فاحش فاضح من جانبها فهو مسيء لعائلتها وقبيلتها قبل أن يكون لها فشرف المرأة شيء كبير جداً وهو مقترن تماماً بشرف عائلتها إذا ما دنس وتم وطأه فإن ذلك يعم العائلة والعشيرة والقبيلة كلها لأن المرأة هي شرف العائلة الذي لا يمكن المساس أو التلاعب به مطلقاً·
بلا شك أن الخيانة الزوجية من أي طرف قد أتت سواء من الزوج أو من الزوجة فهي تعتبر بحق سلوكا خاطئا ومشينا ليس لهما فقط ولكن للمجتمع الذي ينتميان إليه بصفة عامة· ولكن دعونا نضع سؤالاً أمامه علامة استفهام كبيرة جداً حتى يراها الجميع وهو ما الذي يا ترى يدفع الرجل الى ممارسة الخيانة الزوجية خارج المنزل؟
إن السبب في ذلك أولاً وأخيراً هي الزوجة ذاتها وهي التي بيدها كل مفاتيح العملية إذ أنها تستطيع وبكل ما تملكه من دهاء ومكر أن تجلب زوجها إليها وأن تسقيه مما عندها من حب وحنان ودفء عاطفي وتسد به النقص الموجود لديه من تعب الحياة ومشاكلها ونصبها وهمومها تتجمل إليه وتتحبب وتتودد إليه لا أن تكون دائماً كثيرة الشكوى والتذمر والسؤال تتمنع عنه إذا ما كان الجيب فارغاً من الفلس والدرهم والدينار تجافيه وتعاتبه بل وتعاديه إذا لم يلب لها كل مطالبها كثرت أم قلت·
ليس هناك تبرير للموقف بأن ما تقوم به المرأة من خيانة زوجية هي ردة فعل مضادة لما يقوم به الرجل، فهذا هو قمة الخطأ واللامفهومية، فالشرف وكل الشرف في المرأة، فإن ضاع شرفها فقد ضاع معه كل شيء·
ليس هناك من ظروف نفسية أو عاطفية تدفعها الى أن تدخل ضمن هذا الإطار المخزي والمذل للمرأة فهذا هو الجنون بعينه وهذا هو السفه بذاته· وأخيراً فإن مثل هذه الاطروحات الغريبة والشاذة عن مجتمعنا علينا أن نتجنبها وألا نخوض فيها نظراً لما لها من حساسية خاصة جداً وأيضاً حتى نبتعد في نفس الوقت عن اللغط الذي قد يدور حول هذا الموضوع ولا نعتقد بأن هناك نساء في مجتمعنا المحافظ العزيز الشريف يسلكن هذا المسلك فيما ذهبت إليه الأخت الكريمة خاصة ونحن والحمد لله ننعم بنعمة الإسلام الطاهر النقي وبنعمة عاداتنها وطبائعنا العربية الأصيلة التي تربى عليها الجميع· وأخيراً نسأل الله الهداية للجميع وأن يبعدنا عن كل الرذائل والفواحش ويبقى مجتمعنا سليماً معافى من كل الدنس والعيوب·
حمدان محمد - كلباء
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©