الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أحمد حسن يدخل إلى السحر السينمائي بـ «وضوء»

أحمد حسن يدخل إلى السحر السينمائي بـ «وضوء»
21 أكتوبر 2017 16:32
إبراهيم الملا (رأس الخيمة) من بيوتات «الجزيرة الحمراء»، حيث يتنفس البحر العتيق، ويغوص برفق في ليل قديم، وحيث تصدح الحكايات بين الأعراس والمآتم، وصولا لمبنى «فيلا سينما» الأشبه بمختبر أحلام، والتي يجتمع فيها سينمائيو رأس الخيمة، وفي جعبتهم كم هائل من الشغف، لصناعة صورة تشبههم، وتوليف مشهد يرتوي من ذاكرة فائضة، وتبتكر أرواحا من خرافة وشجن، لامعة مثل وعد، ودافئة مثل شمعة، تبوح بما يشاكس الصمت، وتشرح ما عجز عن وصفه السكوت. في «فيلا سينما» التقينا بالسينمائي الإماراتي أحمد حسن أحمد، وهو يعمل مع فريق عمله، من أجل وضع لمسات المونتاج الأخيرة على فيلمه الروائي القصير الأول بعنوان : «وضوء»، المرشح للمشاركة في الدورة القادمة من مهرجان دبي السينمائي، وابتدأناه بالسؤال : لماذا الآن، وبعد كل تلك الخبرة المتراكمة في العمل خلف الكاميرا كمدير فني، جاء قرار التصدي للإخراج؟ فأجاب أحمد حسن بأنه، وبعد عمله كمدير فني مدة 18 عاما، ومساهمته في إنتاج العديد من الأفلام الروائية القصيرة والطويلة والوثائقية، وجد نفسه أمام سؤال إشكالي، تحول تدريجيا إلى تحد للذات، وهو : لماذا لا أقوم بإخراج فيلم أضع فيه بصمتي الخاصة؟، وأترجم فيه كل تلك الخبرة المتراكمة من العمل في الكواليس والهوامش والتفاصيل التي لا يمكن الاستغناء عنها عند تنفيذ أي فيلم، خصوصا وأن هذه التفاصيل هي التي تصنع الفارق عند تصنيف الفيلم إن كان جيدا ومتميزا، وإن كان رديئا ومتواضعا. وأضاف أحمد: «عثرت قبل سنتين على الفكرة أو القصة التي تناسب شغفي بالتكوين الجمالي والبصري في الأفلام، في نص للكاتب والسيناريست أحمد سالمين، الذي سبق لي العمل معه كمدير فني، في أعمال سينمائية نفذها المخرج وليد الشحي، وحظيت بجوائز وإشادات نقدية في المهرجانات السينمائية المحلية والدولية». مضيفا أن النص خضع لعدة جلسات نقاشية، شارك بها مجموعة من الكتاب والسينمائيين للخروج بصيغة تجسد روح النص، وتحقق رؤيته الخاصة كمخرج. موضحا أن الفيلم حظي بدعم إنتاجي من صندوق «إنجاز» التابع لمهرجان دبي السينمائي، بجانب الدعم الذي قدمته «إيميج نيشن» بأبوظبي، علاوة على الدعم الفني والمعنوي من السينمائي مسعود أمر الله ومن الكاتب والسيناريست محمد حسن أحمد، والمخرج والمونتير وليد الشحي، ومن الناقد السينمائي الفلسطيني بشّار إبراهيم ــ رحمه الله ــ الذي افتقدته الساحة السينمائية الإماراتية بشدّة، منذ رحيله العام الماضي. ونوه أحمد حسن إلى أن النص خضع لتعديلات طويلة واستغرق عامين من المداولات، حتى وصل للشكل النهائي والقابل للتنفيذ، وتم اعتماد عنوان «وضوء» كاسم معبّر عن خصوصية وأبعاد القصة الإنسانية التي يتبناها النص، وذكر أحمد أنه واجه صعوبة كبيرة في اختيار الشخصيتين الرئيسيتين في الفيلم، قبل أن يستقر على الممثلة العُمانية سميرة الوهيبي في دور «باهية»، والممثل الإماراتي سالم العيّان في دور «باهيت». وقال إن وجود هذين الممثلين الكبيرين أضفى صفة واقعية ولصيقة بخفايا ومضامين النص، كما أن تأثيرهما الأدائي المميز والعفوي أيضا نقل الفضاء المشهدي للفيلم إلى بعد بدا أكثر عمقا ونفاذية باتجاه تحقيق الوهج الدرامي للعمل. وحول اختياره لبيئة تصوير بدت مغلقة ومحصورة في نطاق الساحة الداخلية للبيت، أشار أحمد إلى أن هذا الاختيار فرضه الجو العام للنص، إضافة إلى وجهة نظر شخصية ينتصر لها دائما، وهي الرغبة في التحدي المشهدي، وخلق فضاء حسّي بديل، يتجاوز الفضاء الفيزيائي، وذلك من خلال تطويع الكاميرا وتحويلها في أحيان كثيرة إلى لسان ناطق عن لحظات الصمت الطويلة في المشاهد التأسيسية للفيلم. مشيرا إلى قيامه شخصيا بإعادة ترميم وتصميم البيت القديم في منطقة الجزيرة الحمراء برأس الخيمة، كي يتلاءم مع تفاصيل وحيثيات القصة، وليكون هذا البيت بالذات جزءا أصيلا من البيئة العامة للفيلم، وأوضح أن الاختيار الدقيق لشكل المنزل إضافة إلى الملابس والديكور استغرق منه شهرا كاملاً من العمل المتواصل. وعن الفوارق الفنية والتقنية التي استشعرها عند المقارنة بين عمله كمخرج، وبين اشتغاله الطويل كمدير فني، أشار أحمد حسن إلى أن العمل كمخرج ولأول مرة يستدعي خوفا داخليا من دون شك، ويستوجب مسؤولية مضاعفة، حيث يلعب المخرج دائما دور المايسترو الذي عليه الانتباه لكل التفاصيل، وعدم فقدان السيطرة على أي عنصر من عناصر الفيلم، وبالتالي فإنه يظل محاطا بالضغوط من كل الاتجاهات، وقال إنه استفاد من عمله مع معظم المخرجين المحليين والخليجيين منذ سنوات التأسيس للسينما الإماراتية والخليجية، ونوّه إلى أنه لا يخفي سعادته بالتجربة الأولى له في هذا المجال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©