الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تعيد الروح لمؤسسة النقل البري في عدن

الإمارات تعيد الروح لمؤسسة النقل البري في عدن
21 أكتوبر 2017 02:51
فتاح المحرمي (عدن) بعد 25 عاماً من التدمير وصولاً إلى توقفها التام قبل 15 عاماً جراء سياسة نظام المخلوع التدميرية التي انتهجها عقب اجتياح الجنوب العام 1995م، تأتي أيادي البناء.. أيادي السخاء والكرم من إمارات الخير لتعيد نشاط أول مؤسسة جنوبية دمرها نظام المخلوع، هي مؤسسة النقل البري التي أنشئت عام 1986م، وكانت مزدهرة في عهد دولة الجنوب، وبهذا تتجه الإمارات هذه المرة وبقوة نحو البناء المؤسسي الذي يخدم المواطن ويرفد الاقتصاد الوطني، ولعلها خطوة نحو استعادة المؤسسات الجنوبية التي دمرها المخلوع. استعادة نشاط مؤسسة النقل البري الرائدة وبدعم إماراتي يلجم كل الأفواه التي تعادي الإمارات، وتجحد جهودها في اليمن شماله وجنوبه، كما أنها تأكيد لصدق التوجهات الإماراتية نحو البناء المؤسسي الذي يعتبر الأساس السليم للدول بعد أن أسهمت في دحر الانقلاب، وعززت الأمن ودحرت الإرهاب. هذه الجهود التي قدمتها الإمارات أعادت الروح لمؤسسة النقل وموظفيها، وحققت حلما طالما انتظره سكان ما يقارب 6 محافظات جنوبية باستعادة نشاط مؤسسة النقل البري والتي تحتل أهمية بالغة من حيث كونها تقوم بنشاط كبير في مساعدة المواطنين والطلاب والعمال في التنقل بين المحافظات الجنوبية وبأسعار رمزية مناسبة يبلغ التخفيض فيها 50%. قصة التدمير قصة تدمير مؤسسة النقل البري التي كانت مزدهرة في عهد دولة الجنوب، يحكيها عدد من الموظفين الذين توقفوا عن العمل منذ 25 عاماً ليعود لهم الأمل بعد عودة نشاط المؤسسة بجهود مسؤولي الوزارة والمؤسسة وبدعم إماراتي. وعن قصة التدمير يقول موظفو المؤسسة: «عقب الوحدة اليمنية التي تمت بين ما كانت تعرف ب «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية» - دولة الجنوب - و«الجمهورية العربية اليمنية» - دولة الشمال - في العام 1990، بدأ مسلسل التدمير الممنهج للمؤسسة الحكومية الجنوبية، ومنها: مؤسسة النقل البري التي كانت مزدهرة وتمتلك عشرات الحافلات وورش الصيانة والعمال والموظفين والقطاعات المختلفة، ومنها نقل المواطنين ونقل البضائع وشحنها». وأضافوا: نظام المخلوع صالح سعى وعمل من أجل الاستفراد بالقرار والسيطرة على الاقتصاد والتحكم فيه واتبع خططاً للتدمير طالت كافة مؤسسات الدولة في الجنوب دون استثناء، وعقب اجتياح الجنوب في حرب صيف 1994م من قبل نظام المخلوع وفرضه للوحدة، تعمق التدمير الممنهج لمؤسستنا كغيرها من المؤسسات وأخذ نشاطها في التراجع ليتوقف نشاطها توقف تام مع العام 2000م. وأشاروا إلى أن هذا التدمير الممنهج وصولاً للتوقف خلال الفترة من 1990م إلى مطلع العام 2017م، قضى على المؤسسة وأصولها من الحافلات والشاحنات والورش ولم يتبق منها إلا هنجر شبه مهشم وبداخله قطع حديدية هي بقايا ورشة الصيانة التي تحتاج إلى مستلزمات لتعيد تشغيلها. العودة كما هو معهود أتى الدعم الإماراتي هذه المرة بسخاء كبير، واتجه بالجهود الإماراتية نحو البناء المؤسسي الذي يخدم المواطن ويرفد الاقتصاد الوطني، حيث أتى الدعم لينتشل مؤسسة النقل البري المعدمة ويعيد خطوط شريانها فتعود للحياة مجدداً واضعة بذلك اللبنة الأولى لاستعادة أول وأكبر مؤسسة جنوبية رائدة. وأثمرت جهود حثيثة ومتواصلة للوزير شاب مراد الحالمي وبمساندة الحكومة والرئاسة، وبدعم سخي وغير مشروط من دولة الإمارات العربية المتحدة عن عودة المؤسسة المحلية للنقل البري للعمل واستعادة نشاطها، ومعها عادة الآمال الشعبية للمواطنين الذين طالما حلموا بهذه العودة. وقالوا: في يوم يمكننا أن نسميه يوم البهجة وتحديداً 26 يوليو تم التوقيع على اتفاقية بين وزير النقل مراد الحالمي وممثلي الإمارات في عدن، تقضي بدعم مؤسسة النقل البري ب 53 حافلة نقل كبيرة، سعة 50 راكبا، أردفتها ب 16حافلة أخرى كدفعة ثانية.. لتصل إلى عدن ويتم تسليمها للمؤسسة تباعاً، ليكون هذا بمثابة عرس بهيج للمؤسسة بدأت معه الروح تدب في جسد المؤسسة الحيوية الهامة، التي يعلق عليها آمال أن تكون في خدمة المواطن ورافد للاقتصاد الوطني. استعادة النشاط بدعم إماراتي وأسهم الدعم الإماراتي لمؤسسة النقل في استعادة نشاط المؤسسة وتدشينها لعدد من خطوط النقل بين المحافظات، وعن الجهود الإماراتية يقول وزير النقل بالحكومة الشرعية مراد الحالمي «سبق لي وقدمت للجانب الإماراتي، مذكرة بشأن مؤسسة النقل وإعادة تشغيلها، ونالت المذكرة تجاوباً كبيراً، وبعد ذلك أبلغني الجانب الإماراتي فريق من السائقين والمهندسين لتدريبهم، فتم ترشيح عدد من موظفي المؤسسة.. واستمرت متابعاتي لهم وتواصلي الدائم معهم، إضافة إلى زيارات متكررة كنت أقوم بها للجانب الإماراتي، وحصلت على تأكيدات جاهزيتهم لدعم المؤسسة بحافلات نقل كبيرة، وهو ما تم حيث تسلمت المؤسسة أكثر من 65 حافلة نقل ركاب كبيرة، وهذه الجهود أثمرت في استعادة نشاط المؤسسة. وقال مدير مؤسسة النقل حسين عبدالرحمن العبادي ل «الاتحاد»: إن الدعم الإماراتي أسهم في استعادة نشاط المؤسسة المتوقفة منذ 15 عاماً، مشيراً إلى أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أكدت دعمها للمؤسسة، حيث أبلغونا أنهم سوف يرسلون فريقا من قبلهم للاطلاع على الاحتياجات ومنها تأهيل الهناجر وورشة الصيانة التي تعمل بشكل جزئي، وأظهر الأشقاء في الهيئة تجاوباً كبيراً معنا واستعدادهم لدعمنا. تدشين الرحلات بتخفيض 50% من أجرة النقل بعد عملية تجهيز الحافلات التي قدمتها دولة الإمارات، دشنت مؤسسة النقل البري بعدن أول خط من عدن إلى محافظة الضالع، وذلك في العاشر من سبتمبر، ولم تمضِ أيام حتى شغلت المؤسسة ثاني خطوطها، ودشنت أول رحلة بأسطول من الحافلات بين عدن وحضرموت. وأوضح مدير مؤسسة النقل، حسين عبد الرحمن العبادي، في معرض حديثه لـ«الاتحاد»، أن خطوط نقل الحافلات، وهي سعة 50 راكباً، دشنت عملها في خطي «عدن - الضالع» «عدن - حضرموت» كمرحلة أولى على أن تستكمل عملية تشغيل جميع الخطوط، بالإضافة إلى خطوط داخلية تم تدشينها في عدن، منها «خط كريتر - الشيخ عثمان» وخط «البريقة - الشيخ عثمان». وأضاف العبادي أن النقل الحكومي عبر المؤسسة سوف يكون ميسراً للمواطنين ومساعداً لهم، حيث إن أجرة نقل الراكب ستكون بتخفيض 50%، مشيراً إلى أنهم بصدد تشغيل الخطوط كافة التي تربط عدن بجميع المحافظات الجنوبية خلال الفترة المقبلة. وثمن العبادي للأشقاء في الإمارات الجهود الداعمة في مختلف المجالات عموماً ودعمهم لمؤسسة النقل خصوصاً، وكذلك تجاوبهم وإبداء استعداد لتقديم مزيد من الدعم، معبراً عن شكره ونيابة عن موظفي المؤسسة للإمارات وشيوخها وحكامها وشعبها على دعمهم السخي الذي ساهم في إعادة الروح لمؤسسة النقل البري الرائدة، والتي دشنت عملها بعد توقف دام 15 عاماً. مواطنون يشكرون الإمارات مواطنون كانوا على متن أول حافلة بدأت العمل من عدن إلى الضالع، عبروا عن سعادتهم بعودة المؤسسة للعمل، والتي بعودتها صارت أجرة النقل «1000 ريال يمني» بتخفيض 50%، ويقول محمد الجحافي أنا سعيد بعودة مؤسسة النقل للعمل، فقد كنت في السابق أدفع «2000 ريال» في المواصلات الخاصة، وأتحمل عناء السفر لكون وسائل النقل بسيطة وبحجم صغير، واليوم وفي باصات المؤسسة دفعت «1000 ريال» مع مقاعد مريحة ومكيفات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©