الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنهار الخير الإماراتي تجري في اليمن

أنهار الخير الإماراتي تجري في اليمن
21 أكتوبر 2017 02:51
مهجة أحمد (عدن) تعاني شبكة المياه والصرف الصحي في اليمن، من حالة سيئة جداً، فالأضرار غير المتوقعة في منظومة المياه والصرف الصحي، حرمت أكثر من نصف سكان اليمن من هذه الخدمة. وقد أدت سيطرة المليشيات على مؤسسات الدولة ومنها مؤسسة المياه والصرف الصحي وشن الحرب على الحكومة الشرعية إلى خسائر اقتصادية وأضرار لحقت بالبنى التحتية تقدر بمليارات الدولارات بسبب خراب المؤسسات ومضخات التغذية وخزانات المياه في مناطق الصراع، ففي شهر ديسمبر 2015م أعلنت المؤسسة العامة للمياه فرع العاصمة صنعاء أنها لم تعد قادرة على الاستمرار في تقديم خدمة تزويد المنازل بالمياه لفترة طويلة، وأوضحت المؤسسة أن حجم الخسائر التي تعرض قطاع المياه بالعاصمة صنعاء بلغت نحو مليارين و430 مليون ريال يمني أي ما يعادل 12 مليون دولار، وأنها تعاني نتائج كارثية على مستوى الموارد المالية وصعوبة توفير المياه للمواطنين. ولمعالجة الوضع السيئ للحالة التي آلت لها المياه والصرف والصحي، تبنت دولة الإمارات توفير إمدادات مياه الشرب الصالحة للاستعمال عبر حفر الآبار وتأهيل شبكات مياه الشرب ودعم إدارة المخلفات والتخلص منها وإعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي، إضافة إلى تطوير وتقديم خدمات المياه في المدن والأرياف اليمنية من خلال مساعدات تمويلية قدرت قيمتها بـ 1. 56 مليون درهم. مدن منكوبة الخسائر التي تكبدتها منظومة المياه والصرف الصحي بسبب الحرب الأخيرة تتجلى بوضوح، حيث عاشت المدن اليمنية أوضاعاً مؤلمة مع شح المياه الصالحة للشرب، ويقول وكيل أول محافظة الحديدة، وليد محمد القديمي: «إن وضع المياه والصرف الصحي باليمن عموماً مترد جداً في ظل غياب الاهتمام والدعم الحكومي عن هذا القطاع، وغياب الخطط الاستراتيجية عنه، كما أن هناك 70% من المناطق اليمنية هي خارج الخدمة ولا توجد فيها شبكة صرف صحي حتى العاصمة صنعاء وعواصم المدن، والصرف الصحي يعتبر البوابة الأكبر في انتشار الأمراض والأوبئة، لافتاً إلى تعمد مليشيات الحوثي وافتعالهم لهذه الأزمة والكارثة لأجل التسويق الإعلامي وابتزاز المنظمات الدولية أثناء تدخلها للحد من مشكلة طفح المجاري وانتشار الأمراض الناتجة عنها. وأضاف: بالنسبة لمدينة الحديدة غرب اليمن، فهي المحافظة الأقل حظاً في حضور شبكة الصرف الصحي، فالشبكة التي حظيت بها هذه المحافظة المنكوبة منذ النظام السابق أضحت متهالكة، وعمرها الافتراضي انتهى منذ عقود ناهيك عن غيابها عن منظومة الصيانة والترميم، كما أن هناك أكثر من 80% من مناطق تهامة لا يوجد بها شبكة صرف صحي ونحن في الألفية الثالثة الآن وأن تلك المناطق لا زالت تستخدم نظام الحفر والبيارات الأمر الذي انتشرت بسببه الأمراض والأوبئة بسبب البعوض والحشرات الناقلة لكثير من الأمراض ما جعل العديد من المنظمات الدولية التركيز على هذا الجانب وتقديم برامج عاجلة لتلافي وقوع الكارثة لأبناء محافظة الحديدة، حيث قامت تلك المنظمات بتنفيذ برامج صيانة للشبكة في عاصمة الحديدة المدينة وتشغيل العديد من المواطنين بمقابل مادي في تلك البرامج، واعتبر وكيل أول محافظة الحديدة، القديمي، سيطرة المليشيات الحوثية على البلاد ومؤسساته ساهم في تدهور شبكة المياه، وزيادة الوضع سوءاً، فأصبحت معظم مؤسسات الدولة خارج الخدمة ومؤسسة المياه والصرف الصحي إحدى تلك المؤسسات التي عانت الويلات من خلال وقف الدعم الشحيح، فأصبح الموظفون بلا رواتب وتم مصادرة مستحقاتهم المالية من إضافي وغيره، ما زاد من تفاقم الأمر وانهيار شبكة الصرف الصحي وعدم توفير المياه النقية الصالحة للشرب لولا تدخل بعض رجال الأعمال الشرفاء، الذين قاموا بدعم المؤسسة من خلال توفير مادة الديزل لضخ المياه للمنازل وتشغيل سيارات المؤسسة لكان الوضع أكثر سوءاً مما هو عليه. شبكة المياه .. تدمير ونهب المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي محافظة أبين، من أكثر المؤسسات العامة تضرراً على مستوى محافظات اليمن، كونها تعرضت لتدمير شبه كلي خلال أحداث ثورة 2011م، فقد تم تدمير المبنى الرئيس للمؤسسة تدميراً كلياً ونهبت ودمرت جميع أصول المؤسسة ومعدات حقول الآبار وتضررت الشبكات الكهربائية وشبكات المياه والصرف الصحي وشبكات للحقول ودمرت ونهبت أغلب أجزائها وضربت خزانات المياه وغير ذلك من الأضرار الكبيرة، حسب قول مدير عام المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بمحافظة أبين، وقال المهندس، صالح محمد بلعيدي، عن حجم الأضرار الذي طال شبكة المياه والصرف الصحي بمحافظة إبين: بعد تأهيل وإصلاح منشأة المؤسسة، جاءت أزمة وحرب عام 2015م، لتتعرض مرة أخرى منشآت وأصول المؤسسة للتدمير والنهب وتتكبد المؤسسة خسائر وأضرار فادحه تضاف لأضرار السابقة التي لم يتم معالجتها، مشيراً إلى مساعدة بعض المنظمات الدولية والجهات المانحة من إصلاح بعض الآبار وترميم شبكات الكهربائية وتأهيل بعض خطوط وشبكات المياه والصرف الصحي الرئيسة والفرعية وبناء مبنى جديد للمؤسسة بتمويل منحة ألمانية من بنك التنمية الألماني «kfw» «وتنفيذ الصندوق الاجتماعي للتنمية، مثمنا دعم دولة الإمارات العالي الذي كان لها السبق في مساعدة قطاع الخدمي لمصفوفة المياه في مختلف محافظات اليمن، حيث قامت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي نهاية عام 2016م بدعم المؤسسة بمحافظة أبين لمعالجة بعض المشاكل العالقة كتوصيل المياه لبعض المناطق التي كانت لا تصلها المياه لفترات طويلة، وتم توفير بعض معدات ومستلزمات العمل، وكان لهذا التدخل أثر ملموس لمسه المواطن بشكل مباشر في تحسين خدمات المياه، واستعرض مدير المؤسسة، المهندس، صالح بلعيدي، المعوقات والإشكاليات التي تواجه نشاط المؤسسة في الوقت الحالي التي تشمل عدم توفر نفقات التشغيل اللازمة للقيام بأعمال التشغيل والصيانة ولا توجد أحواض لمعالجة مياه الصرف الصحي في مدينتي جعار وزنجبار، ومنطقة الكود أحواضها قديمة وتحتاج لإعادة تأهيل وشبكات الصرف الصحي بحاجة إلى إعادة تأهيل وصيانة إضافة إلى مشاكل شبكات المياه الرئيسة والفرعية بحاجة إلى إعادة تأهيل في صمامات التحكم وغرفها، وكذا عدد من الأمور التي بحاجة للتدخل العاجل لمعالجتها. إمكانيات محدودة تراجع مستوى خدمات شبكة المياه والصرف الصحي أبرز سمات نتائج الحرب الانقلابية ضد مقدرات الدولة والشرعية في عموم مدن اليمن، في حديثه عن الإشكاليات التي واجهتها مؤسسة المياه بمحافظة حضرموت الساحل، مدير عام المؤسسة العام للمياه والصرف الصحي ساحل حضرموت، المهندس، وهيب غانم، يقول: «مرت مؤسسة مياه ساحل حضرموت كغيرها من مؤسسات المياه بالجمهورية بأزمة عصفت بها، كانت سنة المنحنى العكسي لتراجع أداء وخدمة المؤسسات وبداية الانهيار في تقديم الخدمات بسبب توقف البرنامج الاستثماري الممول لأغلب مشاريع المؤسسة، وما تبع ذلك من انعكاس في تردي الأوضاع المعيشية للمواطن الذي سبب تراجعا كبيرا في تحصيل الإيرادات لامتناع شريحة كبيرة من المواطنين عن سداد قيمة استهلاك المياه، وتوالت السنون العجاف لتكون سنة 2015 م، الأسوأ بسبب ضرب إعصار تشابلا لمحافظة حضرموت ما سبب دمارا كبيرا في البنية التحتية للمدن بشكل عام، ومنها منظومة المياه ومحطات الصرف الصحي وحقول وآبار المياه إلى جانب غياب وجود كيان دولة أو سلطة في تلك الفترة، رغم كل تلك التحديات إلا أن المؤسسة كانت تقدم خدمة على مستوى أقل، حيث بلغت تموينيات المياه للأحياء السكنية بمعدل 12 ساعة تغذية لانقطاع يصل لأكثر 48 ساعة، وباشرت المؤسسة بإعداد الخطط والبرامج لإعادة تأهيل الوضع. وأضاف: «الوضع تحسن قليلاً بعد تحرير مدينة المكلا وعودة السلطة المحلية، حيث بدأت المؤسسة تستعيد جزءا من نشاطها الطبيعي، حيث تحصلت على دعم من السلطة وفق الإمكانات المتاحة، إضافة إلى دعم بعض المنظمات والجهات المانحة وعلى رأسها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي كانت سباقة لمعرفة الاحتياجات العاجلة والضرورية للمؤسسة، وكذا مؤسسات الدولة الأخرى وخاصة الخدمية منها، أولت لها اهتماما كبيرا، حيث باشرت بدعم المؤسسة بحفر عدد 6 آبار مياه لتغطية جزء كبير من العجز التي كانت تعاني منه مؤسسة مياه ساحل حضرموت، وكذلك قامت الهيئة بتوريد المضخات وجميع توابعها أيضاً وحفر بئرين آخريين في مدينة غيل باوزير مع توريد كافة المضخات وتوابعها وستدخل إن شاء الله في القريب العاجل للخدمة لتحل مشكلة تموينات المياه بالمدينة، وما زال دعم الهيئة متواصلا لتحسين منظومة المياه والصرف الصحي بالمحافظة، وعن التحديات التي تقف عائقاً أمام عمل المؤسسة، يقول المهندس وهيب غانم، «المؤسسة حالياً تعمل في استعادة وضعها الطبيعي وانتشالها من مرحلة الانهيار الكبير التي مرت به والتدمير الذي لحق بالبنى التحتية والمباني والآليات وغيرها. تفشي الأوبئة والأمراض وفق مؤشرات دولية ومنظمات الصحة العالمية تسبب الوضع السيئ لغياب الخدمات، والحصول على مياه نظيفة وغير ملوثه وطفح مجاري الصرف الصحي، في انتشار مخاطر كبيرة على الصحة، ولعلل تفشي وباء الكوليرا في محافظات يمنية، كان من أهم المظاهر، حيث يقول وكيل أول محافظة الحديدة، وليد القديمي، إن الكوليرا، هي إحدى نتائج ذلك الإهمال من جانب الانقلابيين والذين تنصلوا عن المسؤولية في الاهتمام بالشبكة سواء في مناطق تهامة أو المناطق اليمنية عموماً، مشيراً إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي ومنظمة اليونيسف تتحدث عن مؤشرات عالية في وفيات الكوليرا والإسهالات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©