الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تجميد قطر حسابات المعارضين دليل خوف وانتهاك لحقوق الإنسان

20 أكتوبر 2017 23:52
عمار يوسف، ساسي جبيل (الرياض، تونس) أثار قرار النظام القطري تجميد أرصدة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني والشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني انتقادات واسعة لدى مختلف الأوساط العربية، التي وصفت الخطوة بأنها دليل إضافي على سياسة التخبط والتشفي من المعارضين، وتأكيد جديد على أن النظام يقبع منذ اندلاع أزمته الداخلية والخارجية في دائرة الخوف، مؤكدين على «أنه لا خير في نظام يجمد أرصدة أبنائه الغيورين ويهجرهم ليسلم الأموال للإرهابيين الذين يحتضنهم، ويعتمدهم من أذرعته في الإفتاء وخلق الفتن وتجسيد مخططات وأجندات صهيونية». ووصف المراقبون والمحللون الخطوة التي أقدم عليها «نظام الحمدين» بتجميد أرصدة من عرف بـ«وسيط الخير» الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، وبعدها أموال الشيخ سلطان بن سحيم التي اقتحمت قصره في الدوحة وصادرت وثائق ومقتنيات وأموالاً، بأنها ليست غريبة على النظام الذي يستخدم هذا السلاح ضد معارضيه، حيث سبق أن جمد حسابات العشرات من مواطنيه بقصد إذلالهم، موضحين أن «نظام الحمدين» هيأ من خلال سياساته القمعية في الداخل الشعب القطري لمشروع انقلاب جديد، نتيجة حالة التضييق الأمني المعتمدة من قبل النظام، بعد أن اتسعت دائرة التذمر خصوصاً مع تزايد وتيرة الأزمة الاقتصادية والمالية وتراجع قيمة الريال، وارتفاع نسبة التضخم، وغلاء الأسعار بشكل غير مسبوق. وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي سعيد بن علي الغامدي: قرار النظام القطري تجميد حسابات الشيخ عبدالله بن علي والشيخ سلطان بن سحيم هو هروب للأمام، وترهيب لمعارضيه في الداخل والخارج. وأضاف: «إنها خطوة قمعية جديدة بعد سحب الجنسية من الشيخ الهاجري وقبلها بأقل من شهر سحب الجنسية من شيخ قبيلة آل مرة، طالب بن لاهوم بن شريم، ومعه أكثر من 50 شخصاً من أسرته»، مشيراً إلى أن تجميد الحسابات المصرفية الشخصية وسحب الجنسية يمثّل انتهاكاً لحقوق الإنسان بامتياز، ويتعارض مع الدستور القطري أولاً، كما يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان والقوانين والمواثيق الدولية ثانياً. وأكد أن النظام القطري سيفشل في سياساته القمعية ضد مواطنيه الشرفاء مثلما فشل في إدارة ملف أزمته مع جيرانه ومع الداخل، بل إنه شق المجتمع نفسه ومزق نسيجه الاجتماعي، ولم يعد معبراً عن الشعب، حيث إنه يتعامل مع كل من يعارض سياسته بالاعتقال أو سحب الجنسية أو تجميد الأرصدة. وفي الإطار نفسه قال عبد العزيز بن سعيد، أستاذ العلاقات الدولية وشؤون الخليج العربي المشارك بجامعة المجمعة، إن النظام القطري استخدم خلال الأسابيع الماضية أسلحة عديدة لمواجهة المعارضة التي بدأت دائرتها في الاتساع يوماً بعد يوم، ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل، فلا سحب الجنسيات ينفع ولا تجميد الحسابات المصرفية يجدي، فالحل الوحيد هو أن يسارع النظام إلى التجاوب مع مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)؛ لأن هذه الدول وغيرها من الدول هي الحاضنة الطبيعية لقطر التي تحاول التغريد بعيداً، بل وتعمل على الإضرار بالأمن القومي الخليجي والعربي. وأضاف أن النهج الذي يسير عليه النظام القطري الآن يشير إلى أن الأزمة مستمرة، ولن تحل في القريب العاجل، إلا إذا حدث تغيير حقيقي في سياسة النظام الحاكم أو حدث تغيير داخلي في النظام القطري، لافتاً إلى أن الدوحة تعيش اليوم في حالة مكابرة ولا تريد أن تعترف أو تتنازل، وأن ذلك كله يصب في المصلحة الأميركية التي ترغب في إعادة رسم المنطقة من خلال تفجير الصراعات. وأوضح أن قرار تجميد الحساب المصرفي للشيخ عبد الله بن علي وسلطان بن سحيم إنما سيؤدي إلى خسارة قطر سمعتها. وطالبت الكاتبة نوال بنت عبد الله العسيري المجتمع الدولي بضرورة الالتفات إلى خطورة ما أقدمت عليه سلطات الدوحة بانتهاك حقوق مواطنيها من خلال تجميد حساباتهم المصرفية، وسحب جنسياتهم وتعريض مواطنيها لخطر التشرد والضياع، وفقدان ممتلكاتهم وأراضيهم، مشيرة إلى أن تجميد الحسابات المصرفية وسحب الجنسيات دليل إضافي على سياسة التخبط والتشفي من المعارضين، وتأكيد جديد على أن النظام يقبع منذ اندلاع أزمته الداخلية والخارجية في دائرة الخوف من معركة باتت وشيكة. وشددت على ضرورة أن يتوجه النظام القطري إلى الرياض لحل الأزمة. وقال نايف بن عبد الله الدوسري، الباحث في الدراسات الأمنية والمتخصص في الجماعات المتطرفة، إن تجميد «نظام الحمدين» للحسابات المصرفية للشيخ عبد الله بن علي والشيخ سلطان بن سحيم أمر غير مستغرب من هذا النظام المطالب بالتوقف عن دعم الأيديولوجيات المتطرفة والأفكار الإرهابية ونشر خطاب الكراهية، والتحريض على العنف الذي تقوم به بشكل ممنهج منذ سنوات. وأضاف أن انكشاف هذه الممارسات أمام شعب قطر وشعوب الخليج العربي وأمام المجتمع العربي والدولي، أدى إلى تآكل شرعية النظام وانتقالها لشرعية أخرى ولدت من رحم العائلة الحاكمة بصعود نجم الشيخ عبد الله بن علي الذي استطاع أن يستحوذ على قلوب ومشاعر القطريين برجاحة عقله وحنكته والتفافه حول أشقائه، لذلك حاول النظام النيل منه ولكن هيهات. وفي تونس، قال الأستاذ الباحث في التاريخ منصور السدادي: «إنه لا خير في نظام يجمد أرصدة أبنائه الغيورين ويهجرهم ليسلم الأموال للإرهابيين الذين يحتضنهم ويعتمدهم من أذرعته التي يعتمدها في الإفتاء وخلق الفتن وتجسيد مخططات وأجندات صهيونية»، وأضاف: «أن نظام الحمدين الذي كان قد انقلب على ابن عمه الذي بدوره انقلب عليه ابنه، لا شك أنه سيشهد وضعاً انقلابياً جديداً على هذه الأسرة المتسلحة بآليات الشر والانقلابات المتعجرفة والمتأتية، وبالتالي فإن عمر نظام «الحمدين» سيكون قصيراً ولن يطول، وذلك لعدة اعتبارات موضوعية، لعل أهمها أن الشعب قد فاض كأس صمته وأفرز الأمر معارضة في الخارج، ستكون لها كلمتها قريباً في ظل التحولات العالمية الجديدة». وفي الإطار نفسه، قال الأستاذ الجامعي أحمد نصيب: إن الشخص الذي تدخل لأبناء بلده كواسطة خير لأداء مناسك الحج، والسماح لجميع القطريين، الذين يرغبون في الدخول لأداء مناسك الحج من دون التصاريح الإلكترونية أحرج نظام «الحمدين» وأفسد عليه تنفيذ الأجندات التي كان يرنو إلى تجسيدها بعد مقاطعته وغلق الأجواء عليه من البلدان الأربعة؛ بسبب سلوك النظام المشين واحتضانه للإرهابيين والتدخل في الشؤون الداخلية وترويج الفتن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©