هل أنديتنا جاهزة للتحول إلى مؤسسات تجارية؟

هل أنديتنا جاهزة للتحول إلى مؤسسات تجارية، في ظل تبعيتها للمجالس الرياضية، واستمرار دعم الدولة لها؟ سؤال يبحث عن إجابة في أعقاب الهاجس الذي ظل يؤرق بعض الأندية بعد طرقها لباب الاحتراف وترتيب أوراقها للمشاركة في دوري المحترفين 2009 ، تطبيقاً لشروط الاتحاد الآسيوي، خاصة الشرط المتعلق بخصخصة الأندية وتحويلها إلى كيانات تجارية· ظلت الأندية خلال الفترة الماضية تبذل جهوداً كبيرة من أجل استيفاء شروط الاتحاد الآسيوي، بعد الزيارات الميدانية للجنة المعاينة الآسيوية لها نظراً لأهمية الحقبة الاحترافية حتى تكون معادلاتها موزونة· ''الاتحاد الرياضي'' استطلع آراء المجالس الرياضية ومسؤولي بعض الأندية حول مدى جاهزيتها لمواكبة المرحلة الجديدة، وتحديداً الشرط الخاص بالتحول إلى مؤسسات تجارية، واستعداداتها إلى مرحلة الخصخصة والتوافق مع المعايير· التقينا الشيخ محمد بن صقر القاسمي رئيس نادي رأس الخيمة، ومحمد المحمود الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي والدكتور أحمد سعد الشريف الأمين العام لمجلس دبي الرياضي، ويحيى عبد الكريم عضو مجلس الشارقة الرياضي ورئيس لجنة الاحتراف وتطوير أوضاع اللاعــبين، وحمد بن نخيرات العامري عضو اللجنة التنفيذية بنادي العــين مشرف الفريق الأول والرديف رئيس لجنـــة الاحتراف، وعبد الله ناصر الجنيبي رئيس المكتب التنفيذي بنادي الوحدة ومحمد عبد الكريم جلفار رئيس المكتب التنفيذي بنادي النصر، ومحمد مطر غراب مشرف المراحل السنية بالنادي الأهلي· محمد بن صقر: لا تنتظروا تحول أندية رأس الخيمة قبل 15 سنة قال الشيخ محمد بن صقر القاسمي رئيس نادي رأس الخيمة: ''أندية الإمارات بحاجة إلى 6 سنوات بغية التحول إلى مؤسسات تجارية، 3 سنوات منها للتحول من دوري الهواة إلى دوري المحترفين، فكراً وعملاً والـ 3سنوات الأخرى لطرق باب الخصخصة كحد أدنى، مشيراً إلى أن نادي رأس الخيمة بحاجة إلى 15 سنة من أجل التحول إلى مؤسسة تجارية''· أضاف: ''يجب التعامل مع هذه المرحلة بموضوعية بعيداً عن العواطف''، مستنداً في حديثه على التجربة السعودية، حيث قال: ''طبقت السعودية نظام الاحتراف قبل 17 سنة، وعلى الرغم من ذلك طالب الأمير سلطان بن فهد الاتحاد الآسيوي بمنح الاتحادات الإقليمية الفرصة لتنظيم دوري المحترفين بعد 5سنوات''· وأضاف: ''السعودية التي سبقتنا أكدت عدم جاهزيتها، فلابد من الصبر والتأني حتى تتمكن الأندية من مراجعة حساباتها للتحول من أندية مملوكة للحكومة إلى مؤسسات تجارية، مشيراً إلى أن الدوري القوى يغري رجال الأعمال للاستثمار فيه من مبدأ القناعة التجارية وليس من منطلق العواطف فقط''· ومضى الشيخ محمد بن صقر في حديثه قائلاً: ''المرحلة الجديدة تتطلب تحويل أنديتنا إلى مؤسسات شبه استثمارية والتي بحاجة إلى الوقت وأصحاب التخصص وبيوتات الخبرة والتعامل بمفهوم الاحتراف عند الإدارات واللاعبين''· وقال: ''غياب ثقافة التمييز وازدواجية العمل، وعدم وضوح الرؤى من حيث الأدوار التي تقوم بها الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة والمجالس الرياضية واتحاد كرة القدم ستؤدي لا محال إلى التأخير في تحويل الأندية إلى مؤسسات تجارية''· محمد المحمود: أندية أبوظبي جاهزة خلال عامين تعديل القانون رقم 12 مفتاح الانطلاقة أكد محمد المحمود الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي أن الأندية جاهزة للتحول إلى مؤسسات تجارية طبقاً للمعايير التي حددها الاتحاد الآسيوي فيما يخص الأندية المحترفة· وأضاف: ''نتطلع إلى الإسراع في تعديل القانون الاتحادي رقم 12 فهو مفتاح الانطلاقة لمواكبة المرحلة الاحترافية، نظراً لأن تأخيره يعيق عملية التحول إلى مؤسسات تجارية والتي تمنى أن تكون بالسرعة المطلوبة''· وكشف أن مجلس أبوظبي وضع خطة مدروسة للتحول إلى مؤسسات تجارية خلال عامين، بشرط تعديل القانون رقم 12 وصولاً إلى الأهداف المنشودة· ومضى المحمود في حديثه قائلاً: ''الترتيبات الخاصة بعملية التحول على نطاق أندية أبوظبي تجري وفق الخطة المرسومة· ورداً على سؤال حول أهم العوامل المساعدة لتحويل الأندية إلى مؤسسات تجارية أوضح: ''الأندية تدار بعقلية المؤسسات التجارية، مما يسهل من عملية التحول، والتي ستنعكس إيجاباً على المرحلة الجديدة في ظل التطور الاقتصادي الذي تشهده الدولة· مشيراً إلى أن تأخير التشريع أو القانون هو الذي سيحد من عملية تطور الأندية وخاصة أن التحول مرهون بمدى تطابق الأندية التي أبدت رغبتها للمشاركة في دوري المحترفين بالمعايير التي حددها الاتحاد الآسيوي والخاصة بالمنشآت والكوادر المحترفة·· والفريق الأول بلاعبيه ومدربيه، وفرق وخطط الفئات السنية ووضع النادي نفسه من حيث التبعية ومصادر التمويل والإطار القانوني وكفاءة التسويق والقدرة على تحقيق الربح خاصة في نشاط كرة القدم· الشريف: 2010 عام الاستثمار في أندية دبي قال الدكتور أحمد سعد الشريف الأمين العام لمجلس دبي الرياضي: ''المجلس عمل خلال الفترة الماضية على إيجاد بيئة التحول نحو التغيير إلى أندية محترفة بصورة مقننة وخطوات مدروسة من أجل تحويلها إلى مؤسسات منتجة· وقال: ''التحول يعتبر أمراً استثنائياً، مشيراً إلى أن بعض الأنظمة الاشتراكية التي تحولت إلى اقتصاد السوق ''راس المالية '' منها من عانى ومنها مازال يعاني في سبيل الدخول إلى مرحلة جديدة من مراحل هذا النظام· وقال: ''الحكومة الاتحادية قطعت شوطاً كبيراً في تعديل القانون رقم 12 لسنة 72 والخاص بالهيئات في قطاع الشباب والرياضة، مما يساعد على الدخول في صناعة الرياضة خلال المرحلة المقبلة على صعيد الاحتراف وفتح باب الاستثمار· أضاف: ''عام 2010 سيكون عام الاستثمار والتسويق في أندية دبي، حيث تم إنشاء وحدة الاستثمار والتسويق والتي تتبع لمجلس الإدارة، حتى تؤدي مهامها في عملية التحول بصورة سلسلة''· وقال: ''لابد من تثمين جهود بعض الأندية في هذا الإطار، حيث يعتبر نادي العين نموذجاً جيداً في عملية التحول، كما أن الأهلي وضع في خطته الاستراتيجية أن يكون دخله من عملية الاستثمار أو التسويق أكثر من 10 ملايين يورو بحلول عام ·''2010 وحول العوامل المساعدة على إنجاح عملية التحول في الأندية قال الأمين العام لمجلس دبي الرياضي لابد من تطبيق القوانين في نهاية السنة الحالية وخاصة أن الأندية بحاجة من عامين إلى 4 سنوات، حتى تتمكن من العمل وفق الفكر الاحترافي حيث إن التخطيط أساس النجاح، إضافة إلى مدى جاهزيتها من ناحية الإمكانات وجغرافية النادي وتوافر مهارات العمل بالفكر الجديد في مجالس إدارات الأندية''· جلفار: تحول تدريجي وبحذر قال محمد عبد الكريم جلفار رئيس المكتب التنفيذي بنادي النصر: ''الوقت الحالي غير مناسب لتحول الأندية· وينبغي أن يكون التحول تدريجياً وبحذر بعد انقضاء فترة مناسبة من تطبيق الاحتراف بمعناه الحقيقي ومعالجة السلبيات''· وقال: ''يجب الابتعاد تدريجياً عن الدعم الحكومي بإيجاد الموارد المالية الداعمة لأنشطة النادي· وأنديتنا بشكل عام بحاجة إلى 3 سنوات كحد أدنى كمرحلة انتقالية للتحول من وضعها الحالي إلى مؤسسات تجارية· يصعب التحول مرة واحدة نظراً لصعوبة إيجاد موارد بديلة لدعم أنشطة الأندية''· وقال: ''المرحلة الجديدة تتطلب احتراف الأجهزة الإدارية في الأندية ووضع خطة لإيجاد موارد بديلة وزيادة الوعي الاحترافي على نطاق الأجهزة الإدارية والفنية ودعم المؤسسات العامة والخاصة للأندية برعايتها لمختلف الأنشطة والفعاليات في كل نادٍ''· بن نخيرات: الأندية جاذبة لاستقطاب الشركات يرى حمد بن نخيرات العامري عضو اللجنة التنفيذية بنادي العين مشرف الفريق الأول والرديف رئيس لجنة الاحتراف: ''الأندية جاذبة لاستقطاب الشركات، حيث تملك مقومات التحول إلى مؤسسات تجارية مواكبة للمرحلة الاحترافية· ومضى بن نخيرات في حديثه قائلاً: ''أنديتنا تملك قاعدة وأساساً صلباً، مما يؤهلها لعملية التحول الذي بحاجة فقط إلى بعض الترتيبات القانونية والإدارية· وأضاف: ''أنديتنا تمتاز بمواقعها المغرية والجاذبة للشركات والاستثمار· وهي هذه الأندية قادرة على التحول والمشاركة في دوري المحترفين، وهي أفضل من غيرها في أعقاب توافر الإمكانات من مواقع ومنشآت، حيث توجد بعض النواقص التي لن تقف حجر عثرة على طريق التحول إلى مؤسسات تجارية، لكن بصفة عامة الأندية ليست جاهزة بنسبة مائة في المائة''· وقال: ''الأندية في انتظار القرار من قبل الجهات الرسمية لتنظيم عملية التحول من منظور أن هذه الأندية مملوكة للحكومة بغية وضع الآلية الخاصة بالتحول إلى مؤسسات تجارية· يحيى عبدالكريم : تأهيل العنصر البشري أساس التحول قال يحيى عبد الكريم عضو مجلس الشارقة الرياضي: ''الأندية جاهزة بنسبة كبيرة لعملية التحول بعد أن أبدت رغبتها في المشاركة في دوري المحترفين ،2009 حيث تبذل جهوداً كبيرة لتوافقها مع شروط الاتحاد الآسيوي''· وأضاف: ''المسألة ليست مسألة مادية، وإنما تنظيم، حيث تتطلب المرحلة بكل المقاييس تأهيل العنصر البشري الذي سيدير العملية فهو أساس النجاح''· وقال: ''الأندية في انتظار القرار الحكومي الذي يعطيها حرية التحول إلى كيانات تجارية وخاصة إنها مملوكة للحكومة· النادي عندما يتم تحويله إلى مؤسسة تجارية قد يكون الدعم الحكومي جزءاً من إراداته وخاصة أن العديد من الأندية المحترفة في العالم والتي طرقت هذا الباب منذ سنوات تحصل على الدعم الحكومي بطريقة أو بأخرى· وأضاف: '' أتوقع أن تتم عملية الخصخصة في أروقة الأندية خلال أشهر· خاصة أن غالبية هذه الأندية لا تعتمد على الدعم الحكومي فقط مما يؤهلها للدخول في المرحلة الجديدة بسهولة· الجنيبي: الوعي الاحترافي طريقنا إلى تدشين المرحلة الجديدة قال عبدالله ناصر الجنيبي رئيس المكتب التنفيذي بنادي الوحدة : ''التحول بحاجة إلى وقت· ينبغي وضع الأسس والنظم والخطط الاستراتيجية والتنظيمية الخاصة بالتحول، إضافة إلى استمرار الدعم من قبل المجالس الرياضية حتى تقف الأندية على أرجلها بحيث يقل هذا الدعم تدريجياً''· ومضى الجنيبي في حديثه قائلاً:'' الأندية بحاجة إلى الدعم الفني والمشورة من المجالس الرياضية أو الاتحادات وخاصة أن الاتحاد الآسيوي جهة رقابية''· وقال: ''من الصعوبة تحديد وقت معين لعملية الخصخصة في الأندية، نظراً لان كل نادٍ قطع شوطاً عن الاخر في تهيئة نفسه للمرحلة الاحترافية''· أضاف: ''جاهزية البيئة تستقطب القطاع الخاص للاستثمار في الأندية· ونتطلع لتفاعل هذا القطاع والإعلام والجمهور مساهمة في عملية تحويل الأندية إلى مؤسسات تجارية· إضافة إلى الوعي الاحترافي للعاملين فيها والإداريين واللاعبين بغية تهيئتهم جميعاً للحقبة الجديدة حيث ينبغي أن تكون المنهجية واضحة في هذا التحول''·