السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تفجير الكويت.. هجوم على التسامح

27 يونيو 2015 23:57
بعد ظهر يوم الجمعة الماضي، ادعى تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن واحد فقط من الهجمات الإرهابية الثلاث التي ضربت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا في آن واحد تقريباً. وفي حين أن من الممكن -وربما من المرجح- أن يكون التنظيم قد «ألهم» الإرهابيين الذين نفذوا مذبحة ضد عشرات السائحين على الشاطئ في مدينة سوسة التونسية ، وقطعوا رأس مدير خارج مدينة «ليون» الفرنسية، إلا أن التنظيم نفسه يقول، إنه خطط بصورة مباشرة للتفجير الانتحاري الذي قتل 25 شخصاً على الأقل في مسجد شيعي في الكويت. وبالطبع، فالهدف واضح، فلطالما كانت دولة الكويت تمثل نموذجاً للتسامح والتعايش والاستقرار، ومثلاً إيجابياً في كيفية إدارة التوترات الطائفية والمذهبية بين السنة والشيعة، التي تعتبر أساس العنف في الشرق الأوسط. ويبدو أن الهجوم الذي وقع يوم الجمعة الماضي كان محاولة لزعزعة هذا النموذج، ودفع تلك الدولة إلى نوع من الفوضى الطائفية التي يقتات عليها عادة تنظيم «داعش»، وغيره من جماعات العنف والإرهاب. وقد كانت قدرة الكويت على إدارة الانقسام الطائفي بين سكانها بصورة سلمية هي النموذج الذي كانت تأمل الولايات المتحدة تطبيقه في العراق، حيث تبدو الانقسامات الطائفية عميقة، ودفعت الاستقطابات المذهبية بعض الأفراد من السنة إلى الارتماء في أحضان تنظيم «داعش». وعلى النقيض، دمجت دولة الكويت الأقلية الشيعية في النسيج الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمجتمع بشكل كامل، حسبما يؤكد تقرير صادر عن معهد «إنتربرايز» الأميركي للأبحاث في عام 2013. وتعتبر «الغالبية العظمى» من الشيعة الكويتيين، الذين يشكلون نحو 30 في المئة من السكان -حسب بعض الإحصاءات- أنفسهم كويتيين أولاً وقبل كل شيء. بيد أن التقرير ذاته، يتساءل عما إذا كانت الكويت «وصلت إلى النقطة الحرجة طائفياً»؟ وفي هذا السياق، من الممكن أن يكون الغرض من التفجير الانتحاري الذي وقع يوم الجمعة الماضي أكثر من مجرد محاولة لقتل السكان الشيعة، الذين يعتبرهم تنظيم «داعش» الإرهابي مارقين، ويبدو أنه محاولة لإثارة الشقاق بين الحكومة والأقلية الشيعية. وقد تصاعدت نبرة الطائفية أحياناً في الكويت خلال الأعوام القليلة الماضية، مدفوعة بالجدل المحلي بشأن الحرب الأهلية في سوريا، على رغم الليبرالية النسبية، والانتخابات الديمقراطية، وحرية الصحافة في تلك الدولة. ويلفت تقرير «إنتربرايز» إلى أن «الطائفية يمكن أن تكون أداة مفيدة للسياسيين الشعبويين»، لافتاً إلى «أن حرية الصحافة الكويتية ووسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تزيدا التوترات، خصوصاً بفعل أولئك الذين يسعون إلى نشر الفتنة والتحريض»، وقد بدأ تنظيم «داعش» بالفعل محاولة إثارة الشيعة في السعودية، على رغم أنهم يمثلون نسبة أقل هناك، حيث فجّر مسجداً شيعياً بالقرب من القطيف في الشهر الماضي. ومن خلال تفجير المسجد في الكويت، يسعى التنظيم الإرهابي إلى إظهار اتساع نفوذه إلى خارج العراق وسوريا. وتقول «بدور بهبهاني»، وهي طالبة في مدينة الكويت العاصمة لـ«نيويورك تايمز»: «منذ أن سمعت عن القطيف ومسجد الشيعة هناك، شعرت مباشرة أن الكويت ستكون التالية». وقد قام أمير الكويت صباح الأحمد الصباح، بزيارة مباشرة للمسجد بعد الهجوم، وعقد جلسة طارئة للحكومة. واعتبر مشرع سُني سابق، أن «الهجوم يمثل صافرة إنذار لمعركة أكبر من قبل الحكومة ضد خطر التطرف في البلاد». مارك سابينفيلد - الكويت يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©