أزياء «موسكينو» تدعو إلى المرح وترقص على إيقاع «الفلامنجو»

خلال اليوم الثالث من أسبوع موضة ربيع وصيف 2011 في ميلانو، كان كل الحضور على موعد مع المرح، والحيوية، والجرأة، حيث بدأ عرض “موسكينو” المميز بمجموعة لافتة لمصممة الدار الإيطالية “ روسيلا جارديني “، لخصت فيها كل اتجاهاتها في المواسم السابقة، والتي راهنت دائماً بها على حس الشباب وشغف الحياة. اختارت المصممّة هذه المرة أن تذهب إلى المكسيك وفي ومضة من الزمن مسترجعة نغمات إيقاعات الفلامنجو ، وطراز ملابس فتيات الريف هناك، مع ملامح قوية من أسلوب رعاة البقر أو”الكاوبوي”، لتبتكر منها قطعاً فردية، مزركشة، تحمل معاني رومانسية، ولا تخلو من الطرافة، استندت في تصميمها إلى فكرة واحدة شدت خيالها، وألهمتها لتبتكر تشكيلة قد تذكرنا أيضاً بإبداعات “موسكينو” في الموسم الماضي. إيقاع «الفلامنجو» ظهرت عارضات “روسيلا” وهن متأنقات بقبعات رعاة البقر السوداء، والمائلة فوق عيون مظللة بالنظارات الكبيرة، مع الأقراط الذهبية اللامعة، والشفاه الكرزية، ليستعرضن معاً مجموعة زاخرة بالبهجة والألوان، وهن متقمصات روح راقصات الفلامنجو، ومغلفات بكل الفتنة، والشغف، والإثارة، حيث اسـتغرقت المصممة في أجوائها الخاصة، منفعلة بموضــوع مجموعتها الجميلة، وملتقطةً كل تفاصيلها الصغيرة، لتترجم من خلالها أفكارها بشفافية وأنوثة طاغية، مسـتخدمةً خامات باردة، ناعمة، ولدنة تناسب انتعاش نســـمات الربيــع وتتكيف مع دفء أمسيات الصيف، أقطان وكتان، حراير وتفتا، وشيفونات ودانتيلات شفافة ومزركشة هنا وهناك. ذكاء الألوان فضلت “جارديني” للموسمين القادمين أن تركز على ثلاثة ألوان أكثر من غيرها، مختارة بذكاء اللون الأسود لتكسره بالأبيض وتزينه بالأحمر، ولتخلق منها جميعاً تناغماً وانسجاماً لافتاً، مع بعض من اللون الأزرق الملكي، وشيء من الأصفر الكركمي، فزاوجت في قطع بين القماش المقلم والسادة، لتلحقهم بالمنقط، أو نسقت في قطع أخرى بين الكروهات والمنقط لتكحلها بالمقلم، وهكذا.. فلعبت بحرفية وجدارة على وتر انجذاب المتناقضات، وتشكيل المتناسقات، لتبتدع موديلات بألوان وأشكال عابثة وجذابة، تلفت الانتباه وتخطف الأبصار، خاصة في تلك الفساتين الشبابية المرحة، والتنورات الواسعة القصيرة، مع القمصان البيضاء المكشكشة. جرأة وأنوثة تنوعت تشكيلة “موسكينو” لربيع وصيف 2011، فضمت الكثير من القصّات والتصميمات، والتي تعددت واختلفت ما بين البدلة الرسمية، التايور الراقي، الفستان المرح، مع الكثير من التنانير المزمومة الواسعة، القمصان الكلاسيكية المكشكشة، الجاكيتات القصيرة مع بعض من بنطلونات الجينز، ولم تنس المصممة طبعا عشقها الدائم والأبدي لطراز ملكة الأناقة الفرنسية مدام “كوكو شانيل” فضمت في باقتها الزاهية وكما عودتنا في كل موسم، قطعاً منتقاة وراقية من تايورات شانيل الشهيرة المؤطرة على الأطراف، مطعمة إياها بالشك اليدوي المتقن، بحبات اللؤلؤ والخرز المذهّب، أما لناحية الفساتين فقد جاءت في معظمها بناتية شبابية وبكل المقاييس، وبموديلات أنثوية تذكرنا بملابس الفلاحات في الريف الإسباني، كما تضمنت المجموعة الكثير من التنورات المرحة والتي فصّلت بأسلوب أنثوي مثير وإحساس عالي بالجمال، وقد ازدانت بعضها بالكشاكش المتتالية على الطراز الإسبنيولي القديم، والبعض الآخر ظل ضيقاً ومستقيماً، فيما تراوحت الأطوال بين القصير الذي يرتفع فوق الركبة، وبين ذاك الطويل الذي ينسدل ليتوقف قبل أن يصل الكاحل، لتعلوها المشدات المقولبة للقـوام، أو القمصان القطنية الواسعة مع أحزمة قطنية عريضة تلتف حول الخصر، وأوشحة مطبّعة تزين الشعر. مكملات الأناقة وظهر شغف “روسيلا جارديني” بالإكسسوارات كمكملات للأناقة، فأثرت تشكيلتها الجديدة بكم كبير من المجوهرات المقلدة، والتي جاءت في معظمها مذهبّة وبارزة، ومتألقة بالبريق، فصممت أقراط كبيرة متدلية، مع أساور متعددة ومتتالية، وقلائد مزخرفة مرنة، كما أضافت على قطع أخرى لمستها المعتادة وحبها للعبث والألوان، وزينتها بالأحجار والخرز واللؤلؤ، أما لناحية الحقائب اليدوية فقد اتسقت مع المظهر العام للمجموعة، فأتت عصرية ومبتكرة مقلمة، منقطة، أو سادة ولكن كلها مطعمة بشعار “موسكينو” المعدني اللامع، مع صنادل صيفية مفتوحة، تربط بشرائط ملونة حول الكاحل وبشكل عشوائي جذاب، ولا شك في أن وجود النظارات الكبيرة مع قبعات رعاة البقر، خلق حركة دراماتيكية وتأثير ساحر على كامل العرض. وبذلك خرج عرض موسكينو في أسبوع الموضة الإيطالي الأخير، لموسمي ربيع وصيف 2011 حيوياً وشائقاً، وكأنه يحمل دعوة للفرح، والانطلاق، وحب الحياة بكل معانيها.