الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

برازيل الصحراءو نسور قرطاج ديربي عربي فوق أرض ألمانية

14 يونيو 2006

رسالة ميونيخ - يكتبها ويصورها - أكرم يوسف:
في الثامنة مساء اليوم تكتب السعودية وتونس تاريخا جديدا للكرة العربية باستاد كأس العالم ( اليانزا أرينا ) بمدينة ميونيخ عندما يقدمان نفسيهما للمرة الأولى في مونديال 2006 في 'ديربي عربي' ساخن ومثير هو الثاني في تاريخ كأس العالم حيث سبق وأن فازت السعودية على المغرب في الدور الأول لمونديال 1994 بهدفين مقابل هدف·
ومنذ التاسع من يونيو الحالي وحتى الآن شاهدنا تقريبا كل المنتخبات من مختلف المدارس الكروية واليوم جاء الدور على الكرة العربية لتقول كلمة الافتتاح في ختام مباريات الجولة الأولى ·
وفي مباراة بهذا الوزن ليس من المهم من يفوز ومن يخسر ولكن المهم أن تقدم كل من السعودية وتونس عرضا قويا يعيد للكرة العربية اعتبارها من جديد في كأس العالم بعد العروض المتواضعة التي قدمها كل منهما في البطولة الأخيرة بكوريا واليابان عندما احتل المنتخب السعودي المركز رقم 32 والأخير بثلاث هزائم من ألمانيا 8-صفر ومن ايرلندا 3- صفر ومن الكاميرون 1- صفر في المشاركة الأسوأ للكرة السعودية ،بينما خسر نسور قرطاج أمام كل من روسيا 2- صفر واليابان 2- صفر وتعادل مع بلجيكا 1-1 واحتل المركز رقم 29 في البطولة ·
وبقدر سعادتنا لتواجد سفراء للكرة العربية من بين أقوى 32 دولة على مستوى العالم ،إلا أن فريقا بحجم تونس وآخر بحجم السعودية في رابع مشاركة لهما لابد أن يتجاوزا بكثير مرحلة الفخر والسعادة لمجرد المشاركة في هذا الحدث وتتجاوز طموحاتهما الدور الأول ،ورغم الفوراق الكبيرة بين الكرة العربية والأوروبية أو اللاتينية إلا أن كرة القدم لا تعترف بالمستحيل وشاهدنا بأعيننا فريق دولة ترينداد وتوباجو تعداد سكانها لا يتجاوز المليون ونصف المليون نسمة ولا أحد يعرف موقعها فوق خريطة العالم يفجر مفاجأة كبيرة بعشرة لاعبين ويتعادل مع السويد بدون أهداف في أول مشاركة له بكأس العالم ·
وكل من تونس والسعودية تركا انطباعا جيدا في مشاركتهما الأولى حيث احتل نسور قرطاج المركز التاسع على العالم في مونديال الأرجنتين وحققا أول فوز عربي وأفريقي في تاريخ البطولة على المكسيك 3-1 وتعادلا مع ألمانيا حاملة اللقب بدون أهداف،بينما نجح صقور الأخضر في أول مشاركة لهم عام 1994 في التأهل للدور الثاني والفوز على بلجيكا بهدف العويران التاريخي والفوز على المغرب واحتل الفريق المركز رقم 12 في البطولة ·
ولكن بعد المشاركة الأولى لكل من تونس والسعودية تحولت المشاركات التالية في بطولتي 1998 و2002 إلى مجرد مشاركات شرفية·
واليوم تبدأ مرحلة جديدة بكثير من التفاؤل والأحلام، لأن هناك إصرارا كبيرا داخل كل معسكر على أن تكون البداية قوية ،فالفوز في مباراة اليوم ليس هو قمة أحلام التوانسة أو السعوديين ولكن مواصلة بقية المشوار أمام أسبانيا وأوكرانيا بنفس القوة والحماس لشطب ' صورة 2002 ' من أذهان جماهير الكرة في العالم خاصة وأننا عندما ننظر إلى إمكانيات كل فريق سنجد أنه يملك الكثير ليقدمه فهناك الدعم والاستقرار والنجوم وأيضا خبرة اللعب في كأس العالم ،وإذا كان المنتخب التونسي يملك بين صفوفه نجوما يلعبون في أوروبا مثل حاتم الطرابلسي وزياد الجزيري ومهدي النفطي ودوس سانتوس وراضي الجعايدي وانيس العياري وكريم حقي ورياض بوعزيزي وجوهر المناري وسفيان المليتي وهيكل قمامدية،فإن منتخب السعودية هو الآخر يضم في صفوفه أسماء من الوزن الثقيل لها خبرتها ومكانتها فوق خريطة الكرة الآسيوية في مقدمتهم الكابتن سامي الجابر الذي يشارك في المونديال للمرة الرابعة في المونديال مع الحارس القدير محمد الدعيع ،وهناك ياسر القحطاني اغلى مهاجم في السعودية ومحمد الشلهوب وحمد المنتشري أفضل لاعب في آسيا ،ومحمد نور مايسترو الوسط ،نواف التمياط ·
وأمام كل هذه الأسماء التي يقودها مدرب بحجم روجيه لومير سبق له الفوز ببطولة أوروبا مع فرنسا وبطولة أفريقيا مع تونس ،ومدرب بوزن ماركوس باكيتا الذي قاد البرازيل للفوز بكأس العالم للناشئين والشباب لابد أن نهيئ أنفسنا لمباراة مثيرة وساخنة وممتعة ،ولا أعتقد أن هناك أعذارا لتقديم عروض قوية في المغامرة الرابعة لكل منتخب ،وعندما نلقي نظرة سريعة على عدد المباريات التي شارك فيها كل من السعودية وتونس المونديال سنجد أن المجموع يصل إلى 19 مباراة لم يحقق خلالها الفريقان سوى ثلاثة انتصارات ،اثنان للسعودية على بلجيكا والمغرب ،وفوز واحد لتونس على المكسيك عام 1978 ·
فالسعودية كان آخر انتصار حققته في المونديال عام 1994 على المغرب ،وتونس آخر انتصار حققته على المكسيك عام 1978 ·
الطريق إلى ألمانيا
بعد نجاح المنتخب السعودي في التأهل إلى النهائيات أقيل المدرب الأرجنتني كالديرون وحل محله ماركوس باكيتا مدرب الهلال وبدأت رحلة الإعداد وذهب الفريق إلى معسكر إعداد في هولندا خسر خلاله أمام بلجيكا 2/1 وفاز على توجو /1صفر،وبعد ذلك دخل معسكر النمسا ثم وصل ألمانيا مع بداية هذا الشهر وخسر آخر اختبار أمام تركيا ، وكان واضحا أن التركيز الجوانب التكتيكية والبدنية من خلال مواجهات مع منتخبات قوية مثل التشيك وتركيا وبلجيكا بعيدا عن النتائج ·
وحرص باكيتا منذ وصول الفريق مقر إقامته في فرانكفورت على أن تكون التدريبات سرية ولم يسمح للجماهير ووسائل الإعلام حضورها حتى مباراة انتراخت فرانكفورت الودية يوم 8 يوليو الماضي ·
وقد تعرض باكيتا للعديد من الانتقادات بعد العروض التي قدمها الفريق خلال مرحلة الإعداد وعدم ثبات التشكيل إلا أن الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس بعثة المنتخب السعودي في ألمانيا جدد ثقته الكاملة في المدرب ورفض فكرة إقالته في هذا التوقيت ·
وقدمت مجلة دير شبيجل الألمانية تقريرا مطولا عن المنتخب السعودي وصفته بأنه ' برازيل الصحراء ' حيث يقدم كرة هجومية واستفاد كثيرا من فلسفة المدربين البرازيليين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق في الماضي من بينهم ماريو زاجالو وكارلوس البرتو بيريرا ·
وقالت المجلة أيضا ان ياسر القحطاني هو أغلى لاعب في السعودية ويصل ثمنة إلى ثمانية مليارات يورو ،وأفردت مساحة للحديث عن سامي الجابر كابتن الفريق وقالت انه يشارك للمرة الرابعة في كأس العالم مثله مثل بيليه ومارادونا ·
عودة النسور
وفي المقابل أعاد المنتخب التونسي ترتيب أوراقه بعد كأس الأمم الأفريقية الأخيرة بمصر وحدد روجيه لومير الهدف في مونديال ألمانيا :' لا مجال للتخاذل ، علينا أن نقدم أفضل العروض للتأهل إلى الدور الثاني '·
بالطبع التأهل للدور الثاني حلم لكل جماهير تونس لأن الفريق لم يتمكن من تجاوز الدور الأول في كل مشاركاته السابقة ،ومن أجل تحقيق هذا الهدف خاض مرحلة إعداد قوية في الدورة الدولية بتونس التي شاركت فيها منتخبات ليبيا وبيلاروسيا وأوروجواي وفاز في المباراة الأولى بالتشكيل الأساسي على بيلا روسيا 3- صفر وفي المباراة الثانية أمام أوروجواي أشرك روجيه لومير كل البدلاء وتعادل مع اوروجواي وخسر بركلات الترجيح وظهر في هذه المباراة المهاجم ياسين الشيخاوي بمستوى رائع وسيكون أحد مفاجآت تونس في هذا المونديال ·وظهر الانسجام والتجانس بين أفراد الفريق وقدموا عروضا قوية
وكان من المقرر أن يلعب المنتخب التونسي آخر تجاربه الودية أمام العراق يوم 7 يونيو الماضي في ميونخ إلا أن ظروف التاشيرات حالت دون إقامة المباراة ولعب بدلا منها مباراة مع ولاية بافاريا فاز فيها النسور بأربعة أهداف نظيفة أحرزها كل من زياد الجزيري هدفين وهدف لكل من قيس الغضبان وياسين الشيخاوي ·
ويملك المنتخب التونسي خبرة اللعب في ألمانيا من خلال مشاركته العام الماضي في كأس العالم للقارات ·
وواجه منتخب تونس أحداثا غير سعيدة تمثلت في بعض الإصابات التي حرمت الفريق من جهود مجموعة من النجوم حيث تم استبدال المدافع مهدي مرياح للإصابة وحل محله هيكل قمامدية مهاجم ستراسبورج،كما خرج عصام جمعة من القائمة للإصابة وحل محله شوقي بن سعدي ،وأخيرا أصيب المهاجم دوس سانتوس ولكنه مازال مع الفريق إلا أنه لن يتمكن من اللحاق بمباراة اليوم وقد يلعب المباراة الثانية أمام أسبانيا ·
ورغم الإصابات وعدم ضم لاعب بوزن سليم بن عاشور من البداية ضمن التشكيلة النهائية إلا أن المنتخب التونسي لديه الكثير من النجوم جاهزين لخوض التحدي في المواجهة العربية أمام المنتخب السعودي ·
وقد أفردت مجلة دير شبيجل صفحة للحديث عن المنتخب التونسي وقالت انه يلعب كرة قدم حديثة بأسلوب أوروبي وتحدثت عن التنظيم الجيد للفريق والطريقة المثيرة التي تأهل بها للنهائيات للمرة الرابعة بعد مباراة مثيرة مع المغرب ،وألقت المجلة الضوء على راضي الجعايدي وقالت انه أول تونسي يلعب في الدوري الإنجليزي مع نادي بولتون واندرز وأشادت بصلابته الدفاعية وإجادته ألعاب الهواء ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©