وضعت مجلة 'فرانس فوتبول' المدير الفني الألماني يورجن كلينسمان قائد منتخب المانشفت الذي يخوض مباراة الجولة الثانية للدور الأول أمام بولندا مساء اليوم بأنه أشبه بقائد السرية أو الجنرال بالجيش في القرن الحادي والعشرين ويتمتع بالثقة والصلابة وانه يستخدم اساليب على الطريقة الاميركية ولا تعجب الالمان وانه وانه وانه·· اشياء وامور كثيرة سألتها المجلة عنها واستمعت اليه ايضا في رده وتعليقاته حيث اكد قائلا: انني ارغب دائما في ان احبط نفسي بالافضل، فإذا كان الافضل اميركيا فمرحبا·· واساليب مع الفريق اسهمت في احراز تقدم على كافة المستويات والأصعدة·· بدنيا ونفسيا·· واضاف المدير الفني لمنتخب المانشفت يقول: من يأتي بأساليب اصلاح جديدة عادة ما يواجه بالهجوم ويصطدم بالجمود والعقليات·· ولكنني على أية حال لم آت على رأس المنتخب الألماني لكي اقول آمين لكل شيء·· فلو كان الحال كذلك لكنت قد تركت وظيفتي لأحد آخر·· واتخاذي لقرارات لا تحظى باعجاب كل الناس هو جزء اصيل من عملي، فالانتقادات لا تزعجني طالما انها لا تمس حياتي العائلية·
وردا على سؤال حول الضغوط التي يتعرض لها في مهمته وكيف يتحملها، قال كلينسمان: أمام ما ينتظره بلد بأكمله هناك طريقتان للتصرف·· فإما ان أعتبر المهمة عبئا ثقيلا أو انظر اليها على انها شيء يدعو للفخر، ولقد اخترت الحل الثاني·· واضاف المدير الفني الشاب (42 سنة) قائلا: ان تكون مديرا فنيا في كأس العالم تقام في وطنك، فتلك ميزة لأنها لا تحدث سوى مرة واحدة في العمر، وهي ايضا نوع من التحدي·
وعندما استفزته المجلة وقالت له انه لم يكن الاختيار الأول لاتحاد الكرة الالماني، قال كلينسمان الذي سجل 47 هدفا في 108 مباريات دولية مع منتخب بلاده عندما كان لاعبا: نعم لم أكن الاختيار الأول ولكنني عندما بدأت مهمتي منذ 22 شهرا اشترطت على الاتحاد انني لن اقبل المهمة إلا اذا حصلت على صلاحيات كاملة و'كارت بلانش' بأن اقوم بالمهمة وفقا لأساليبي الخاصة ودون تدخل من أي أحد·
وردا على النجوم والاسماء الكبيرة التي انتقدت وهاجمت طرقه واساليبه في العمل، قال كلينسمان الذي شارك في ثلاثة نهائيات كأس عالم لعب خلالها 17 مباراة وسجل 11 هدفا اعوام 90 و94 و1998: بالنسبة لمنتخب وطني ليس ممكنا السيطرة على كل شيء أو ان تكون خبيرا بكل شيء في جميع المجالات وانما لابد ان تعتمد على طاقم عمل لمواجهة كل الأمور ومن ذلك يمكن للمرء ان يتعلم كل يوم، واضاف كلينسمان: استمع لفرانز بيكنباور أو كارل هاينز رومينيجه لو كانت نصائحهم تفيدني، ولكنني انا الذي يتخذ القرارات·
واستطرد يقول: انني ابذل ما في وسعي من اجل تحسين اداء كل اللاعبين واشتغل كثيرا على مستوى الاداء الفردي لكل لاعب·
واعترف كلينسمان قائلا: نحن لا نملك الموهبة الفردية للاعبين البرازيليين ولا الحس التكتيكي للايطاليين·· ولا نملك ايضا لاعبين من نوعية زيدان أو هنري، ولعل هذا ما يجعلنا نتحمس للمهمة·· فبالشباب وبلاعب من نوعية بالاك او كلوزه، وبمساندة جماهيرنا يمكننا تحقيق اشياء عظيمة، فضلا عن طابعنا الخاص في اللعب والذي يتمثل في 'الفعل' وليس رد الفعل في مواجهة منافسينا·
وعما اذا كانت النزعة الهجومية التي يتميز بها اسلوبه في اللعب وما اذا كانت ترتبط بكونه لاعب هجوم سابق، قال كلينسمان: من المؤكد انني تأثرت بكوني مهاجما سابقا ولكنني أصارحكم القول بأنني طرحت هذه المسألة على الجميع لاعبين وجهاز فني وقد اتفقوا معي جميعا على ضرورة اللعب الهجومي وما يتطلبه من لياقة بدنية عالية وديناميكية ونشاط·
وعن عدم ثقة البعض في خط دفاع منتخب المانشفت لعدم خبرته وهو ما ظهر واضحا خلال مباراة الافتتاح أمام كوستاريكا، قال كلينسمان: كان يلزمنا اعادة بناء فريق بوجوه جديدة وجيل جديد وسيستفيد اللاعبون على مر المباريات·
واضاف: ربما تكون كأس العالم قد جاءت مبكرة قليلا على هؤلاء اللاعبين الشباب ولكن ليس امامنا خيار آخر، واعترف كلينسمان بأنه يتفق مع الذين يقولون ان الكرة الالمانية لم تعد في قمتها وقال: إنهم على حق لأن الأمر لا يتعلق بفترة انتقالية وانما هو مشكلة جيل، وعلينا ان ندفع الثمن·
وأكد كلينسمان انه لا يفكر على الاطلاق في احتمالات الخروج في منتصف البطولة، بل هي فكرة مرفوضة من الجميع لاعبين وجهاز ومسؤولين، فالهدف المحدد للجميع هو اللعب في النهائي واذا لم يحدث ذلك فسوف نجلس ونقول: لهذه الاسباب لم نصل الى المباراة النهائية، وعلق قائلا: في مونديال 2002 لم يكن احد يفكر في المانيا على الاطلاق ورغم ذلك وصلت الى النهائي وخسرت ولكنها لعبت افضل مبارياتها·· ولهذا فإنه حتى عندما يقول فرانز بيكنباور، ومعه آخرون، ان الصعود لدور الثمانية أو قبل النهائي سيكون انجازا طيبا·· فنحن نركز بيننا وبين انفسنا على النهائي وهذا ما ينتظره الوطن كله وسنفعل المستحيل لكي نصل حتى النهاية من اجل تحويل هذا الحلم الجميل الى حقيقة واقعة·· ونحن الآن في طريقنا الى صعود قمة ايفرست·
عدد اليوم
