الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان شهر السكينة

رمضان شهر السكينة
28 يونيو 2015 00:40
رغم ما يضفيه رمضان من سكينة ورضا في النفس على اعتبار أنه شهر الصوم والرحمة والتوبة والمغفرة، فإن هناك ظاهرة تسود بشكل كبير بين البعض، وهي التوتر والعصبية الزائدة، التي يعاني أثناء الصيام، ويرجع ذلك إلى نقص السكر في الدم، أو الشعور بالجوع أو نقص الكافيين في الجسم، وخاصة عندما يأتي شهر رمضان في فصل الصيف. كما تزداد المشاحنات بين الناس خلال نهار الصيام لأتفه الأسباب، وعندما تسأل عن السبب يردونه إلى الصيام رغم أن الصيام براء مما هم فيه من مزاج سيئ وحالة عصبية، والنساء عرضة للتوتّر أكثر من الرجال خلال أيام الصوم خصوصاً اللواتي تخطين الثلاثين. ومن أهم أسباب العصبية الرمضانية: الجوع والعطش، والتوقف عن التدخين، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، إضافة إلى الطقس الحار وزحمة السير. كل هذه الأسباب تؤدي إلى زيادة إفراز بعض الهرمونات في الجسم والتي تزيد التوتر. والحقيقة أن الاعتياد على ممارسة بعض العادات الخاطئة خارج أيام رمضان، كالإفراط في شرب المنبهات، كالشاي والقهوة والتدخين وعدم تنظيم الأكل والإفراط فيه... كلها عادات خاطئة نمارسها طيلة العام، وقد تستمر معنا في رمضان وننسى أنها من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حالة التوتر والعصبية. فمن اعتادوا التدخين أو شرب المنبهات بكثرة، من قهوة أو شاي، غالباً ما يكونون سيئي المزاج أثناء فترة الصيام، فالمدخن الذي يواظب على التدخين يومياً ولمدة طويلة عندما ينقطع عن ذلك لبضع ساعات، تبدأ أعراض الحرمان في الظهور، حيث اعتادت عليه خلايا دماغه، فيشعر بالقلق وبالعصبية وبسرعة الغضب وبألم في الرأس وبعدم القدرة على التركيز وبانخفاض المزاج وبضعف الذاكرة وبمشاكل في النوم. كما أن هناك إدماناً آخر بين الناس يتسبب، هو الآخر، في العصبية وسوء المزاج، وهو الإدمان على الكافيين، وهي المادة المنبِّهة في القهوة والشاي والكولا. ويتسبب الانقطاع المفاجئ عن الكافيين، إلى الشعور بالكسل والخمول والعصبية وعدم الرغبة في العمل. وكلما زادت ساعات الانقطاع عن «الكافيين» إلى ساعات طويلة، كلما زادت حدة الألم، وكلها أعراض ناتجة عن الإدمان على التبغ والكافيين، وليست ناتجة عن الصيام إطلاقا، ذلك أن أثر الصيام على الأشخاص الطبيعيين الذين لا يعانون أي نوع من الإدمان يكون حصول هدوء نفسي وسكينة. كما أن السهر يؤثر بدوره، سلباً على المزاج نتيجة السهر لمتابعة البرامج والمسلسلات التي تتنافس في عرضها الفضائيات في هذا الشهر الكريم، ما يقلل ساعات الراحة والنوم التي يحتاجها الإنسان عادة لاستعادة نشاطه. لذا يجب ترك الشد العصبي والنرفزة والتوتر، خصوصاً في ساعات النهار فقد تؤدي إلى ماهو أشد من نوبة الصداع، ومنها على سبيل المثال حدوث إغماءة، أو ارتفاع في ضغط الدم وحدوث مالاً تحمد عقباه، ويجب عليك الاسترخاء، وتدليك عضلات الرأس وعضلات الرقبة المشدودة. ولكن كيف تخفف من أسباب وآثار العصبية والتوتر في أيام شهر رمضان المبارك حتى نحافظ على صومنا؟ تأتي الصلاة كأفضل الحلول لتخفيف العصبية خلال الصوم، إذ أثبتت الدراسات العلمية أنّ الجسم يفرز هرمون الإندورفين خلال أداء الصلاة، كما يجب الابتعاد قدر المستطاع عن الحوارات التي لا تعطي نتيجة لأنّها تزيد التوتر. وهناك بعض الأطعمة التي تساعدك على التخلص من العصبية والتوتر أثناء الصيام وهي: الموز والجوز والأفوكادو والسبانخ والديك الرومي والتي تساعد على الاسترخاء والهدوء والحد من الإصابة بالعصبية والتوتر، وتحسين النوم. ومن العوامل المساعدة أيضاً على تخفيف التوتر والعصبية الحرص على وضع النظارات الشمسية، وتجنب التعرض لأشعة الشمس. وإذا كنت تعاني مشاكل في الأسنان أو الأنف أو العيون، أو كان لديك صداع مزمن أو صداع نصفي فلابد أن تراجع الطبيب، واعلم أن رمضان شهر العمل والإتقان والاجتهاد والرفق والتراحم. عمر أحمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©