السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرسول حقق لأهل الكتاب الأمن والأمان

15 يوليو 2014 00:23
لكي يضمن الإسلام الحماية الحقيقية لأهل الذمة، فقد قبل الدين الحنيف حقيقة وجود غير المسلمين وحمايتهم على أنها حقيقة شرعية أكثر من كونها مسألة سياسية، وقد سادت سياسة النبي - صلى الله عليه وسلم - تجاه أهل الكتاب روح التقريب، فأكد الحرية الدينية لكل أهل الأديان السماوية داخل الدولة الإسلامية من خلال عدة معاهدات مع اليهود والنصارى في شبه الجزيرة العربية. ويقول د. أحمد كريمة - الأستاذ بجامعة الأزهر-: كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - رحيماً ورفيقاً بأهل الكتاب، ويشهد على ذلك العلاقات الاجتماعية التي تطورت بين المسلمين وغير المسلمين في المدينة المنورة، والتي سجلتها المعاهدات التي وقعها صلى الله عليه وسلم، ومن بينها «وثيقة المدينة» التي اعترفت بيهود بني عوف، وبني النجار، وبني ثعلبة وغيرهم من الجماعات اليهودية كجماعات متميزة لها دينها، ومن بينها أيضا المعاهدة التي تم توقيعها مع نصارى نجران، والتي جعلت لهم ذمة الله ومحمد رسول الله، وجعلتهم آمنين على حياتهم وأملاكهم، وأراضيهم، وعقيدتهم، الحاضر منهم والغائب، وأسرهم وكنائسهم وكل ما يملكون، ولا يطرد رجل دين أو راهب من بيعته أو صومعته، ولا يجبر قسيس على ترك حياته الكهنوتية، ولا يخضعون لأي معاناة وإذلال، ولا يحتل جيش أراضيهم. تنظيم العلاقة ويضيف د. كريمة: وقد عامل الرسول - صلى الله عليه وسلم - اليهود باحترام وتقدير على الرغم من رفضهم لرسالته ونبوته، ولم يترك الرسول عليه الصلاة والسلام أمر اليهود ليتم النظر فيه سياسياً بواسطة أحد غيره، فقد جمع الرسول صلى الله عليه وسلم بين التنظيم الديني والتنظيم السياسي لحياة المسلمين، وحدد العلاقة مع اليهود دينياً وسياسياً، وبعد تقرير الحقوق الدينية لليهود نظم العلاقة السياسية معهم من خلال معاهدة الصداقة والتحالف التي أكدت الحقوق الدينية لليهود، ووثقت العلاقة السياسية معهم في وثيقة سياسية دينية في نفس الوقت. وهذه الوثيقة المعطاة لليهود من الرسول - صلى الله عليه وسلم - اشتملت على كل حقوق الإنسان التي لم يُمنحها اليهود من قبل في تاريخهم السابق على الإسلام، وقد وضعت هذه الوثيقة كل القوانين المنظمة لعلاقة اليهود، بالمسلمين على أساس من المساواة التامة، والمواطنة التامة، وحرية العقيدة. ويؤكد د. كريمة أن موقف النبي - صلى الله عليه وسلم - تجاه جيرانه اليهود كان موقف العطف والمودة، فقد اعتاد دائما زيارة منازلهم للسؤال عن أطفالهم المرضى، وهناك قبيلة يهودية في المدينة اسمها بنو عريض كان النبي - صلى الله عليه وسلم - راضياً عنها إلى حد أنه كان يمنحها منحة سنوية محددة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم حينما تمر عليه جنازة يهودي يقف كعلامة على العطف والرحمة. دفع الجزية وقد تناول الرسول - صلى الله عليه وسلم - طعام أهل الكتاب فيما عدا المحرم منه مثل الخنزير والخمر، وذلك إرساء لأسس التواصل الاجتماعي واستنادا إلى التصريح القرآني: «وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم»، وشرع النبي الكريم الزواج من المرأة الكتابية، وتزوج الرسول - صلى الله عليه وسلم - من كتابيات، وهناك رابطة في الاتصال الاجتماعي نص عليها القرآن الكريم في الدفاع عن المحصنات من أهل الكتاب: «والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب». ويضيف: ولم تكن الجزية التي كان يدفعها أهل الكتاب دليل إذلال لهم، ولكنها كانت تدفع كنوع من ولاء أهل الكتاب للقوانين الخاصة بهم، والمسماه بأحكام الملة، وطاعة القانون، فكما أن المسلم يدفع الزكاة كواجب، أو فريضة دينية، فإن أهل الكتاب يدفعون الجزية كحكم من أحكام الملة وطاعة لهذه الأحكام كمواطنين داخل الدولة، ورحمة بالشرائح الاجتماعية الفقيرة من أهل الكتاب تم إعفاؤهم من دفع الجزية، وشمل الإعفاء النساء والأطفال والشيوخ والمرضى. كما تم إعفاء أهل الكتاب من الخدمة في الجيش، وفي كثير من الأحوال تركت الجزية، أو أجلت، وكانت الجزية تعويضاً عن حماية الدولة لأهل الكتاب ضد أي عدوان. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©