في رمضان تفرد جناحيك وتحلق.. تطير روحك بخفة نحو سماء الارتقاء، تودع أرضك وتغادر الضجيج والصخب والشغب، ما أجمل أن تسمو بقيم الشهر فتصير صديقتك ورفيقتك، ليس لك شهية للغو، والكلام هو التسبيح، وسؤال الرحمن الغفران صوتك ولغتك، لقمتك تصغر وصوتك يخفت لا شيء سوى الانبهار بالتدبر والتأمل ومراجعة الدرس بصيامك عن كل ما يثقل الروح ويدنس بياضها، في علو الاعتكاف أنت روح هفهافة تحاكي نور الشمس وضوء القمر ووشوشة الغيوم، طلقت عيناها وجوه البشر وأصواتهم ولغتهم واكتفت بأنس صوت قارئ القرآن والتدبر بحكمة آياته ومعانيه، رمضان رحلة تتحرر فيها من المطالب المادية، فبعض القوت يكفي وبعض الصوت يكفي، هو موعدك لتشحن الروح.
زينب الفداغ - أبوظبي