الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

روح الاتحاد التنموية

روح الاتحاد التنموية
5 ديسمبر 2016 20:56
كُنّا في أسواق المال الخليجية بحاجة إلى خطوة ما تشحن التحفيز المعنوي: تعزّز اليقين لدى المستثمرين المحليين، وتنهي التوجّس غير المبرّر.وأعتقد أنها جاءتنا بالاتفاق الذي توصلت له منظمة أوبك نهايات الأسبوع الماضي، والذي رفع أسعار النفط بنسبة مئوية تجاوزت نسبة الخفض في الإنتاج. هذه الإشارة المعنوية تصبّ في مُربّع الثقة بالاقتصاديات الكليّة لدول الخليج النفطية يحتاجها المستثمرون في أسواق الأوراق المالية، بعد أن تعاقبت عليهم في السنوات الأربع الماضية إشارات ضغط متنوعة شتّت أحياناً في الرؤية والأولويات. من حُسن طالعنا في دولة الإمارات العربية المتحدة أن الخطوة التصحيحية التي حققتها منظمة أوبك، وكانت أولى من نوعها خلال ثماني سنوات، تصادفت لدينا مع باقة احتفالات للدولة الاتحادية عوّدتنا القيادة الرشيدة أن نعتبرها فرصة سنوية لتقييم أدائنا المؤسسي، بالاحتكام للأرقام المقارنة التي تُسجّل الإنجاز والدأب، وتوثق للسباق على طريق الابتكار والريادة والتوسع. في سوق أبوظبي للأوراق المالية، نولي أهمية مضاعفة لإجراءات ومبادرات التحفيز المعنوي للمستثمرين المحليين، من نوع تصحيح أسعار النفط أو تعزيز إدراج السندات والصكوك في السوق، وذلك بموجب القناعة أن الطاقة الاستثمارية للأفراد، مواطنين ومقيمين، في السوق المالي تكاد تكون غير مستغلة بنسبة 70%، بمعنى أنه بالإمكان مضاعفة حجم المشاركة المحلية في توظيفات سوق أبوظبي مرتين أو ثلاثاً، إذا ما توفّرت آليات الجهد المشترك بين جميع الأطراف على النحو الذي تهدف إليه خطط حكومة أبوظبي في تطوير قطاع رأس المال في الإمارة. موضوع التحفيز المعنوي للأفراد والمؤسسات المحلية للاستثمار في السوق، ضروري وأساسي، لتعزيز الثقة بالأوراق المالية، أسهماً وسندات وصكوكاً، لكي تصبح أدوات وأوعية للادخار والتثمير، لها في الثقافة اليومية للأفراد ما يمنحها الثقة العميقة، ويؤهلها لأن تكون منافساً مميزاً لحسابات الادخار المصرفي أو التعاملات العقارية. نستشعر في سوق أبوظبي للأوراق المالية، حجم الإلحاح على الجهد المؤسساتي المشترك، المطلوب لتوسيع الثقافة الاستثمارية الشفافة، ولتوصيل الرسائل الرقمية المقارنة التي يبثها السوق، في تبيان كيف أن العائد على الاستثمار فيه يُعدّ الأعلى على مستوى المنطقة ومن بين الأكثر ارتفاعاً في العالم.nوكذلك ضرورة تعميم الأرقام الناطقة عن مدى جاذبية أسعار الأسهم في سوق أبوظبي، مقارنة مع الأسواق الأخرى. ونعرف أن مثل هذا الجهد التثقيفي يستغرق وقتاً ويستدعي إبداعاً في الأدوات والرسائل، من أجل الابتعاد عن المضاربة قدر الإمكان والتوسع في الاستثمار متوسط وطويل الآجل، وهو ما يستدعي في المرحلة المقبلة جهداً مشتركاً بسويّة مبدعة جديدة لافت للانتباه، أن نشهد مدى إدراك الأجانب من غير العرب لأهمية الاستثمار في سوق أبوظبي للأوراق المالية، بدليل استمرار ضخهم للسيولة حتى في ظلّ عدم الاستقرار، جراء التطورات الاقتصادية العالمية. فقد ارتفع صافي الاستثمار الأجنبي خلال الأحد عشر شهراً الماضية بأزيد من 37%، وهي معدلات ضخ ربما لم يشهدها سوق دولي آخر، وذلك نتيجة أن رسائل أبوظبي وصلت للعالم، وبات المستثمرون أكثر قناعة بالتحولات الرقمية في البنية الأساسية للسوق، وبترقيته إلى عضوية مؤشرات مورجان ستانلي والتي سبقها ترقيته على مؤشرات «فتسي»، «ستاندر آند بورز»، «راسل إنفاستتمنت»، و«ستاندرد آند بورز داو جونز». لكن في مقابل هذا الحضور القيادي الموثوق على المستويات الإقليمية والدولية، فإننا نستشعر حجم الحاجة للعمل المؤسساتي المشترك على المستوى المحلي لزيادة عمق التداولات من طرف المستثمر المحلي، ولترسيخ قناعته بأن السوق المالي يجسّد «روح الاتحاد» في حشد عملية التنمية ليس فقط في أبوظبي، وإنما في دولة الاتحاد التي باتت محطة قاصدي النجاح والابتكار والتميز. وليس أدلّ على ذلك من قائمة الاكتتابات العامة والإدراج التي سيشهدها سوق أبوظبي في الفترة المقبلة، والتي جهّزنا لها بالخدمة الرقمية الكاملة التي تيسّر للمستثمرين الاكتتاب والمتابعة عن بُعد، وبأقصى درجات الثقة والأمان. خلال الأشهر الماضية كان لسوق أبوظبي للأوراق المالية عدة محطات مقاربة حيّة، وفي كلّ من تلك المقاربات، أحرزنا اعترافات بالكفاءة وشهادات بالريادة الرقمية، شكلّت لدينا حوافز مضاعفة لارتياد أقاليم وأسواق خارجية متجددة، من التي باتت تشاركنا القناعة المعززّة بالأرقام، بأن سوق أبوظبي للأوراق المالية هو فعلاً سوق المستقبل. ومن منطلق الإيمان والنهج التنفيذي لهذا السوق، بأنه يجسد «روح الاتحاد» التنموية، فإننا سنعزز حملات التوعية المحلية، ومعها برامج التدريب التشبيهي على التداول، بجهد مشترك من كل الأطراف، وصولاً إلى المرحلة التي تصبح فيها التدفقات المحلية غير المضاربية للسوق، بالمستوى والمعدلات التي تكافئ وتحكي قدرته وريادته.. .... دعونا نتفاءل ونتشارك بالانطلاقة الجديدة للسوق.‎
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©