شركات طيران اقتصادي تتسابق لتلبية الطلب الآسيوي

أدت حالة الركود التي أعقبتها حالة تعافٍ من الأزمة المالية العالمية في آسيا الى نهضة واضحة عمت شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة والتي تسعى بدورها الى تلبية الزيادة المتوقعة في الطلب في الوقت الحالي. وبينما يتوقع بنك آسيا للتنمية ارتفاع نمو الناتج المحلي الإجمالي في دول آسيا الناشئة الى 7.9% هذا العام، تتسابق شركات الطيران الاقتصادي لزيادة سعاتها للإيفاء بالزيادة المتوقعة في عدد المسافرين. وترتفع وتيرة هذا النشاط بصفة خاصة في الجنوب الشرقي من القارة حيث أعلنت شركة سيبو باسيفيك الفلبينية للطيران مؤخراً إقامة طرح مبدئي عام لجمع 730 مليون دولار بغرض شراء طائرات جديدة تضيفها الى أسطولها. كما تخطط تايجر أيرويز للطيران الاقتصادي والمملوكة جزئياً من قبل طيران سنغافورة لشراء تسع طائرات إيرباص A320 ليصبح إجمالي طائراتها 26. كما أعلنت الشركة عن انشاء فرع لها في تايلاند شراكة مع الخطوط التايلاندية فضلاً عن فرعها الذي تسيره في استراليا. وأعلنت مؤخراً أير آسيا اكبر شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة والتي تتخذ من ماليزيا مقراً لها، عن خطط تتعلق بقيام شراكة في فيتنام بالإضافة الى عملياتها الراهنة في كل من تايلاند وإندونيسيا. ويجدر بالذكر ان طرح سيبو باسيفيك المبدئي سيتم تحت إدارة كل من سيتي جروب ودويتشة بنك وجي بي مورجان. وصرح مصدر ذو صلة بالصفقة انه من المتوقع أن تتحصل الشركة على نحو 500 مليون دولار لتوسعة خطوطها الداخلية التي تحظى بالنصيب الأكبر في الفلبين فضلاً عن زيادة وجهاتها العالمية في جنوب شرق آسيا. وتتوقع شركة بوينج الاميركية لصناعة الطائرات نمواً قدره 8.3% في غضون العشرين سنة القادمة في المسافات التي تقطعها خطوط طيـران الركــاب في جنــوب شرق القـارة حيث تعتبــر تلك المسـافات من المعايير الأساسية لقياس حركة الطيران. وفي المقابل تشهد منطقة آسيا والمحيط الهادئ نمواً يصل الى 7.1%، وأوروبا 4.1%، واميركا الشمالية نحو 2.8%. وبالإضافة الى النمو الاقتصادي السريع، تستفيد منطقة جنوب شرق آسيا من التسابق نحو تطبيق اتفاقية "الفضاءات المفتوحة" في 2015 والمبرمة بين العشر دول التي تكون رابطة شعوب جنوب شرق آسيا. وتضم هذه الدول في مجملها مجموع سكان يصل الى 600 مليون نسمة، واقتصادا يضاهي في حجمه اقتصاد الهند. ويقول مصدر متصل بطرح سيبو المبدئي "تستعد كل شركات الطيران لمقابلة هذا الطلب وذلك لانه بدلاً من دخولها في اتفاقيات ثنائية تحصرها في تبادل الطيران بين مدن بلدين، تفتح الاتفاقية أسواقا ضخمة للطيران بين مدن الفئتين الثانية والثالثة التي لم تطرق من قبل". كما كشفت إندي جو أكبر شركة للطيران الاقتصادي في الهند عن خطط ترمي لشراء 150 طائرة جديدة حيث ذكرت المصارف هناك انها بصدد الإعلان عن قيام طرح مبدئي عام في مومباي لجمع نحو 400 مليون دولار لهذا الغرض. لكن الشركة أعلنت مؤخراً عن عدم نيتها إقامة الطرح قريباً. وتقوم أل نيبون اليابانية التي تقدم خدمات متكاملة على متن طائراتها، بإطلاق شركة جديدة تابعة لها شراكة مع مجموعة فيرست الشرقية للاستثمار من هونج كونج. كما تستعد شركة الطيران الوطني الإندونيسي جاريودا لشراء 20 طائرة بوينج جديدة عبر إقامة طرح مبدئي عام للحصول على 300 مليون دولار. ومع ذلك، نجم عن خطط التوسع هذه صعوبات كثيرة حيث قامت بعض شركات الطيران والفلبينية للطيران على وجه الخصوص بإلغاء جزء من رحلاتها بسبب نقص في الطيارين الذين تحول عدد كبير منهم لشركات خليجية مثل طيران الإمارات حيث زيادة الرواتب والمخصصات. وأعلنت شركة طيران الامارات مؤخراً عن خطط ترمي الى توظيف نحو 250 طيارا خلال هذا العــام و500 آخــرين في العــام القــادم. وتوقعت شركة بوينج أن تتقدم آسيا قائمة طلب موظفي الطيران خلال العشرين سنة القادمة حيث تحتاج الصين وحدها لإضافة 70,600 طيار جديد وجنوب شرق آسيا لنحو 42,000 طيار. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب