الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مطلوب «شياب» للتجنيد

15 يوليو 2014 00:30
في جلسة طويلة مع «أصدقاء السلاح» في «صلاحية المتنبي» (هكذا كنا نرمز إلى مدرستنا الثانوية التي خرجت رجالاً خدموا هذا الوطن، فمنهم من أصبح وزيراً، ولواء في العسكرية، ورئيس مؤسسة من دون خبراء أجانب، ولا تجارب صابونية في التعليم) وهؤلاء الشباب الذين خدموا في التجنيد المرحلة الأولى (1990) للأسف مالهم حظ اليوم في التجنيد الجديد. ولو حاولوا عمل «تغيير السن» في الطب الوقائي ويعودون 20 عام للوراء، فإن الكرش أبو 3 أمتار للأمام يفضحهم، وهناك من «ريوله تنمل»، ومن فيه الزهايمر ولا يزال يعتقد أن البيت الشعبي بعدهم ما ثمنوه، ومنهم من يحمل معه نص شنطة أدوية لكل الأمراض المعروفة وغير المعروفة، ولكن هذا لا يمنع أنهم يطالبون الحكومة بتجنيد (على قدهم)، فالكثير من هؤلاء الشباب أصبحوا من أصحاب الخبرات، كل في مجاله، فلماذا لا يستفاد منهم لأسبوعين أو ثلاثة كل 3 سنوات من خلال برامج الخدمة المجتمعية مثل مجهود الهلال الأحمر، والهيئات التطوعية في الأحداث الرياضية والفعاليات الثقافية والمعارض الدولية، بحيث يعمل الجميع في خدمة الوطن داخل الدولة وخارجها من خلال المساعدة في بناء المنازل المهدمة نتيجة الكوارث الطبيعية أو الخدمة العامة في معسكرات اللاجئين في الوطن العربي وخارجه (أنا ودوني فنزويلا) بهذا التجنيد التطوعي سوف تحقق الدولة العديد من الفوائد، على رأسها إحساس المواطن الذي لا تنطبق عليه شروط التجنيد العسكري أنه لا يزال يخدم الوطن، ولكن في مجال جديد اسمه الخدمة المجتمعية داخل الدولة وخارجها، وهذا يخلق وعياً في المجتمع عن أهمية هذا الدور، وأيضاً تعريف العالم بشباب الإمارات ما فوق الثلاثين وخدمتهم التطوعية في مساعدة شعوب العالم، بالإضافة إلى توافر كوادر مواطنة تعمل من دون (تكاليف إضافية)، ويكفي إحساس هؤلاء المواطنين بأنهم يمثلون الوطن بمستوى لا يقل عن التمثيل العسكري، ويخلق أجيالاً عاشت في دولة الرفاه، إلا أنهم على استعداد لخدمة الوطن ونزع ثوب الرفاهية عنهم وخدمة وطنهم في المجالات كافة، ولكن نحتاج إلى مبادرة حقيقية من قبل المؤسسات لدعم هذا المشروع. سوف نجد البعض يتحمس لهذه الفكرة ولكن للأسف لا تخرج خارج عقله، فما فائدة فكرة في ذهن شخص واحد؟ إذا لم يحملها شخص واثنان وثلاثة إلى الجهات المعنية ومتخذي القرار وعرضها عليهم لعمل في البداية نموذج من المتطوعين للعمل في الخدمة المجتمعية في الفلبين وبنجلاديش أو على الحدود السورية واللبنانية أو حتى الأوروبية والأميركية أو صيانة المساجد والمنازل والمباني داخل الدولة ودراسة هذه التجارب والعمل على تطويرها في السنوات القادمة. بفضل الله سبحانه وتعالى وقيادتنا الرشيدة، أصبحت الإمارات أكثر دول العالم تبرعاً ومساهمة في مساعدة الشعوب الأخرى في الكوارث والأزمات، فلماذا لا يكون هذا التطوع (أسلوب حياة) يمارسه من هو فوق الثلاثين في خدمة الوطن ومساعدة الشعوب الأخرى وسوف تنخفض عندنا أمراض مثل الضغط والسكر والروماتيزم نتيجة الترهلات التي اكتسبها الإماراتي نتيجة التطور المدني... هذا نداء من شباب في الأربعينات والخمسينات يطالبون بعمل مبادرة وطنية بمفهوم الخدمة الوطنية العسكرية نفسه، ولكنها خدمة وطنية مدنية ترفع رأس المواطن وتجعله يشعر بأنه عنصر لا يزال فعالاً ولا يعيش على الهامش. خليفة الرميثي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©