الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بوش في بغداد: المستقبل بين أيديكم

بوش في بغداد: المستقبل بين أيديكم
14 يونيو 2006
بغداد - حمزة مصطفى ووكالات الأنباء:
فاجأ الرئيس الاميركي جورج بوش أمس وزراء إدارته بمغادرة كامب ديفيد إلى بغداد حيث شارك شخصيا مع الحكومة العراقية في الجزء الثاني من الحوار الاستراتيجي حول المرحلة المقبلة، وقال مخاطبا رئيس الوزراء نوري المالكي الذي أعلم بوصوله قبل 5 دقائق فقط من اللقاء 'إن مستقبل العراق بين أيديكم والقادة الجدد والولايات المتحدة ستبقى إلى جانبكم تقدم المساعدة··وعندما تعطي أميركا كلمتها فإنها تحافظ على كلمتها'· فيما رد المالكي قائلا : 'نحن مصممون على النجاح ويجب علينا أن نهزم الإرهابيين ونهزم كل الصعوبات'·
وقال بوش في لقاء ضم عبر دائرة تلفزيونية مغلقة عددا من وزراء حكومته المجتمعين في كامب ديفيد إنه من مصلحة أميركا أن ينجح العراق وانه أعجب مما رآه من المالكي وأعضاء حكومته، وأضاف متوجها إلى المالكي 'أقدر إقراركم بأن مستقبل بلادكم بات بين أيديكم وأنا على ثقة في أنكم ستنجحون في حال قدمنا لكم الدعم الملائم··لم آت الى هنا فقط للالتقاء بكم شخصيا وإنما جئت لأقول لكم أيضا إن أميركا عندما تعطي كلمة تفي بها وأنا على ثقة في أنكم ستنجحون'·
أما المالكي فقال من جانبه إن حكومته مصممة على النجاح والانتصار على الارهاب بمساعدة الولايات المتحدة، وقال 'نحن مصممون ويجب علينا أن نهزم الإرهابيين ونهزم كل الصعوبات وبإذن الله ستنتهي كل المعاناة وسيعود كل الجنود إلى بلادهم مع عرفاننا لكل ما قدموه من تضحيات··نحن في هذه الحكومة المتعددة التمثيل والتي تم اختيارها بالإرادة الوطنية لا بد أن ننتصر على الإرهاب ويدعمنا في ذلك الشراكة التي بيننا وبين القوات المتعددة··النجاح بالنسبة لنا قطعي والهزيمة بالنسبة للإرهاب والذين يريدون أن يعرقلوا العملية السياسية حتمية'· فيما قالت مصادر عراقية حضرت المحادثات إن بوش أبلغ المالكي ان تدخل ايران في العراق يجب أن يتوقف·
وكان دان بارتلت مستشار بوش أعلن أن عددا محدودا فقط من المسؤولين كان على علم بزيارة بوش وهي الثانية من نوعها، وقال ان الرئيس الاميركي كان يريد زيارة العراق فور تعيين آخر وزيرين في الحكومة الدائمة قبل أقل من أسبوع، مشيرا إلى أنه لأسباب أمنية لم يتم إبلاغ الحكومة العراقية بالزيارة حيث لم يبلغ المالكي إلا قبل 5 دقائق من الالتقاء ببوش، كما لم يتم إبلاغ العديد من الوزراء الأميركيين بالأمر باستثناء نائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وزوجته لورا·
وقال المالكي لبوش عقب وصوله إلى مقر السفارة الأميركية 'إنني سعيد لرؤيتك'، فرد بوش وهما يتصافحان 'شكرا لاستضافتي'· وكان مسؤولون طلبوا من المالكي ووزرائه الاجتماع في مقر السفارة للمشاركة في الدائرة المغلقة المقررة من كامب ديفيد· فيما ترك بوش الاجتماع مع إدارته فجأة وقطع نصف العالم في الطائرة وصولا إلى بغداد حيث هبطت طائرته وسط حراسة أمنية مشددة، ثم صعد بسرعة إلى مروحية من طراز 'بلاك هوك' حلقت لمدة ثماني دقائق باتجاه 'المنطقة الخضراء'·
وكان بوش أعلن في ختام الجزء الأول من الحوار الاستراتيجي في كامب ديفيد أنه لن يسحب أي قوات من العراق من دون التأكد من أن القوات العراقية قادرة على الحلول مكانها وأنه ينتظر في هذا الشأن تقييما جديدا يتضمن توصيات من جانب القادة الاميركيين على الارض· مشيرا إلى أن القوات الأميركية ينبغي أن تبقى في الوقت الراهن للمساعدة في تحقيق الأمن·
ورفض بوش الالتزام بجدول زمني لخفض القوات، وقال إن حكومة المالكي هي الآن مسؤولة وهذه بلادها، وأشار إلى وضع خليفة الزرقاوي والذي يدعى أبو حمزة المهاجر على لائحة الأشخاص الملاحقين· فيما رد زعيم 'القاعدة' الجديد في العراق بتوعده بالثأر من الأميركيين والحكومة العراقية ولا سيما الوزراء الشيعة· ودعا بوش أيضا الدول المجاورة للعراق إلى بذل مزيد من الجهود لمساعدة الحكومة العراقية الجديدة والتي حضها على استخدام النفط أداة لكسب ثقة العراقيين·
وأعلن زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي جون بونر عن مناقشة ستجرى غدا الخميس حول العراق تستند إلى مشروع قرار يؤكد رفض النواب أي جدول زمني للانسحاب، كما وافق على تخصيص مبلغ 94,5 مليار دولار كتمويل إضافي للحروب في العراق وأفغانستان· في وقت تحسنت شعبية بوش قليلا بعد مقتل الزرقاوي بارتفاعها نقطتين الى 38 بالمئة·
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع العراقية أن أكثر من 40 ألف جندي عراقي وأميركي سيطبقون اعتبارا من السادسة صباح اليوم الخطة الاستراتيجية لحماية أمن بغداد والتي تحمل اسم 'التقدم للأمام معا'· وأوضح المالكي أن الخطة ستكون طويلة وقاسية جدا مع الإرهابيين وقال 'لا رحمة مع من لا يرحم الشعب العراقي'، وأضاف أن الخطة ليست عملية ضربة وإنما تأمين مداخل ومخارج العاصمة ومنع حمل السلاح ونشر السيطرة ومنع التجول من التاسعة مساء وحتى السادسة صباحا· وحث أجهزة الاعلام على تهيئة المناخ الإيجابي للعملية، قائلا إن خطة تأمين بغداد سيكون لها جو إعلامي إنساني إضافة إلى جوها الأمني العسكري، محذرا إياها من مغبة الترويج للإرهاب ومؤكدا ان قانون مكافحة الإرهاب الذي سيدخل حيز التنفيذ قريبا سيطال الكثير من الممارسات الاعلامية·
كما اشار المالكي الى ان هناك خططا بشان البصرة وديالى والانبار لمعالجة الوضع الأمني والإنساني هناك، مشيرا إلى أن عمليات الدهم لبؤر الإرهاب ستكون ضمن السياق الطبيعي· في وقت قال قائد قوات حفظ النظام في وزارة الداخلية اللواء مهدي الغراوي إن العملية التي أطلق عليها اسم 'التقدم للامام معا' تتضمن أعمال دهم وتفتيش ومطاردة في مناطق الأعظمية والدورة والغزالية والعامرية والجهاد والشعب والصليخ· أما مدير غرفة عمليات وزارة الدفاع اللواء عبد العزيز محمد فقال ان الخطة ستشمل زيادة في عدد ساعات حظر التجول، وطلب من المدنيين الامتناع عن حمل السلاح في الشوارع، وقال 'يمنع حمل السلاح في اي مكان من قبل المدنيين ويسمح بذلك فقط لقوات الأمن·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©