رؤساء ومسؤولون دوليون يدعون إلى تعزيز الجهود العالمية لمواجهة تحديات المناخ والطاقة

أكد رؤساء دول ورؤساء حكومات ومسؤولون دوليون خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل أمس، أهمية القمة في دعم وتطوير مشاريع الطاقة المتجددة على مستوى العالم، موضحين أن الإمارات وأبوظبي أصبحت تلعب دورا مهما ومحوريا في هذا المجال. ودعا عدد من المتحدثين في الجلسة الافتتاحية للقمة إلى تعزيز الجهود الدولية في مواجهة تغير المناخ وتوفير مصادر بديلة للطاقة، مؤكدين أن تحديات الطاقة المتجددة كبيرة للغاية ولا يمكن لأي دولة أن تواجهها بمفردها. وقال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، إن القمة العالمية لطاقة المستقبل أصبحت خلال السنوات الأربع الماضية من الأحداث المهمة على مستوى العالم، مؤكدا أن الإمارات وأبوظبي أصبحت تعرف عالميا كمركز للطاقة المتجددة. وأشار بان كي مون إلى طموحات أغلب الدول بتطبيق استخدام الطاقة النظيفة للحد من انبعاث الكربون الذي يزداد بنسبة 40%. وذكر أن القمة الماضية شهدت وضع خطط كثيرة لآليات التعاون بهدف نشر الطاقة النظيفة، مشيرا إلى وجود العديد من المحطات التي تم بناؤها حديثا ورصدت ميزانيات في هذا الاتجاه. وأشار بان كي مون إلى أهمية الاستثمارات الحكومية والخاصة في هذا المجال، داعيا إلى ترشيد الاستهلاك الحكومي ووضع حوافز للاستثمار في مجال الطاقة النظيفة على مستوى جميع الدول، مشيرا إلى أنه سيتم تخصيص ميزانيات مهمة خلال السنوات العشر المقبلة للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة. وأضاف بأن الأمر لم يعد حكرا على دول دون أخرى، حيث يوجد أكثر من 30 ألف شخص في كينيا على سبيل المثال يستخدمون الطاقة الشمسية. من جانبه، قال فخامة الرئيس اولافر راجنر جريمسون رئيس آيسلندا إن أبوظبي قدمت مثالا يحتذى للمناقشات الملحة في مجال الطاقة النظيفة، رغم أنها بلد غني بالوقود الإحفوري. كما أوضح أن أبوظبي تدرك أن النفط سوف ينفذ، بما يخلق ضرورة البحث عن بدائل أخرى، مشيرا إلى أن التعاون في مجال الأبحاث مع أبوظبي أثبت أن هناك إمكانية لاستخدام أنظمة تكييف تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أن آيسلندا تنتج احتياجاتها الكهربائية الضرورية كاملة من مصادر الطاقة النظيفة. من جانبه، قال معالي جوزيه سقراط جرفالهو رئيس وزراء البرتغال إن الطاقة المتجددة هي مفتاح التصدي لمحاربة تغير المناخ، موضحا أن البرتغال من الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة بفضل الاستثمارات الكبيرة في هذا القطاع. وأوضح أنه يمكن الوصول إلى نتائج أفضل في حال تكاتفت الجهود الدولية، مؤكدا أن الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة ليس طويل الأمد فقط، حيث استطاعت البرتغال خلال الست سنوات الماضية توفير 32% من إجمالي الطاقة المستهلكة من مصادر نظيفة محققة أقل مستوى من الانبعاث الكربوني. وأضاف «لدينا أكبر ألواح للطاقة الشمسية بطاقة 45 ميجاوات، إضافة إلى برامج طموحة فيما يتعلق بطاقة الرياح، وبفضل ذلك تواجدت فروع لكبريات الشركات الاستثمارية في هذا المجال». من جهتها، قالت فخامة الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنجلاديش أن 30 مليون شخص معرضون للكوارث الطبيعية بسبب تغيرات المناخ، مؤكدة أن أبوظبي مدينة رائدة في مجال الطاقة المتجددة، حيث أصبحت مبادرة مصدر نموذجاً يحتذى. ومن ناحيته، قال معالي نيكولاس جيرولي رئيس وزراء جورجيا في كلمته خلال القمة إن تحديات الطاقة المتجددة كبيرة للغاية ولا يمكن لأي دولة أن تواجهها بمفردها، موضحا أن جورجيا يمكن أن تلعب دورا مهما في هذا المجال، حيث إن 90% من استهلاك الطاقة لديها يأتي من مصادر طاقة خضراء نظيفة. ومن جانبها، شددت صاحبة السمو الملكي الأميرة فيكتوريا انجريد اليس ديزيريه ولية عهد مملكة السويد على ضرورة أخذ تدابير فعالة لمواجهة تحديات المناخ من خلال تضافر الجهود الدولية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، مؤكدة أن السويد لديها أعلى إنتاج للطاقة النظيفة على مستوى الاتحاد الأوروبي. وأشارت فيكتوريا إلى إمكانية الاستفادة من ارتفاع الحرارة في الإمارات في تطبيقات الطاقة الشمسية، مطالبة بالعمل بشكل متوازن لتقليص الهوة بين المجتمعات، وإدخال مستثمرين جدد من القطاعين العام والخاص ونشر الوعي بين السكان بأهمية هذا التحول لضمان مستقبل أفضل. كما قال صاحب السمو الملكي جيوم جان ماري جوزيف ولي عهد لوكسمبورج «إن الحصول على الطاقة عنصر أساسي للرعاية الصحية والحصول على ظروف معيشية جيدة، لذا ينبغي على الدول المصنعة المساهمة في توفير الطاقة النظيفة للشعوب الفقيرة من خلال منح ومساعدات للحد من التلوث، مؤكدا أهمية احترام الالتزامات الدولية في هذا المجال.