الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فهد المعمري: منهاج تربوي إمارتي قاعدته الدين والأخلاق

فهد المعمري: منهاج تربوي إمارتي قاعدته الدين والأخلاق
15 يوليو 2014 00:42
محمد عبدالسميع (الشارقة) في إطار الأمسيات المخصصة لإحياء الموروث الشعبي التربوي والديني المحلي، وضمن فعاليات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية التي خصصت لترسيخ الثقافة الاسلامية النابعة من الموروث العربي الاسلامي. احتضنت قاعة الكتاب بمركز اكسبو الشارقة يوم الأحد الماضي، فعاليات «ملتقى التحميدة «. برنامج الملتقى الذي حاز على حضور واهتمام من الجمهور اشتمل على محاضرة بعنوان «شعر التحميدة ودوره في تربية الطفل الإماراتي» للباحث فهد المعمري، وتجسيد حي لطقوس احتفالات التحميدة من خلال أداء القصائد والاهازيج الشعبية المخصصة للاحتفاء بحافظ القرآن الكريم، شارك فيها رائدون في مجال الموروث الشعبي عبيد بن صندل، وسلطان بن غافان، وجمع كبير من أطفال وفتيات بيت الألعاب الشعبية بالشارقة. حيث تزين الأطفال والفتيات خلال أدائهم للأهازيج الدينية معبرين عن فرحتهم واحتفائهم بالطفل الذي ختم حفظ القرآن الكريم. في البداية أشار المعمري إلى أن «التحميدة « طقس له رونقه وبهاؤه، كان عيدا للجميع لخاتم القرآن وللطلبة وللمطوّع ولأهالي المنطقة، فعندما يكمل أحدهم حفظ القرآن كاملا، يقال له ختم القرآن، وهنا تقام له حفلة مجتمعية يشارك فيها الطالب الذي ختم القرآن حفظا، والطلبة الذين معه والمطوّع الذي قام بتعليمهم القرآن الكريم. وقدم المعمري لمحة موجزة عن تاريخ التعليم قديماً (المطوع أو المطوعة في الإمارات)، تناول فيها نظام التعليم وشخصية المطوع أو المطوعة، والأجر المدفوع عند التسجيل، وساعات العمل ونظام دوام الطلبة. وأشار المعمري إلى أن حفظ الطلبة للقرآن الكريم كان يبدأ بالسور القصار أي بجزء عم ويبتدؤون بسورة الناس ثم الفلق، ثم الإخلاص وهكذا. ويسمى هذا الانتقال من سورة إلى سورة «التغييب»، ويقصدون أن الطالب غيّب أي انتقل من سورة إلى أخرى، أو من جزء إلى جزء آخر، ومن هنا جاء المثل القائل «يوم الخميس اللي ما يغيّب يخيس» أي يفوته الشيء الكثير. وقال المعمري الطقوس المجتمعية المتبعة في احتفالات «التحميدة « هو طواف كافة أطراف العملية التعليمية بالطالب أو الطالبة على بيوت الحي الذي يسكنونه ويستمر هذا الطواف مدة أسبوع كامل، يخرج الأولاد والبنات في ثياب جديدة ويحمل طلبين، كل واحد منهما كيس (مزماة) لجمع الأعطيات، التي سوف يأخذونها من أصحاب البيوت. وهذه الهبات والعطايا تذهب كلها للمطوع أو المطوعة. وذكر المعمري أن حفلة خاتم القرآن لا تزيد على أربع ختمات طيلة العام الدراسي الذي يستمر ثمانية أشهر. وأضاف: جاء اسم «التحميدة « من القصائد التي يقرأها النساء أو الرجال، أما «التومينة « فجاءت في لفظة «أومين» بضم الهمزة وهي ترديد للطلبة بعد كل بيت، فمثلاً يقول صاحب التحميدة الحمد لله الذي هدانا، فيقول الطلبة: أُومين، للدين والإسلام اجتبانا، فيرددون « أُومين» ، وهكذا. وأشار المعمري إلى أن هذا الإرث الديني والعقائدي والأخلاقي باق إلى يومنا هذا. ولم تكن التحميدة والتومينة مجرد طقس أو احتفال عابر للفرحة واللهو، وقضاء الوقت، وإنما كانت ذات أبعاد سامية، فقد رسخت في نفوس الأولاد والبنات أهمية حفظ القرآن الكريم، وختمه، وما هو الجزاء الحسن الذي يناله خاتم القرآن، كما كانت للتحميدة والتومينة مبادئ سامية، وهي رفع درجة الثقة في خاتم القرآن بأن له تقديرا وأهمية بين أفراد المجتمع، كما زرعت فيه حب النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أغلب القصائد كانت تتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبذلك ينشأ البنات والفتيان على ما عودوا عليه. وأكد المعمري أن حفظ القرآن له مردوده الإيجابي في نفوس الأبناء فمن خلاله يتعلمون الحكايات والعبر، ويتعلمون اللغة والحروف والمعاني والكلمات، وتتجمع لديهم حصيلة لغوية ومعرفية وقيم إنسانية وسلوكية تساهم في تقدم ونهضة المجتمع وحمايته. ومما لا شك فيه أن هذه القيم والمعاني لها أثرها على الطفل عندما يصل إلى مرحلة الشباب ودورها في إنشاء جيل واع مثقف. وقد شهد برنامج الملتقى أداء جماعي لبعض القصائد والأهازيج الدينية المعروفة في المجتمع الإماراتي أداها بصحبة البنات والأولاد كل من عبيد بن صندل، وسلطان بن غافان، اللذين أكدا دور التحميدة كعنصر مهم من عناصر الثقافة التراثية الوطنية، وهي نهج ومنهاج، وتمثل آلية أساسية من آليات التربية المهمة في تنشئة جيل واع مدرك لمفهوم الإسلام وقيمه. إضافة إلى دورها في حماية وحفظ المفردة الإماراتية التي هي جزء من الهوية والشخصية الإماراتية. معرض تاريخ تدوين القرآن الكريم تشارك إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، بأنشطة فنية متنوعة في فعالية «رمضان الشارقة»، حيث يوجد في جناحها «زاد العيون» 47 معرضاً فنياً، روعي في معظمها التعبير عن الثقافة الإسلامية من خلال الفنون الإسلامية المعاصرة والكلاسيكية. من ضمن هذه المعارض معرض «تاريخ تدوين القرآن الكريم»، الذي جاء بالتنسيق بين إدارة الفنون والمنتدى الإسلامي بالشارقة. يهدف المعرض إلى تقريب المعلومات القرآنية، وتحويلها إلى نماذج ملموسة وصور فنية توضيحية، خاصة في الجانب المتعلق بتدوين القرآن الكريم، فهذا المعرض يبرز الجهود المبذولة منذ عصر النبوة في خدمة القرآن الكريم، والعناية بالمصحف الشريف تاريخياً من خلال التسلسل الزمني والتاريخي والكيفي لتدوين القرآن الكريم في العصرين النبوي والراشدي. من المعروضات التي يشاهدها الزائر في هذا المعرض، صور ونماذج من الأدوات التي دوّن عليها القرآن مثل العسب والرقاع وعظام الأكتاف وغيرها، صور ونماذج من الأدوات التي كتبت بها المصاحف، صور ونماذج من الرسم القرآني قبل نقط المصحف وتجويد الخط، صور ونماذج من مصاحف الصحابة الأولى قبل تدوين المصحف الإمام، صور ونماذج من المصحف الإمام، صور من الخطوط التي خط بها المصحف قديماً (الخط الكوفي والثلث والنسخ)، صور تبرز فن التذهيب القرآني، أشهر الطبعات المبكرة للمصحف الشريف، أشهر الخطاطين للقرآن قديما، شجرة علوم القرآن. وبذلك يحقق هذا المعرض هدفه في تعريف الزائرين على هذا الجانب الهام من الثقافة الإسلامية، بجانب معارض أخرى في تحقيق الهدف ذاته مثل معرض «مسكوكات إسلامية من مقتنيات عبدالله المطيري» ـ الإمارات، معرض معبر الحضارات - دبي، «مقتنيات من الشرق الإسلامي» إنليبرس - النمسا، ومعرض «صرح الحاضر- جامع الشيخ زايد الكبير». (الاتحاد - الشارقة)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©