الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيصل الحوسني: طوّرت مواهبي ومارست هواياتي بعد تقاعدي

فيصل الحوسني: طوّرت مواهبي ومارست هواياتي بعد تقاعدي
1 فبراير 2010 21:32
التقاعد المبكر له عديد من المزايا رغم ما قد يصاحبه من انخفاض في دخل الفرد لاختلاف ما يحصل عليه من راتب شهري بعد التقاعد عما كان يأتيه شهريا وهو على رأس عمله. فبعد أن قضى فيصل الحوسني نحو 18 عاما في العمل بالقوات المسلحة تقاعد في نهاية العام 2005 إثر حدوث إصابة منعته من استكمال رحلة العمل.. لكنه يرى المزايا نابعة من توافر مساحة من الوقت كافية لتحقيق كثير من الأمنيات التي طالما كان يحلم بها وأعاقته مشاغل العمل عن تحقيقها، إضافة إلى إمكانية العمل في مجالات جديدة تكون مصدر دخل جيد، وخبرة مضافة. لم يخطط فيصل الحوسني لما يجب عليه فعله إبان التقاعد، كونه لم يكن يتوقع ما حدث له وخروجه من الخدمة وهو لا يزال في مقتبل العمر. لكنه استطاع بالجهد والمثابرة تدبر أموره، وكذلك تنمية مواهبه وممارسة هواياته -بحسب ما يقول- لئلا ينغلق على نفسه. يقول: “أصابتني الحيرة والتردد بعد تقاعدي في اختيار النشاط المفترض الدخول فيه وواجهت بعض الصعوبة، كوني بعيدا عن سوق العمل ومتطلباته. لكنني سعيت إلى البحث عن عمل إلى أن التحقت بإحدى شركات المقاولات مدة 4 أشهر، غير أن الشركة نفسها أوقفت نشاطها فبقيت نحو عام دون أي عمل انتظامي، ثم كانت الفرصة لاستثمار الوقت في بيع وشراء واستبدال السيارات، خاصة أنه لدي معرفة كاملة بعالم السيارات. وفي العام 2007، عملت موظفا إداريا في إحدى المجموعات الاقتصادية في أبوظبي، ولكن بعد فترة انتقل نشاط الشركة إلى دبي، ولذا لم أتمكن من الاستمرار في عملي الجديد لصعوبة توفير مسكن ملائم لعائلتي المقيمة في أبوظبي”. تجارة السيارات عاد الحوسني مجددا إلى تجارة السيارات، إلى أن وجد وظيفة مندوب علاقات عامة في شركة كبرى من شركات السيارات، يقول: “لا زلت على رأس عملي في تلك الشركة إلى الآن، خاصة أنني سبق أن حصلت على دورة في التسويق عام 2006، وأيضا دورة في الطباعة من أحد المراكز التعليمية في أبوظبي، وهو ما ساعدني كثيرا في عملي الجديد”. وبالنسبة للهوايات فصار لديه متسع من الوقت لممارستها، يوضح قائلا: “أهم تلك الهوايات: الزراعة، حيث أقضي ساعات طوال في مزرعة مملوكة لأحد أصدقائي، وصار عندي معلومات كثيرة عن عالم الزراعة، إلى الحد الذي جعل المقربين مني يتعاملون معي وكأنني خبرة في عالم النباتات، و لذا أحرص على وجودي مع العمال في المزرعة وتوجيههم، إلى أفضل أساليب زراعة هذا النبات أو ذاك”. وعن علاقته بالأصدقاء في هذه المرحلة الجديدة من حياته، بيّن، أنه من الطبيعي أن تنحصر علاقته بأصدقاء العمل القدامى في أقل القليل، نظرا لانشغالهم في أعمالهم، فضلا عن البعد المكاني بينهم. وفيما يخص عائلته يوضح الحوسني: “أتاح لنا التقاعد الجلوس فترات أكبر إلى أبنائي، وتقوية علاقتي بهم، خصوصا أنهم جميعا لا يزالون في سنواتهم المبكرة ويحتاجون إلى مزيد من الرعاية والاهتمام، حتى تتم تنشئتهم بالشكل الذي يتوافق مع ما نريده لهم من اتباع تعاليم الدين الإسلامي والتقاليد التي نشأنا عليها جميعا”. أسفار وبلدان يضيف الحوسني مشيرا إلى هواياته: “كوني أحب الانطلاق والحركة والنشاط، وبشيء من تنظيم الوقت استطعت أن أسافر إلى كثير من البلدان وعملت جولات سياحية، وهي رغبة قديمة كنت أتوق إلى تحقيقها في الوقت المناسب حيث زرت كل دول الخليج وأكثر ما أعجبني فيها مدينة صلالة في سلطنة عمان، لما فيها من جبال تكسوها الخضرة في فصل الصيف، كما أن الجبال ترتفع حتى تخترق السحاب في شكل رائع قل أن يندر وجوده في منطقتنا العربية، ولفت نظري أيضا في السعودية وجود مجموعة من الأنفاق رائعة التصميم، وتشي عن ذوق وجمال كبيرين تمت مراعاتهما خلال إنشاء تلك الأنفاق”. يسترسل قائلا: “كما زرت مصر وأروع ما اكتشفه فيها مدينة شرم الشيخ، فهي منطقة من أجمل مناطق الأرض من حيث الطبيعة والهدوء، فضلا عن رحلات الغوص الممتعة في أعماق البحر الأحمر هناك، والتلذذ برؤية مخلوقات وكائنات بحرية متنوعة وذات جمال خلاب وساحر. أما عن أوروبا، فلم أزر إلا ألمانيا، وأدهشني النظام غير العادي الذي يغلف كل مظاهر الحياة، غير أن المشكلة التي واجهتني هناك، هو إصرار الشعب الألماني على التحدث باللغة الألمانية التي لا أجيدها وإعراض الناس هناك عن التحدث إلى الزائرين والسائحين باللغة الإنجليزية، باعتبارها اللغة الأولى في العالم والتي يجيدها مثل معظم السائحين”. أما أهم ما تحصل عليه الحوسني من وراء جولاته السياحية تلك، فيقول: “رؤية الشعب والدول الأخرى جعلتني أدرك المقدار الكبير لوطني ومدى الرقي العمراني والحضاري الذي نحيا فيه نحن أبناء الإمارات، وهي نعمة يغبطنا عليها كثير من الأفراد على مستوى العالم”. عاشق البحر في سياق مواز، يوضح الحوسني، أن الصيد وركوب البحر من الهوايات الجميلة التي صار يمارسها ويستمتع بها في هذه المرحلة المميزة من حياته، يقول: “أنا عاشق للبحر وأخرج كثيرا مع أصدقائي في رحلات صيد قد تمتد إلى يوم كامل في عرض البحر، وطول زمن الرحلة يرتبط بمدى قوة الطراد، وأيضا يرتبط بمعرفة أصدقائي البحر، فكلما كان لديهم خبرة أكبر، شجعنا هذا على البقاء في عمليات الصيد”. ويلفت إلى أن أفضل الأماكن للصيد، التي يرتادها هو وأصدقاؤه، تتمثل في منطقة الطويلة، والضبعية التي تقع على طريق المرفأ، فضلا عن ميناء زايد. ومن أطرف المواقف التي واجهته هو وأصدقاؤه في رحلات الصيد تلك يقول: “كنا في الطريق البحري الذي يربط دبي وأبوظبي، وفي أثناء الرحلة حدث عطل مفاجئ للطراد، واستمر نحو 10 ساعات كاملة، وكنا في انتظار أي من الأصدقاء ليقوم بنجدتنا، بعد أن اتصلنا به، وكان على اتصال بنا بأنه سوف يجئ، غير أن هناك أمورا كانت تأتيه وتعطله عن المسارعة لنجدتنا، وكان الخطأ البالغ مني أنا وأصدقائي الذين تعطل بنا الطراد، هو عدم المسارعة بإبلاغ خفر السواحل، ظنا منا بأن الأمر لا يستحق، ولكن بعد مرور الساعات الطوال علينا في عرض البحر، ومجئ صديقنا في وقت متأخر لنجدتنا، شعرنا بالندم الشديد على عدم اتصالنا بخفر السواحل، كون ذلك يخلصنا من هذه المشكلة في أسرع وقت، بدلا من الترقب والانتظار وما يصاحبهما من خوف وقلق مما قد يحدث لنا”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©