الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مرعي الحليان يقدم صياغة جديدة لـ «ليلى والذيب»

مرعي الحليان يقدم صياغة جديدة لـ «ليلى والذيب»
15 يوليو 2014 00:44
عصام أبو القاسم (الشارقة) شهد مسرح معهد الشارقة للفنون المسرحية مساء أمس الأول عرضاً لمسرحية الأطفال «ليلى والذيب» من تأليف وإخراج مرعي الحليان، وبمشاركة مجموعة من الممثلين والممثلات الصغار، وقدمت المسرحية، التي أنتجها مسرح رأس الخيمة في إطار البرنامج المسرحي المصاحب لمهرجان «رمضان الشارقة الثقافي»، الذي تنظمه جهات حكومية عدة احتفالاً بالشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014، وذلك بحضور أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة، وعدد من الفعاليات المسرحية والثقافية، إلى جانب الأطفال. وأدخل الحليان بعض التعديلات الطفيفة لحكاية الأطفال المعروفة بـ«ليلى والذئب» أو «الفتاة ذات الرداء الأحمر»، التي قدمت سرداً في كثير من الأحوال، وعرضت في مرات أقلّ هنا أو هناك. القصة التي تنسب إلى الكاتب الفرنسي شارل بيرو تصور لقاء ليلى بالذئب، فيما كانت في طريقها من بيت عائلتها إلى بيت جدتها، إذ طلبت منها أمها أن تأخذ الطعام إلى بيت جدتها المجاور، ونبهتها من أن تنتبه في الطريق ولا تكلم الغرباء، ولكن ليلى ترى الذئب في الطريق فتشعر بالرعب، بيد أن الذئب حاول خداعها، وطلب منها أن تلعب معه؛ لكنها رفضت عملاً بتحذير أمها، متعللة بأنها مستعجلة للوصول إلى بيت جدتها. وما علم الذئب نهاية مشوارها حتى سبقها إلى منزل الجدة، وحين رأته الأخيرة أصابها الهلع واختبأت منه، وحين بلغت ليلى بيت جدتها كان الذئب قد أخذ هيئة الجدة ورقد في فراشها ولم تنتبه له ليلى إلا بعد أن كاد أن يمسك بها حين اقتربت من الفراش لتكلم من ظنت أنها جدتها. وتتابعت القصة إلى أن استنجدت الصغيرة بالحطاب فجاء وقتل الذئب وانقذها وجدتها. ولكن المؤلف والمخرج الحليان لم يشأ أن يغلق قوس عرضه على هذا النحو فهو زاد على اعتماده العامية الإماراتية بأن جعل من الذئب كائن يمكن ترويضه وتخليصه من طباعه الشريرة؛ فبعد أن تعاون الراعي وأغنامه وليلى على إنقاذها من البئر التي ألقاها بها الذئب وقفت الجدة ضد فكرة القضاء على الذئب ودافعت عنه في وجه الراعي وليلى والأغنام، وراحت تحاول تهذيب الحيوان الشرس الذي يضرب به المثل في الضراوة والغدر ومضت لحظات العرض، ورأينا كيف أن الجدة تنجح في تحويل الذئب إلى كائن لطيف وأليف وتعلمه قيم الإخاء والتعاون والمشاركة. واجتهد الحليان لتأكيد رؤية عرضه، وتوسط بموسيقى وألحان عادل خزام، كما اعتمد على التكوينات الأدائيّة الرشيقة والخفيفة التي رسمتها «عبير وكيل» لإضفاء أبعاد سمعية وبصرية مؤثرة على عمله وهو انفتح بالقصة على ما يوحي بالواقع الجديد الذي فرضته ثورة التكنولوجيا، إذ كان لجهاز الحاسوب دوره الحاسم في مجريات العرض، فبعد أن يتحول الذئب الصغير إلى عضو في عائلة ليلى وجدتها والراعي وأغنامه يثير ذلك كبير الذئاب فيشن حملة عليهم ويظفر بصغير الأغنام، ولكن ليلى تستعين بحاسوبها لرسم جدار كهربائي يحميهم من هجمات الذئاب وذلك بعد استردادهم للصغير. يثير العرض أسئلة عدة، لعل أهمها السؤال الذي يمكن أن نصوغه كالتي: أيخلق الكائن الحي - ليس الإنسان فحسب - شريراً أو خيراً، أم أنه يتربى على ذلك؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©