الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العالم يخسر مثقفين من العيار الثقيل

2 يناير 2011 14:47
على الصعيد العالمي لم تكن الحال، فيما يخص الفقدان ورحيل المبدعين، أفضل من العالم العربي، فقد فقدت الثقافة العالمية أيضاً مجموعة من مثقفيها وكتابها الكبار. ويبدو أن الثقافة يوماً بعد يوم تخسر قلاعها وتودع طرازاً من المثقفين يصعب إنجازهم في زمن العولمة والـ «تيك اوي» وتوابعها من الأنماط الاستهلاكية. ومع تفحص حجم الاقبال على وسائل الترفيه الأخرى التي لا علاقة لها بالثقافة الرصينة او المعرفة الدقيقة، يتضح كم أن العالم يخسر على المستوى الثقافي. بالطبع بين الراحلين مثقفين وروائيين من العيار الثقيل... ولا يأتي ترتيبهم في هذا الحصاد إلا لاعتبارات تاريخ الرحيل تبعاً لما جرت عليه العادة. أول الراحلين من المبدعين والمفكرين الأجانب كان الأديب الأميركي جيروم سالينجر الذي رحل عن عالمنا في 10 أبريل 2010 ليترك بوفاته تلك العزلة الاختيارية التي عاش فيها بعيداً عن العالم لفترة طويلة من حياته. ولتظل روايته «الحارس في حقل الشوفان» من أكثر الروايات قراءة. وفي أبريل 2010 أيضاً توفي الروائي الأرجنتيني توماس مارتينيز والذي يعد واحداً من أشهر المؤلفين المعاصرين في الأرجنتين بعد معاناة من مرض السرطان. ورحل في أبريل 2010 أيضاً مؤلف الروايات البوليسية ديك فرانسيس الذي اشتهر برواياته البوليسية التي تستند إلى سباق الأحصنة، تاركاً وراءه أكثر من 40 رواية حققت نجاحاً باهراً. نصير العرب في 18 يونيو 2010 رحل واحد من أهم الروائيين المعاصرين وهو خوسية ساراماغو الروائي البرتغالي الشهير الحائز على نوبل للآداب في 1998. وكان ساراماغو أثار الجدل برواياته العديدة والتي منها: الطوف الحجري، كل الأسماء، الدفتر، وبرحيله يفتقد العالم أحد ابرز المبدعين في فن الرواية ويفتقد العرب تحديداً واحداً من المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني. فقد زار مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وقارن الوضع في فلسطين بمعسكر اوشفيتز الذي انشأته المانيا النازية. أصدر ساراماغو روايته الأولى أرض الخطيئة عام 1947 وتوقف عن الكتابة ما يقرب العشرين عاما ليصدر عام 1966 ديوانه الشعري الأول قصائد محتملة. كما أصدر نحو عشرين كتابا ويعتبره النقاد واحدا من أهم الكتاب في البرتغال بفضل رواياته المتعددة الأصوات والتي تستعيد التاريخ البرتغالي بتهكم دقيق قريب من الاسلوب الذي اعتمده فولتير. وفي 12 أغسطس 2010 توفي الكاتب والمخرج السينمائي والنحات وعالم الانثروبولوجيا الشهير روي دوارت دي كارفالو حيث عثر عليه ميتا في منزله في ناميبيا. وكتب دي كارفالو أكثر من 15 كتابا شملت روايات وقصصا قصيرة واشعارا وذاع صيته خلال الحرب الاهلية التي دامت ثلاثة عقود في أنجولا وانتهت في عام 2002. وكان الراحل كاتبا وانثروبولوجيا مهماً ومصدرا لإلهام جيل جديد بالكامل من الكتاب الانجوليين. وفي 17 أغسطس 2010 رحل المترجم والشاعر والكاتب المسرحي التشيكي لودفيك كونديرا عن عمر يناهز الـ 90 عاماً. وبالإضافة لكونه شاعراً وكاتباً عرف كونديرا كناقد ومترجم بارع للأعمال الأدبية الألمانية والتي حظيت بالاشادة في جمهوريات التشيك وألمانيا والنمسا. قدم الراحل ترجمات لأعمال كل من بيرتولت برشت وجيورج تراكل وهانز أرب وهاينريش بول يوهانس بيشر، وجيورج بوشنر، وهاينريش هاينه، وراينر ماريا ريلكا، كذلك تخصص في ترجمة شعر التشيكي فرانتيسيك هالاس. ومع مغيب شمس 18 أغسطس 2010 توفي الكاتب والصحفي البلجيكي الشهير جين وولف الذي خصص العديد من المؤلفات والمقالات للمغرب وللعالم العربي. والذي كان صديقاً كبيراً للمغرب، بمواقفه المناصرة للبلدان العربية، والتقى بالعديد من القادة المغاربيين والعرب، وكرس قلمه لفائدة قضايا العديد من الدول من ضمنها المغرب. ولم تخسر اسكتلندا في 20 أغسطس 2010 شاعرها الوطني أدوين مورجان الشاعر البارع والمتميز صاحب الألق، بل خسرت أيضاً شاعراً مثلها دائماً على المستوى الدولي. ورغم أنه لقب بشاعر اسكتلندا الأكبر إلا أنه كان متواضعاً ويتمتع بثقافة واسعة، وتُرجمت أعماله إلى لغات عديدة سمحت للآخرين التعرف على حقيقة الشعر الأسكتلندى. آخر الراحلين في أغسطس كان الكاتب الإيطالي انريكو بيلي الذي توفي في 30 اغسطس 2010، والذي عرف بأنه صديق لبـنان والمـدافع عـن مقـاومتـه. وقد سافر إلى بلدان عديدة ليروي قصصها ومعاناة شعوبها ومن بينها لبنان خلال الحرب الإسرائيلية في تموز العام 2006، ومن بين أبرز ما كتبه عن هذه الحرب كتاب بعنوان «رحلة في أعماق الجنوب»، روى فيه صلابة الشعب اللبناني وتحمله العدوان ومقاومته. كما ساهم في تآخي بلدة العديسة مع بلدة مانداس الإيطالية، وطير دبا مع سكولكه، وعين زحلتا مع أورتاشيسوس، ويانوح مع فيلا سبيتشوزا. وكان بيلي من بين مطلقي حملة «إعادة البسمة لأطفال لبنان»، التي نظمت زيارات لأطفال لبنانيين إلى البلدات الايطالية المتآخية في فترة عيد الميلاد ورأس السنة. وتستمر هذه الحملة حاملة اسمه. صاحب المفتش ديك وكان لأيلول حصته من المبدعين، فقد فقدت فيه الساحة الأدبية في هولندا أحد أشهر كتاب أدب الجريمة فيها وهو الكاتب إيبي ألبرت كورنيلس بانتيير الذي توفي في 2 سبتمبر 2010. صدرت القصة القصيرة الأولى لبانتيير عام 1958 بعنوان حبل لبوبي مروراً بالعديد من القصص البوليسية ووصولا إلى سلسة قصصه البوليسية التي بلغت به ذروة الشهرة المفتش ديك، والتي حققت مبيعاتها الرقم القياسي في هولندا ببيع سبعة ملايين نسخة، وحولت هذه السلسلة إلى مسلسل تلفزيوني شهير حمل نفس الأسم وأصبح من أكبر الأعمال الدرامية بهولندا. وفي 6 سبتمبر 2010 توفي الرسام الهولندي كورنيي واسمه الحقيقي غييوم كورنيي فان بيفيرلو الذي أنشأ الحركة الفنية كوبرا في نهاية الأربعينات، بعد صراع طويل مع المرض. كما رحل الأديب الإسباني ميجيل ديليبس الذي يعتبر واحداً من أهم الكتّاب الإسبان في القرن العشرين في مدينة بلد الوليد في شمال إسبانيا. ويعتبر ديليبس من أفضل الكتّاب الذين فهموا الروح واللغة والطبيعة الإسبانية، وكان يحرص في أعماله على تصوير الشخصيات التي عاشت في منطقة كاستيل مسقط رأسه بشكل واقعي، ونشر ديليبس حوالي سبعين كتاباً من بينها روايات وقصص قصيرة ومقالات وتحول كثير من كتاباته إلى أعمال سينمائية ومسرحية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©