الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

باريس تشهد أضخم تجمع لـ السيارات النظيفة

15 يونيو 2006

باريس - عدنان عضيمة:
شهدت ضاحية سيرام في باريس يوم السبت الماضي افتتاح الدورة الثامنة للندوة العالمية التي تنظمها شركة ميشلان الفرنسية الرائدة في صناعة الإطارات واستمرت حتى الاثنين الماضي تحت عنوان (تحدي بيبندوم : نحو قيادة نظيفة مستدامة) بمشاركة أكثر من 600 من الخبراء البيئيين وصنّاع السيارات ورجال الصحافة والإعلام الذين جاءوا من 40 بلداً· واشتملت ورشة العمل على تنظيم محاضرات وندوات حول مفهوم القيادة النظيفة وأحدث التطورات التكنولوجية في هذا الصدد؛ كما نظمت استعراضات ميدانية للسيارات الهجينة والكهربائية والشمسية شارك المدعوّون في اختبارها·
واتفقت آراء الخبراء المشاركين على أن هذه الندوة أصبحت تسهم بشكل مباشر في تطوير التقنيات المتعلقة بطاقات الدفع البديلة أو الداعمة للمشتقات النفطية من خلال تقديمها لأحدث نسخ العربات المدفوعة بهذه المصادر النظيفة من الطاقة· وكان لارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية ثابتة خلال الأشهر الماضية أن تدعّم هذه التوجهات لدى كبريات الشركات العالمية المتخصصة بصناعة السيارات·
وكانت الندوة أشبه باستعراض ميداني حيّ شاركت فيه كل نماذج العربات النظيفة؛ وهي التي لم يكتب لها أن تجتمع في مكان واحد من قبل· ولا شك أن الأهداف المعلنة للندوة والتي تصبّ في خانة الحفاظ على البيئة من التلوث بالمزيد من غازات عوادم العربات، زادت من أهميتها وأسبغت عليها طابع العمل التطوعي الذي يهمّ البشرية جمعاء· كما كانت الندوة فرصة لم تفوّتها شركة ميشلان لتأبين عميدها ومديرها الراحل إدوار ميشلان الذي وافته المنيّة قبل نحو ثلاثة أسابيع·
بين الحلم والحقيقة
ويأتي تنظيم هذه الدورة في وقت تتصاعد فيه دعوات النشطاء البيئيين العالميين لضرورة الإسراع في تكثيف الجهود للتقليل من سرعة التلوث العالية التي يشهدها جو الأرض، وخاصة بعدما تأكد العلماء من أن التسخّن الأرضي بسبب زيادة معدلات انتشار غاز ثاني أوكسيد الكربون في جو الأرض أدى إلى تزايد سرعة انصهار الصفائح الجليدية التي تغطي القطبين الشمالي والجنوبي ولدرجة تنذر بخطر بيئي داهم في المستقبل البعيد·
ويبقى السؤال الواضح الذي جال في خواطر كافة المشاركين والمتابعين لهذه الندوة الثريّة: هل أصبحت هناك بالفعل التقنيات والتجهيزات والمصادر الأولية الكافية للقول بأن البشر أصبحوا يمتلكون بالفعل الوسائل الكافية لتحقيق حلم القيادة النظيفة المستدامة، أم أن الهدف من تواجدها هنا استعراضي بحت؟
وبالرغم من أن الجواب عن هذه التساؤلات لم يكن حاضراً بقوة على ألسنة المنظمين والخبراء والمشاركين إلا أن هذه الندوة المهمة تأتي لتؤكد أن الحلول المنتظرة لمشكلة تزايد معدلات التلوث الجوي بعوادم احتراق وقود العربات قد تكون كامنة في هذه العشرات من نماذج السيارات 'النظيفة' التي اجتمعت جنباً إلى جنب في باريس· وبدا بوضوح أن الشركات المتخصصة ببناء العربات النظيفة كانت حريصة على تنويعها بحيث تغطي كافة الحاجات البشرية؛ وكان منها السيارات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وسيارات الدفع الرباعي وعربات تنظيف الشوارع وحافلات نقل الركاب والدراجات النارية والهوائية·
وحرصت شركة ميشلان على تلخيص التحديات الكبرى التي باتت تواجه شركات صناعة السيارات في العالم في النقاط التالية:
üü تزايد الحاجة لابتكار عربات تتميز بفعالية أكبر في حرق الوقود؛ بمعنى أنها تحرر مقادير أكبر من الطاقة من كميات أقل من الوقود· وقد يكون ذلك ممكناً من خلال الاعتماد على أنواع الوقود البديل أو تحسين أداء المحركات التي تحرق الوقود التقليدي·
üü ضرورة العمل على وقف النزيف الدموي الذي تشهده الطرق السريعة عبر العالم بسبب تزايد حوادث الطرق القاتلة·
700 مليون يورو
وتنوعت المنتجات والابتكارات التي شهدتها ساحات العرض والاختبار في ضاحية سيرام الباريسية، والتي تندرج في إطار المجهودات والبحوث المتواصلة لمواجهة هذه التحديات، بين أحدث نسخ العربات الهجينة وأكثر نماذج خلية الوقود تطوراً· وردّد المحاضرون ومعهم أولئك الذين كانوا لا يكلّون أو يملّون من شرح عناصر الابتكارات والإضافات التي تمكنوا من تحقيقها في خلايا الوقود الواعدة، الكثير من الكلام المعسول الممزوج بالتمنيات الصادقة بأن تصبح هذه الخلايا البديل الوحيد لمحركات الانفجار الداخلي الملوثة للبيئة في المستقبل القريب·
وقال ديدييه ميراتوم، مدير قسم البحث والتطوير للشركة، في ردّ على سؤال لـ'الاتحاد' يتعلق بطبيعة البحوث المخبرية التي تجريها ميشلان في مجال التخفيف من مستويات التلوث البيئي: (تبلغ الميزانية السنوية لشركة ميشلان على قطاع البحث والتطوير 700 مليون يورو سنوياً '875 مليون دولار'؛ وهو بلا شك مبلغ ضخم يتم صرفه على مراكز البحوث التابعة للشركة والمنتشرة في فرنسا وأسبانيا وأميركا الشمالية والصين واليابان وتايلاند· ولقد نجحت جهود الخبراء في تركيب إطارات خاصة بسيارات الركاب والعربات الخفيفة أقل وزناً بنحو 400 أو500 جرام من الإطارات التقليدية التي كانت تصنع فيما مضى· وهذا يؤدي بالضرورة إلى توفير مقدار مهم من الطاقة الضائعة التي يستهلكها المحرك؛ ونحن نعلم أن انخفاض استهلاك الطاقة يعني حرق كمية أقل من الوقود وتحرير كمية أقل من الغازات الملوّثة للبيئة· ولم يأتِ هذا التطور من عبث بل من خلال البحوث التي اكتشفنا من خلالها أنواعاً جديدة من المطاط بعد إضافة السيليكا كمادة داعمة)·
سباق على الريادة
وشهدت هذه الورشة العلمية والتقنية الحيّة الكثير من العروض التي نجحت في الجمع بين المتعة والتسلية والتشويق وتقديم أحدث التقنيات المتعلقة بالطاقات النظيفة لدفع السيارات· ففي صباح يوم الأحد الماضي الذي صادف اليوم الثاني من الندوة، تجمعت عشرات السيارات والعربات والدراجات النارية والهوائية المدفوعة بمحركات كهربائية أو بخلايا وقود في مضمار خاص أنشئ لهذه الغاية على أطراف الحدائق المحيطة ببرج إيفل· وقدم سائقوها عروض الأداء وإبراز الخصائص التقنية على مرأى من المدعوين والمشاهدين الذين تجمعوا بالمئات· ولم تفوّت أية شركة عالمية لصناعة السيارات فرصة المشاركة بهذه العروض بما فيها جنرال موتورز ونيسان وتويوتا وأودي ومرسيدس وفولكس فاجن وغيرها· وكانت هذه العروض مكاناً ملائماً لتواجد كبار المبتدعين والمبتكرين في هذه الميادين الابتكارية الحساسة ومنهم جين كيسلير الذي حرص على القيام بعرض خاص بسيارة رياضية صغيرة ابتدعها بنفسه يبلغ وزنها 500 كيلوجرام ويحرر محركها طاقة الدفع من حرق الغاز الطبيعي المضغوط· وحتى يكتمل هذا العرض المثير الذي شهدته مضامير اختبار السيارات في ضاحية 'سيرام' الباريسية؛ حرصت شركة ميشلان على دعوة المشاركين في الندوة إلى الإطلاع على أحدث ما تم التوصل إليه من ابتكارات في مجال تركيب أنواع الوقود البديل وأساليب تخزينه وتوزيعه، كالهيدروجين الذي يعد المادة الأساسية لتشغيل خلايا الوقود، والغاز الطبيعي المضغوط، ومحطات شحن السيارات الكهربائية·
----------------------------
-------
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©