الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

ناصر الظاهري: أتمنى تأسيس سينما إماراتية بلغة عالمية

ناصر الظاهري: أتمنى تأسيس سينما إماراتية بلغة عالمية
21 أكتوبر 2017 22:40
تامر عبد الحميد (أبوظبي) ناصر الظاهري كاتب إماراتي مبدع مخلص للكلمة، لديه رؤية فنية وإحساس وطني جعله يتعمق في تفاصيل حياة الأهل في الماضي، استطاع بفيلمه المحلي «في سيرة الماء.. والنخل والأهل» أن يحصل على العديد من الجوائز العالمية، حيث شاهد العالم هذا العمل الفني المتميز برؤية إماراتية، فنال صدى خاصاً لكن تبقى تفاصيل كثيرة كانت سبباً في النجاح، وفي هذا الحوار الخاص لـ«الاتحاد» يتحدث الظاهري عن قصته مع الفيلم والنجاحات التي حققها في زمن قصير. الذاكرة الجماعية عن حصول فيلمه «في سيرة الماء.. والنخل والأهل» على عدد من الجوائز العالمية، وحصوله على جائزة أفضل مخرج لأفضل فيلم أجنبي في مهرجان برلين مؤخراً، قال: أي جائزة لهذا الفيلم المتعوب عليه وقتاً وجهداً ومالاً وحلماً، يعني لي الكثير، ليس كمجد شخصي في المقام الأول، ولكن كشرف وتاج من ظفر، لأنه يمثل الإمارات ووجهها الجميل كما هي، فهو يتحدث عن الإمارات من وجهة نظر محب وعاشق، بلغة سينمائية عالية، هو بحث عن الذات أيضاً، وبحث عن الذاكرة الجماعية، وبحث عن أشياء هربت في غفلة منا، وسط التغيرات والمتغيرات الحديثة، فيلم يذهب بالمشاهد بعيداً.. وعميقاً، ولا ينتهي الفيلم إلا بأسئلة كثيرة يحملها المشاهد في رأسه، لقد حاز 15جائزة دولية من مهرجانات عالمية، ثلاث جوائز استحقاق من الولايات المتحدة الأميركية، جائزة أفضل فيلم أجنبي من الدنمارك، وأفضل مخرج من مهرجان «برشلونة»، ومن مهرجان «دبي السينمائي»، ومن مهرجان «تورنتو» بكندا، ومن مهرجان «برلين»، وجائزة أفضل قصة من مهرجان «مدريد»، وهو اليوم مدرج على مهرجانات دولية أخرى، مثل إندونيسيا ورومانيا وميلانو وموسكو وسوشي. أحلام جميلة وحول خوضه مجال الإخراج والدخول في مجال السينما، قال: السينما كانت من الأحلام الجميلة، هي غير بعيدة عن تخصصي الجامعي، وعن هوايات قريبة منها، كالتصوير الفوتوغرافي، والكتابة القصصية والروائية، ومهن لها صلة بالإذاعة والتلفزيون، لكن الصحافة والعمل الإعلامي ومن ثم الأدبي أخذني بعيداً عن السينما، وإن كانت تدق بابي بين الحين والحين، ثم إن مشروع التخرج الجامعي كان فيلماً لي بعنوان «الجراد الأصفر» عن هجرة العمالة الآسيوية في الثمانينيات، وتأثيرها على مناح شتى في المجتمع المحلي، ربما احتجت وقتاً طويلاً لأنتج فيلماً مثل «في سيرة الماء.. والنخل والأهل» وفق المواصفات الفنية والتقنية العالية، وعلى أسس عميقة في كتابته وطرحه على المشاهد، سواء أكان في الداخل المحلي أو الإقليمي العربي أو الخارج الدولي، وهو أمر يسعدني، رغم أنه تأخر بعض الوقت، لكنه قدمني لعالم السينما بطريقة جميلة، ومفرحة، أنستني كل التعب والجهد. مدارس فنية ورداً على سؤال حول ما إذا أضحت الأفلام الوثائقية بمضامينها الإنسانية والاجتماعية والثقافية والتاريخية والأخلاقية منافساً حقيقياً للأفلام الروائية التي لطالما اهتم بها صناع الأفلام في العالم، أكد الظاهري أن الأفلام الوثائقية ظهرت للعالم وعرفها الناس قبل الأفلام الروائية، ولها طريقتها ومدارسها الفنية المختلفة، وكثير من مخرجي العالم مروا من باب الأفلام الوثائقية أولاً، لأنها هي من تمثل الشخصية والرؤى التي يحملها الإنسان، ويكون مهموماً بها. وتابع: هي لا تشكل منافساً للأفلام الروائية وخاصة التجارية منها، لكنها تشكل عقبة لها في المهرجانات الدولية، فكثيراً ما يبتسم الحظ لفيلم وثائقي بميزانية محدودة، فالأفلام الوثائقية لها رائحة ومعنى وعمق فلسفي ووطني، وهي تعبر عن الناس المتعبين أو المبتهجين في الحياة. مشاعر نبيلة عرض فيلم «في سيرة الماء.. والنخل والأهل» حكايات أهل الإمارات بطريقة مختلفة، وعن كيفية تجميع مادة هذا العمل بهذا الشكل المتقن، ومن ثم تكوين مشاهد في فيلم يمتد لـ142 دقيقة، قال: لقد استمر التصوير والإعداد لهذا الفيلم سنة وشهرين تقريباً، وأمضيت ستة أشهر أخرى في هولندا لعمل ما بعد الإنتاج من عمليات فنية وترجمة للغة الإنجليزية، وفرنسا لعمل الترجمة الفرنسية، خلال زمن التصوير الطويل، طفنا الإمارات، مررنا ببحرها وجزرها وجبالها ورمالها ووديانها وأفلاجها، تقصينا حكايات الناس، وسمعناها منهم، وحكوا عن صبر الأولين، وتعب أيامهم، تحدثوا عن شيم مجتمع كان مترابطاً، ومتوائماً اجتماعياً، شهدنا ضحكهم البريء، ودمعة عينهم حين تخرج حزينة محملة بالحنين والصدق، أكلنا من زادهم، حين كان الزاد فقراً، ولقمة العيش تكفي الجميع، تذكروا في لحظاتهم الجديدة من جاء هنا، ومكث هنا، وخدم هنا، ولم يكن ينتظر شكراً، ولا جزاءً، ولم يكن معهم غير صدقهم ومشاعرهم النبيلة، لذا هم اليوم يتذكرون أولئك المخلصين زمن الفاقة والعوز وحرقة العطش، يتذكرونهم، ويبكون أيامهم، كيف لا تريد لكل هذه المشاعر أن لا يدوم وصفها خلال ساعتين وربع، وأشعر بأنني مقصر. فخر وشرف ويرى الظاهري، من وجهة نظره ككاتب محترف، ومخرج حاز جوائز عدة، أن الكتابة عن الوطن، كالكتابة عن أم تفتقدها، عن ظل أب غاب، وترك وصاياه معلقة في عنقك، لكنه يتراءى لك حينما تزل بك القدم أو تتضعضع بك ثوابت الأيام، هي كرائحة أخت مثل الهيل والزعفران تكبر في البيت، كعطر امرأة تعشقها حد الوجد والوله، حين تكتب عن الوطن، ينهمر العشق كمطر لا تريده أن يتوقف، ولا تريد لقلبك وجناحك غير الطيران للبعيد والعميق من الأشياء، حين يتجلى الوطن في حضرة الكتابة، تصمت كل الأشياء، ولا يبقى إلا العشق، وفخر الشرف به، وله. ردود أفعال عرض الفيلم في العديد من مهرجانات دول العالم، وحصل الظاهري على ردود أفعال مختلفة من الجنسيات الأخرى، وحول هذا الأمر علق قائلاً: معظم الذين شاهدوا الفيلم حتى الآن هم من الأجانب ومتعددي اللغات، حتى حين عرض في سينما «الإمارات مول» في دبي أو في سينما «فوكس» في أبوظبي كان الحضور الغالب من الجالية الأجنبية، فقط عرض قلعة المويجعي في العين كان زاخراً بالمواطنين، لكنني أجد أن كل شخص قد يجد نفسه في جانب ولو صغير في هذا الفيلم، فهو يتحدث عن ثقافة ومعرفة وإرث مجتمع ربما يكون مجهولاً من الكثير، وهو أمر أهّل هذا الفيلم ليفوز بجائزة المحافظة على الثقافة في «كان» وبدعم من الأمم المتحدة، وقد طلب عرضه في مقرها الرئيس في نيويورك ربما مطلع العام المقبل. كيف ندعم الإنتاج المحلي؟ يقول ناصر الظاهري: مؤسساتنا المختصة بالسينما ودعم الإنتاج المحلي لديها مشاريعها، ورؤيتها التي يصعب علينا فهمها، وفهم تفكير خبرائها الأجانب، وتحتاج هذه المؤسسات أن تتنازل من عليائها لتعترف بأن الفرد يمكن أن يتخطى المؤسسة، ويقدم أفضل منها، وبميزانية أقل منها. وأنهى حواره بسؤال: أين أفلام المؤسسات السينمائية عندنا التي تكلف الملايين من المهرجانات الدولية؟ الإيمان بالرسالة أشار الظاهري إلى أن فكرة العمل كانت لديه في السابق، وظلت تكبر في رأسه وتتعمق قي ذاكرته حتى أصبحت فكرة مقلقة، ولا بد أن تخرج للنور، وقال: حاولت أن أتعامل إنتاجياً مع عدة جهات، لكنها كانت في مستوى مختلف من التفكير والطرح، وربما لا يدركون المعنى الحقيقي من الداخل، والبعض منهم لم يكن يهمه إنتاج فيلم مثل هذا، فهو يريد السطحي والذي يضحك، وهناك الذي كان يريد أن يقدمنا إما بصورة مثالية للغاية، وإما بالصورة النمطية التي يفرح لها الغرب، ومشاهدو التلفزيون في وقت فراغهم، لذا قررت أن أخوض بنفسي تجربة إنتاجه لإيماني برسالته، وصدق تعبيره، وكل ما أتمناه تأسيس سينما إماراتية بلغة فنية عالمية. مشاريع مستقبلية بعد كل هذه النجاحات التي حققها من خلال فيلمه «في سيرة الماء والنخل والأهل»، يتحدث الظاهري عن مشاريعه المستقبلية، حيث قال: الآن أقوم بعمل الترجمة الإسبانية للفيلم في إسبانيا، لكي يعرض على الجمهور الإسباني والجمهور العربي هناك بمناسبة اليوم الوطني للدولة، ومن ثم ينتقل لأميركا اللاتينية ليعرض هناك ويشارك في مهرجانات أخرى، كما أني أعكف على عمل فيلم له طبيعة وفكرة إنسانية عالمية وهو قصير، وفِي نفس الوقت أعمل على فيلم خاص للمغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عن فترة حكمه للعين من 1948-1966 اسمه «العين.. حجر الرحى»، وهي فترة لم يتطرق لها أحد كثيراً وبعمقها التاريخي والمفصلي، لأنها شكّلت بداية الحلم ببناء دولة متقدمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©