الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«أبوظبي والثقافة» ترسم ملامح التاريخ لـزوار «زايــــــــد التراثي»

«أبوظبي والثقافة» ترسم ملامح التاريخ لـزوار «زايــــــــد التراثي»
5 ديسمبر 2016 22:40
أحمد السعداوي (أبوظبي) تشارك هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بجناح ضخم ضمن فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي، المستمر حتى 1 يناير المقبل في منطقة الوثبة في أبوظبي،متضمناً العديد من ملامح التراث والتاريخ الإماراتي من أشكال للعمارة القديمة وطرق بناء المنازل باستخدام الأدوات البسيطة المنتشرة في البيئة المحلية، وأهمها سعف النخيل، وعرض لأساليب الزراعة وعمل الأفلاج المستخدمة في تجميع وتوزيع المياه، فضلاً عن العروض الفنية للفرق الشعبية الإماراتية التي تزين ساحة الجناح بشكل يومي، مقدمة روائع الأهازيج والكلمات الراقية التي استخدمها أهل الإمارات عبر الزمن في كل مناسباتهم الاجتماعية. وتضمن أيضاً الألوان التراثية المدهشة التي توزعت على مساحة الجناح البالغة 2500 متر، وهي الفعاليات التي سعت من خلالها الهيئة إلى تسليط الضوء على دورها المؤثر في صون وتعزيز التراث الثقافي والتاريخي الغني لإمارة أبوظبي، عبر جناح تراثي مميز يحاكي طابع العمارة التقليدية الطينية لمدينة العين. واحة العين ومن أبرز مكونات الجناح، واحة العين، أو بيت العين، ويقول عنه سيف عبيد الكعبي، إنه يتكون من المجلس، المنامة، غرفة نوم العروس، المدبسة، الطوي، الفلج، وهو المكان الذي يتم فيه استقبال الضيوف ، ويعتبر أهم مكونات البيت، ويصنع من جريد النخيل وله باب ونافذة صغيرة للتهوية، وسقفه مصنوع من «اليزايا»، المكونة أيضاً من سعف النخيل جمعت إلى جوار بعضها بواسطة الحبال، علماً أن وظيفة «اليزايا» تقليل تأثير الشمس وحرارتها على الموجودين في المجلس وإدخال الهواء بين فتحاتها حتى تلطف من حرارة الجو. وحسب الكعبي: في الغالب يتم فرش المجلس بأنواع السجاد حسب الحالة المادية لصاحبه، مع تزويده بعدة مساند لمنح الضيوف مزيداً من الراحة، وبطبيعة الحال كان المكان الأفضل للمجلس هو المدخل الرئيس للبيت حتى يكون معزولاً قدر الإمكان عن أهل الدار. وكانت المجالس بمثابة محطات لتبادل أخبار العائلات والقبائل المختلفة، خاصة حين يفد إليها ضيوف قادمون من أماكن بعيدة، حيث يراعى دوماً أن يكون المجلس كبيراً بقدر الإمكان، حتى يتسع لأكبر عدد من الضيوف ويشعروا أثناء الجلوس فيه بالأريحية. أما المنامة، فيقول الكعبي إنها عبارة عن سرير مرتفع قليلاً عن الأرض، يستخدم للنوم والراحة في الأمسيات المنعشة، وكل ما في المنامة يصنع أيضاً من جريد النخيل، بوصفه الأكثر انتشاراً في البيئة الزراعية آنذاك، وكان يدخل في صناعة أغلب وسائل الحياة، وليس المنازل ومستلزماتها فقط، وكانت المنامة تصنع بارتفاع عن الأرض حتى تحمي مستخدميها من أي من الحشرات أو الهوام، فيشعرون بالاستجمام والهدوء. الطوي وأضاف: بالنسبة لغرفة نوم العروس، فتضم كل متعلقاتها المعروفة بـ «زهبة العروس»، وتشمل الحلي والملابس بأنواعها وأدوات الزينة، والغرفة مصنوعة من سعف النخيل مثل سائر البيوت والغرف المنتشرة في البيئة الزراعية، كون بيت الواحة معروف بشكل واسع في المناطق التي تتوافر فيها المياه، سواء عن طريق الأفلاج أو الآبار..أما المدبسة، فيتم حفظ التمور فيها بوصفه أهم أنواع الأغذية في المجتمع الإماراتي القديم، وكان يتم الاعتماد عليه بشكل شبه أساسي على مدار العام، ومن خلال تخزين التمور فوق بعضها يتم خروج خلاصتها التي تجري عبر قنوات صغيرة في أرضية غرفة التخزين، ويتم تجميع هذه الخلاصة في أوعية لاستخدامها لاحقاً. أما الطوي، فيعتبر مصدر الماء الوحيد في تلك الأزمنة، وكان لا يخلو منه بيت تقريباً، أما الفلج فهو القناة المائية التي يتم توزيع المياه من خلالها على المزارعين، وهناك ما يسمى «غراج فلاح» وهي المنطقة المغطاة في الفلج وتستخدم لعبور الأشخاص. وفي واحة العين جلس الوالد راشد محمد سعيد الكعبي، ممسكاً ببعض من ليف النخيل، وأخذ يجدل بعضها إلى بعض صانعاً أحبالاً بأطوال مختلفة، يقول عنها: إن هذه الحرفة تعتبر من أقدم الحرف في الإمارات وأكثرها انتشاراً، كون الحبال تدخل في عديد من الصناعات، مثل السفن والقوارب، فضلاً عن ربط سعف النخيل إلى بعضها البعض من أجل بناء المنازل التقليدية بمختلف أشكالها. الكف والقدم ويذكر الكعبي أن صناعة الحبال تبدأ بتقطيع الليف من النخيل المنتشر في البيئة الإماراتية وغسله ثم نشره حتى يجف، ثم البدء لاحقاً في فتله عن طريق استخدام كل من الكف والقدم بطريقة معينة لا يتعلمها إلا من أخذ هذه الحرفة عن آبائه وأجداده مثلما فعل هو وأقرانه، ويحاولون الآن تعليمه إلى الأجيال الجديدة والعالم عبر المشاركة في مهرجان الشيخ زايد التراثي وغيره من الفعاليات التي تهتم بموروث زمان أول، حسب قوله. صناعة الدعن الزفانة وهي حرفة صناعة الدعن، والتي يشارك فيها عدد من الرجال، كانت من الفعاليات اللافتة داخل واحة العين، وعنها يقول عبدالله راشد مصبح، إنها تبدأ بتنظيف السعف ثم فرزه وتقسيمه بحسب أطواله، إلى أجزاء متساوية الطول، بحيث يتم ربط السعف إلى بعضها بواسطة أحبال، بعد أن تتعرض لعملية «التخريس» وهي صب الماء عليها وتركها يومين أو ثلاثة حتى تصبح أكثر مرونة خلال عملية زفن الدعن. ويشارك في عملية الزفانة من 3 إلى 6 رجال، حسب مساحة الدعن المطلوبة والغرض منها، فيمسك كل منهم أحد الحبال، ويتم صف «الزور» وربطه بالحبال بطريقة عكسية، وبعد الانتهاء من الدعن الأول، يقومون بعمل الدعن الذي يليه، وهكذا حتى يصلوا إلى الشكل المطلوب. بعد اجتماعي ويقول مصبح، إن هذه الحرفة كان لها بعد اجتماعي كبير، حيث كانت تشجع أهل الحي على التجمع سوياً من أجل إنجاز الدعن المطلوب، والذي كان غالباً يستخدم في بناء منازل لأحد أهالي الفريج، وهو شكل راقٍ من أشكال التكافل الاجتماعي عرفه أهل الإمارات منذ مئات السنين، فضلاً عن أن حرفة الزفانة كانت مصدر دخل للكثيرين، الذين اعتمدوا على مهارتهم في إنجاز الدعون بالأشكال المطلوبة وبطريقة صحيحة، في التكسب في زمن قلت فيه الموارد وفرص العمل. وقديماً كانت تستخدم الدعون في مجالات عدة، وتتنوع طريقة صناعتها حسب استخدامها، أما الآن فإن أكثر استخدامها كمجالس في ساحات المنازل الحديث أو جوارها ليجتمع فيها الرجال، لتعطي طابعاً تراثياً لتلك المنازل وتبين اعتزاز الأجيال الجديدة بأشكال الماضي القديم، وأساليب الحياة التي عاش عليها الآباء والأجداد، قبل ظهور المنازل الحديثة وما بها من وسائل حياة مريحة مثل أجهزة المكيفات وغيرها. ركن الصقارة ومن الأركان المميزة في جناح الهيئة، ركن الصقارة، ويقول الوالد إبراهيم الحمادي، أحد مدربي الصقور، إن الغرض من الوجود في هذا المحفل التراثي العالمي، هو المساهمة في التعريف بواحدة من أهم الرياضات والهوايات التي عرفها أهل الصحراء منذ آلاف السنين، كون الصقر أحد الأساليب الرئيسية التي ساعدتهم على العيش من خلال عمليات القنص التي يقوم بها بعد تدريبه. وعن نفسه يشعر بالفرح والفخر حين يرى الصغار والكبار من الإمارات والعالم يهتمون بتراث الأقدمين، ويحاولون التعرف على الصقور وعالمها الجميل ويلتقطون صوراً تذكارية معها، وفي نفس الوقت يجيب على أسئلتهم المتعلقة بالصقور وكيفية تدريبها والعناية بها. ويذكر أن مدرب الصقور لابد أن يتسم بعدة سمات، أهمها الصبر والفهم لهذا الكائن، حتى يستطيع التعامل معه فترات طويلة، وأهم أدوات التدريب هي المخلاة التي تحوي كل معدات الصقر، التلواح وهو جناح لطائر الحبارى، المنجلة التي يقف عليها الطائر، الدس وهو قفاز مصنوع من الجلد السميك يرتديه الصقّار، المرسل وهو الحبل المربوط به الطير إلى المنجلة، ثم البرقع الذي نغطي به عين ورأس الطائر حتى الانتهاء من تدريبه. وبعد عملية تدريب تستمر نحو 5 أيام، يتم تجهيز الصقر لعمليات القنص، بعدم تناوله لطعام العشاء ليلة بدء القنص، حتى يكون عنده الدافع لصيد الفريسة بنفسه، وبعد أن ينجح في عملية الصيد أكثر من مرة، يصبح مؤهلاً تماماً للخروج في رحلات المقناص ويعلو سعره بين الطيور، في وقت تتم الاستعانة به بشكل أساسي خلال موسم الصيد الذي يستمر 5 أشهر من كل عام، بدءاً من أكتوبر وانتهاء بآخر شهر فبراير، لافتاً إلى أن أسرع أنواع الصقور وأغلاها سعراً هو الشاهين وتصل سرعته إلى 350 كيلو متراً تقريباً، يليه الحر بسرعة 300 كيلو متر في الساعة. حظيرة القهوة حظيرة القهوة كانت حاضرة في المشهد التراثي داخل جناح هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة، ويقول سيف خليل الدهماني، المسؤول عن الحظيرة، إنها المكان الذي تتم فيه جلسة القهوة ويجتمع أهل الحي سوياً، وعن الكيفية التي تتم بها صناعة الحظيرة والخامات المستخدمة في إنجازها حتى تصير صالحة للغرض منها في اجتماع القوم بعيداً عن آثار الرياح وغيرها من العوامل البيئية. يذكر أن نوع الحظيرة يختلف باختلاف البيئة الموجودة فيها، هي البدوية، الزراعية، الجبلية، الساحلية. وتصنع حظيرة القهوة من أغصان شجرة المرخ، أو الغاف أو السمر. ويشرح، بناء الحظيرة، مشيراً إلى أنه يتم بتجميع أغصان المتوافر من هذه الأشجار إلى بعضها وعمل شكل نصف دائري، أي هلالي للحظيرة، وذات الحال مع «الدعون» مع تطعيم هذا الشكل بأعمدة على مسافة كل متر حتى يتم تثبيتها بالشكل المطلوب. وعادة ما تكون الحظيرة في وسط الفريج «الحي» عند كبير العائلة أو العشيرة، أو الشخص الأكبر سناً في الحي. ويورد أنه بطبيعة الحال سميت الدلال على اسم المنطقة التي صنعت بها أو اسم الشخص، الذي قام بصنعها، علماً أن عند العرب، خاصة عند الشيوخ أو التجار والناس القادرين على عمل القهوة ، توضع 3 دلال في موقد النار كبيرة، ومتوسطة، وصغيرة، ولكل دلة مسمى، الدلة الكبيرة تسمى الخمرة وهي التي يكون بها ماء ساخن، والدلة المتوسطة هي اللقمة، والتي يطبخ بها القهوة والصغيرة وتسمى مزلة، وهي التي «يقهويون» بها الضيوف. المقهى الشعبي في ظل المتابعة للفقرات والفعاليات المبهرة داخل جناح الهيئة، جلست أعداد كبيرة من الجمهور في المقهى الشعبي الموجود فيه للاستمتاع بواجبات الضيافة الإماراتية التقليدية التي تعتمد في الأصل على تقديم التمر والقهوة، فكانت الجلسات استرجاعاً للزمن الجميل وكيفية تجمع الناس قديماً في تلك المقاهي التي يتبادلون فيها الأخبار ويناقشون أمور حياتهم في جو من الهدوء والبعد عن مظاهر الحياة العصرية التي تطل علينا في كل مكان هذه الأيام. عروض الحربية تواصل العروض الشعبية الإماراتية تقديم لآلئها من كنوز الموروث المحلي الإماراتي في عروض شيقة عبر فرق الحربية التي تقدم يومياً ضمن الفعاليات التي تنظمها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وتحرص أعداد كبيرة من الحاضرين على مشاهدتها لما تتميز به من جمال خاص يجعلها الحاضر الأبرز في كل الفعاليات التراثية الإماراتية سواء المقامة داخل الدولة أو خارجها. دلال القهوة أنواع الدلال التي تستخدم في تقديم القهوة تتمثل في، دلة الإمارات أو «دلة آل نهيان»، الدلة الحساوية «نسبة لأهل الأحساء»، الدلة القريشية «نسبة لأهل قريش»، الدلة النجدية «نسبة لأهل نجد»، الدلة الحايلية «نسبة لأهل حايل»، الدلة العمانية «نسبة لأهل عمان» والبعض يسميها النزوانية، الدله البغدادية، دلة رسلان وهي من الشام، الدلة الصلاحية من الشام أيضاً، الدله العثمانية (نسبة لتركيا).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©