الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مارادونا: «مسكين ليو»!

مارادونا: «مسكين ليو»!
15 يوليو 2014 02:18
أعرب دييجو مارادونا أسطورة كرة القدم الأرجنتينية والعالمية عن بالغ أسفه لخسارة منتخب بلاده بهدف نظيف أمام المنتخب الألماني أمس الأول في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2014. وقال مارادونا من خلال برنامجه اليومي الشهير «دي زوردا» أو «الأعسر» الذي يقدمه عبر شبكة «تيلي سور» الفنزويلية التليفزيونية: «خسارة المباراة النهائية شيء محزن وموجع». وأضاف مارادونا الذي شارك مع منتخب بلاده في الفوز ببطولة كأس العالم 1986 بالمكسيك بعد التغلب على المنتخب الألماني في المباراة النهائية: «أشعر بالأسى من أجل بلادي، هدف اللاعب الألماني ماريو جوتزه ألمني بشدة». وتابع: «أعتقد أن الأرجنتين لم تكن لديها أقدام ثابتة في الملعب، وهو ما أضفى قوة على الهجمات الألمانية»، وأشار إلى أن الأرجنتين كانت تستحق على الأقل الوصول إلى ركلات الترجيح. وفاز المنتخب الألماني بلقب بطل العالم للمرة الرابعة في تاريخه بفضل الهدف الذي أحرزه لاعبه ماريو جوتزه في الدقيقة 113 من المباراة، التي تقاسم فيها الفريقان فرص التهديف وحظوظ الفوز باللقب العالمي الكبير. وأكد مارادونا أن المنتخب الألماني فاز بالمباراة بسبب ارتباك الدفاعات الأرجنتينية في الدقائق الأخيرة من المباراة. ورغم عدم تألق ليونيل ميسي نجم وقائد الفريق الأرجنتيني في مباراة أمس الأول، لم يوجه مارادونا أي انتقاد له أو لمدربه أليخاندرو سابيلا. وقال: «مسكين ليو.. لو كنت أستطيع لأهديتك السماء بأكملها، ولكن من الظلم أن يفوز بشيء لا يستحقه، الرعاة والمسوقون يريدون ذلك». وأبدى النجم الأرجنتيني السابق دهشته من قيام أليخاندرو سابيلا بإخراج لافيتزي بعد الأداء الرائع الذي قدمه طوال المباراة، كما أعرب عن أسفه للمستوى الباهت الذي كان عليه مهاجم الفريق وصهره السابق سيرخيو أجويرو. من جانبه قال ليونيل ميسي قائد المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم، إن الفريق كان يستحق أكثر مما تحقق في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، مشيراً إلى أن المباراة النهائية للبطولة والتي خسرها الفريق صفر - 1 أمام نظيره الألماني مساء أمس الأول شهدت العديد من الفرص للفريق. وأوضح ميسي نجم برشلونة الإسباني «كنا نستحق أفضل من هذا بعدما ما قدمناه في هذه المباراة»، وألقى ميسي، الذي فاز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في المونديال البرازيلي، باللوم في عدم كفاءة الهجوم الأرجنتيني في هذه المباراة النهائية على «الحظ العاثر». وأشار «لم نكن محظوظين. لم نعرف كيف نحسم المباراة، بشكل عملي، سنحت لنا جميعاً -كمهاجمين- بعض الفرص، ولكننا لم نستطع استغلالها». ولدى سؤاله عن الفرصة التي أهدرها، تحدث ميسي عن جميع الفرص الضائعة من المنتخب الأرجنتيني، وقال «فرصي وفرص بيبا -جونزالو هيجوين- ورودري -رودريجو بالاسيو-، أعتقد أن الفرص سنحت لنا جميعاً» المرمى لم يفتح ذراعيه لنا، لم نستطع دفع الكرة إلى داخل المرمى، نحتاج إلى النظر للأمام». وبعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي، لجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي الذي سجل خلاله ماريو جويتزه هدف الفوز 1 - صفر في الدقيقة 113 وقبل سبع دقائق فقط من نهاية الوقت الإضافي. وفي المنطقة الإعلامية المختلطة، أدلى ميسي بتصريحات التي جاءت بنبرة حزينة، وأكد خلاله حزنه لضياع اللقب الذي طالما حلم به وانتظره، وكان يتمنى أن يهديه للجماهير الأرجنتينية التي زحفت إلى ملعب «الماراكانا»، من أجل الاحتفال والعودة لبوينس ايرس باللقب الغالي. وأضاف «لا وزن لأي لقب فردي يتحقق، دون لقب كأس العالم، فهو الأهم الآن، وهو الهدف الذي نسعى لبلوغه منذ 24 عاماً، ولقد كانت خيبة أمل كبيرة، كنا نريد العودة للأرجنتين بالكأس، وكما قلت من قبل، كنا نستحق أكثر من مجرد لقب فردي، لذلك أرى أن لقب أفضل لاعب ليس له قيمة بدون الفوز بالكأس نفسها». ولفت «البرغوث» إلى أن لاعبي «التانجو» سيطر عليهم الحزن وبكوا في غرفة خلع الملابس وفي أرض الملعب بسبب عدم تحقيق اللقب، ولكنه أوضح أن بعثة «التانجو» رغم ذلك ستعود إلى الوطن بكل فخر بعدما حققت نتائج جيدة، ووصلت للدور النهائي بعد 24 عاماً من الغياب. وقال «سنعود إلى ديارنا ورؤسنا مرفوعة على كل ما فعلناه في مونديال البرازيل، ومنذ فترة طويلة كانت الأرجنتين لا تتخطى الدور ربع النهائي، لكن الوصول للمباراة النهائية كان حدثاً جميلاً، ولكن بالطبع كنا نرغب في رفع الكأس». ورفض ميسي التعليق على أهداف «التانجو» في 2015 التي تشهد بطولة كأس أميركا الجنوبية بتشيلي، وأوضح أن الوقت لا يزال مبكراً، ولكن المنتخب الأرجنتيني سوف يدخل البطولة بهدف المنافسة على لقبها بكل تأكيد. وسيواصل العبقري الأرجنتيني ليونيل ميسي لهثه نحو لقب كبير في مسيرته الكروية بعدما أهدر فرصة ذهبية لدخول التاريخ من أوسع أبوابه ويصبح نهائيا ضمن أعظم اللاعبين في تاريخ نهائيات كأس العالم لكرة القدم إلى جانب أسطورة «لا ألبيسبيليستي» دييجو أرماندو مارادونا حيث فشل في قيادة منتخب بلاده الى اللقب. هل يعتبر ميسي على قدم المساواة مع مارادونا؟ سؤال أثار عالم الساحرة المستديرة لسنوات لكن على الأرجح أن الجواب عنه سيتأجل على الأقل الى النسخة الحادية والعشرين من العرس العالمي والمقررة في روسيا عام 2018. فاز «البعوضة» بكل شيء مع ناديه برشلونة الإسباني (3 ألقاب في مسابقة دوري أبطال أوروبا، ولقبان في كأس العالم للأندية، ومثلهما في كأس السوبر الأوروبية، وستة ألقاب في الدوري الإسباني، وخمسة ألقاب في كأس السوبر الإسبانية، ولقبان في كأس إسبانيا) وحصل على أكبر عدد من الجوائز الفردية مقارنة مع أي لاعب في التاريخ (4 كرات ذهبية لأفضل لاعب في العالم)، لكن خزائنه تفتقد دائماً إلى لقب كبير ليحجز مكانا في قلوب الأرجنتينيين الذين سيبقى «ال بيبي دي اورو» وهو لقب مارادونا خالداً إلى الأبد وفريداً من نوعه منذ قيادته المنتخب الأرجنتيني إلى اللقب العالمي عام 1986. في قلوب الأرجنتينيين، لا يزال مارادونا الأفضل في التاريخ، خصوصاً لأنهم لم ينجحوا برؤية ميسي في ملاعبهم، إذ رحل بعمر الثالثة عشرة إلى برشلونة، ولأنه لم يجلب لهم اللقب العالمي في ظل منافسة شرسة بينهم وبين الجار البرازيلي، بالإضافة إلى حرارة مارادونا صاحب الكاريزما والجانب الشرس من اللعبة. بنظر الأرجنتينيين ميسي أقرب إلى أوروبا منه إلى بلادهم، كما انه خجول جدا مقارنة مع حياة مارادونا التي تميزت بالإشكاليات والفضائح والاستفزازات من جميع الأنواع، وفي زمن كرة القدم والأعمال، فإن المليونير ميسي لن يتغير ولن يعيش أبداً نمط حياة سلفه المتميز. لا يمكن لأي عاقل ان يشكك في نوعية، قدرة وبراعة ميسي، بعد تحليقه ببرشلونة الى القاب الدوري المحلي، دوري أبطال اوروبا وتتويجه افضل لاعب في العالم أربع مرات متتالية بين 2009 و2012، لكن نجمة المونديال تبقى الأغلى من بين نواقص خزانة ميسي المدججة. بعمر التاسعة بدأت مواهبه تتفتح تزامناً مع ظهور نقص في هورمونات نموه، وهي مشكلة كادت تحرمه من أن يصبح لاعبا كبيرا على حد قول طبيب الغدد دييجو شفارستاين: «الأطفال يريدون أن يصبحوا أكبر حجماً، من أجل المظهر والفتيات، لكنه أراد ذلك من أجل كرة القدم»، وصف له علاجا مرتفع الثمن بكلفة ألف يورو شهرياً يعوض النقص ويعطي نتائج سريعة، لكن في ظل أزمة اقتصادية وفقدان والده العامل بالمعادن لوظيفته وبالتالي خسارة التأمين الذي يؤمن لطفله الأدوية، عولت عائلة ميسي على إنقاذ نادي برشلونة لها من ورطتها فنقلهم إلى إسبانيا ورعى الطفل الموهوب تحت جناحيه ليصبح افضل لاعب في العالم وربما في التاريخ. ولكي لا يعود ابن روزاريو خالي الوفاض الى بلاده منحه الاتحاد الدولي جائزة أفضل لاعب في البطولة على الرغم من خفتان بريقه في الدور نصف النهائي والمباراة النهائية. حتى ميسي لم يكن راضياً بهذه الجائزة ولم تظهر الابتسامة على شفتيه أمام مسؤولي اللعبة العالمية ونزل يجر أذيال الخيبة من المنصة الرسمية إلى أرضية الملعب قبل أن يتسلم الميدالية الفضية. لحظة لا تنسى للنجم الأرجنتيني ويحتاج إلى وقت طويل لهضمها وربما يتنفس الصعداء في كأس أميركا الجنوبية «كوبا أميركا» في العامين المقبلين (2015 في تشيلي و2016 في الولايات المتحدة) ليصل في قمة جوعه الى اللقب العالمي عام 2018 في روسيا. (ريو دي جانيرو - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©