الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نادي تراث الإمارات يوثق تاريخ غطاء الرأس قديماً وحديثاً

نادي تراث الإمارات يوثق تاريخ غطاء الرأس قديماً وحديثاً
30 يونيو 2011 19:57
وثق بحث لنادي تراث الإمارات غطاء الرأس في التراث الشعبي العربي، حيث تناول تاريخ أغطية الرأس، سواء الرجالية أو النسائية، في الحضارات القديمة والحديثة بدءاً من حضارة الإغريق والرومان والفرس واليابان والصين وحضارة العبرانيين، مروراً بالحضارتين السومرية في العراق والفرعونية في مصر، والحضارة العربية ما قبل الإسلام، وكذلك تاريخ غطاء الرأس في ظلّ الحضارة الإسلامية، وصولاً إلى هيئته الحالية في دول عربية عدة مثل العراق وسوريا وفلسطين والسعودية وعمان والإمارات العربية المتحدة. وبالإشارة إلى أغطية الرأس التي استخدمها الرجل الإماراتي عبر الزمن، تطرّق الكتاب الذي ألفّه محمد رجب السامرائي إلى أنواع مختلفة، من بينها العقال الأسود الذي يستعمله الرجال حالياً بديلاً عن عصابة الرأس التي استخدمت سابقاً، وهو عبارة عن محيط طوله حوالي 35 سم من الصوف لم يعرف إلا في بداية هذا القرن العشرين، ويكون على هيئة حبلين طويلين لهما نهايتان تدخل إحداهما في ما يشبه العقدة لتثبيته على الرأس ويصبغ العقال باللون الأسود، وتظهر في بعضه ألوان مختلفة. وثمة أنواع من العقال، بحسب الكتاب، من بينها الشطفة والذي يُصنع من الصوف، إلاّ أنّ مُحيطه يضم عدداً أكثر من العُقَد، تبلغ 8 أو 12 عُقدَة أو أكثر صغيرة الحجم، وقد كثر استعماله في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين خاصة في العراق والكويت والبحرين، ومن ألوانه المستعملة في الإمارات اللون الأسود، وهو الغالب والمستعمل، إلاّ أنّ العُقَد تُغَطَّى عادَةً بالزري أو بخيوط الذهب أو أن تُغَطَّى المسافات بين العُقَد بالزري أو الذهب وتُترَك العُقَد بلونها الأسود، وكذلك عُرفت أنواع باللون الأبيض فقط، وأقدم الصور التي تمّ العثور عليها لاستخدام الشطفة تمثل أهل العراق والكويت، ثم انتشر لبسها في منطقة الخليج العربي كلها، عدا عُمان، وعُرف جمعان ودرويش من صُنّاع الشُطَف خلال الربع الأول من القرن الماضي في دبي. أما بالنسبة للغترة، فيعود أصلها إلى الغتراء، ويعني ما كثر من الأكسية، جمع كِساء، وهي أحد ألبسة الرأس، وعرفت عند أهل الإمارات قديماً باسم “دسمال” أو “سُفرة”، وتلبس بوضعها منفردة فوقه أو يوضع فوقها العِقال لتثبيتها، ويرتدي سكان الإمارات الغُتر البيضاء الدقيقة مع سكان دول الخليج العربي وسواحل إيران، وهي مع العِقال والدشداشة الزي الرسمي للرجال فيها، وهناك الغترة البيضاء المُجَوتَة نسبة إلى مادة “الجِويت”، أو كما تعرف محلياً بالجِويتي، أو بالنيل وهي الصبغة التي يميل لونها إلى الأزرق الفاتح السماوي التي تُضفي لوناً إضافيا وتمنح الدشداشة ذات اللون، وهناك الغترة المخورّة أحد أنواع الغُتر المعروفة في الإمارات المزخرفة أو المطرزة. وثمة أنواع أخرى من الغتر مثل غُترة تعرف بـ”أم قلم”، وأكثر من يستعملها هم الشباب، وهي صاحبة الإفريز من لون مضاف معين مطبوع كأن يكون أسود أو بُنِياً أو أخضر فاتحاً على شكل مستطيل يحيط بالغترة من جوانبها الأربعة وبعرض سنتيمتر واحد إلى أربعة سنتيمترات تقريباً، إضافة إلى الغترة العراقية، والتي استخدمها الغواصون أثناء رحلة الغوص في عَرض مياه الخليج العربي، أو لاستعمالها أيام الشتاء لتقيهم البرد القارس. ويشير الكتاب إلى أن الرجل الإماراتي قد استخدم الشال أيضاً، وهو غترة من الصوف الثقيل أكبر من الغترة العادية البيضاء قليلاً في المساحة، وغالباً ما تكون هذه الغُتَر ذات زخارف مشغولة بالإبرة من الصوف أيضاً، لكنه لم يعد يستخدم اليوم على العكس من الماضي، حيث استخدمه الرجال الطاعنون في السِنِّ، بوضعه تحت العقال أيام الشتاء الباردة، ومن أنواعه: شال ترمه، والترمه الصوف المأخوذ من التيس – ذكر الماعز. أما بالنسبة للشماغ، وهو لفظة تركية الأصل تعني ما يُشد به على الرأس، فقد استخدمه أهل دول الخليج العربي وفي العراق وبلاد الشام، وقد ابتكر الشماغ أو اليشماغ، كما يلفظ في العراق، لأول مرة في مدينة بغداد، عن طريق أحد الحاكة واسمه موسى كراده عام 1915 م، والشماغ واحد من أنواع الغتر، إلاّ أنّه أخشن منها وطوله بطول وعرض الغترة العادية البيضاء نفسه، ويصنع من القطن أو من الكتان أو يكون مخلوطاً بالقطن والكتان معاً، ويكون سميكاً وبألوان منها الأسود والأحمر والأخضر والأزرق والبُني. ويستعمل الشماغ في الإمارات في فصل الشتاء، وأغلب الألوان المستعملة محلياً للشماغ هو اللون الأحمر، ولقد لبسه أهل البلاد، خاصة في الشارقة، فيما سمي بالمَحْرَمَة، الغطاء الحريري للرأس، والذي يلبس بوضع أحد الحدود المستقيمة على الرأس حتى ما قبل الجبهة، ويكون حدّاها الرفيعان بالخلف، بعد إدخال الضلعين المتناظرين للمربع خلف الأذنين، وتكاد أن تتشابه طريقة لبس المحرمة مع طريقة لبس الفراعنة لها في مصر القديمة. إلى ذلك، تعتبر القحفية من أغطية الرأس الرجالية في الإمارات، وتسمى الكوفية في عدد من الدول العربية، ويرجع أصلها إلى أنها عربية مقتبسة في الأصل من اللغة اللاتينية، والرأي الثاني، وهو الأرجح أنّ الاسم كوفية جاء نسبة إلى مدينة الكوفة في العراق، ويذكر أن أحسن من كان يصنعها هم أهل الكوفة أيام الخلافة العباسية، ويحرص أهل الدولة على لبس القحفية أثناء خروجهم من البيت، حيث تساعد عند وضعها على الرأس تثبيت الغترة والعقال أو الشماغ أو العمامة على الرأس.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©