أبوظبي (الاتحاد) - أعلنت «مصدر» أمس، تفاصيل التصميم الجديد لمبنى مقرها الرئيسي والمتصل بمقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا).
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب دراسة وافية بهدف اعتماد أحدث التقنيات، والاستفادة من الدروس المستقاة، والاستغلال الأمثل للموارد، وضمان جوانب الاستدامة.
وتم وضع التصميم الخارجي بحيث يعطي انطباعاً بصرياً بأنه كتلة معمارية متناسقة ذات ثلاث واجهات، ولكنه يضم مبنيين منفصلين، أحدهما سيكون المقر الرئيسي لـ»مصدر»، والآخر سيضم المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا). وروعي في التصميم أن يتم تنفيذه بالاعتماد على مواد البناء الخضراء (الصديقة للبيئة) بأكبر قدر ممكن والحد من استخدام مواد البناء التي يتطلب تصنيعها استهلاك كميات كبيرة من الطاقة».
وقال حمد المطروشي، مدير أول مشروع مبنى المقر الرئيسي: «يعكس تصميم المقر الرئيسي لمصدر مرونة الشركة ورسالتها، فهو سيكون حيادياً من حيث الانبعاثات الكربونية، فضلاً عن اعتماد التصميم المعياري للوحدات الذي من شأنه ضمان مواكبة متطلبات واحتياجات شركائنا». وأضاف «من المزايا التي يتيحها العمل في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة هو فرصة التكيف مع أحدث التطورات والمستجدات، حيث يساعدنا ذلك في تطبيق الدروس المستقاة في خططنا المستقبلية بما يضمن أن تمتلك «مدينة مصدر» المرونة والحيوية اللذين يتيحان لها مواكبة المتغيرات السريعة التي يشهدها القطاع».
وأوضح المطروشي أنه تمت دراسة عدة تصاميم قبل اختيار التصميم النهائي وفقاً لعوامل تجمع بين الجدوى الاقتصادية وضمان أن يحقق المبنى أفضل أداء لأغراض تشييده.
ولفت إلى أن عملية التصميم كانت تحفُّ بالتحديات باعتبار أن المبنى سيكون نموذجاً وقدوةً تحتذي بها بقية المباني في مدينة مصدر.
وتم تصميم الحدائق والمساحات الخارجية بحيث تخفض استهلاك المياه إلى أقصى حد ممكن، وتدعم التنوع الأحيائي، وتوفر مساحات خارجية ذات حرارة معتدلة.
وتابع: «من أهم مزايا المبنى الجديد هو تصميمه بحيث يلبي متطلبات المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، حيث تعكس الجهود التي بذلت بهذا الصدد المرونة والخبرة التي أصبحت مصدر تمتلكها، فالمبنى الذي كان هدفه استضافة مكاتب الشركات سيكون الآن قادراً على تلبية احتياجات ومتطلبات منظمة دولية».
من جانبه، قال عدنان أمين، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا): «هذه فرصة مواتية لنعرب فيها مجدداً عن خالص الشكر والامتنان لدولة الإمارات على استضافتها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وتقديم كافة أوجه الدعم لتسهيل مهامها. كما أتوجه بالشكر إلى «مصدر» لإتاحة الفرصة لنا للمشاركة في توضيح احتياجات مبنى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة منذ مرحلة التصميم، الأمر الذي من شأنه ضمان تجسيد المبنى الذي يحتضن المقر الرئيسي لآيرينا نزاهتها وقيمها ورسالتها».
وتم تصميم الواجهة الخارجية من 30% من الزجاج المزدوج عالي الأداء، و70% من نظام العزل الخارجي عالي الكفاءة.
ويتضمن المبنى في تصميمه مظلات توفر تظليلاً عمودياً وأفقياً بحسب اتجاه الواجهة، مع العلم أنه سيتم بناء المظلات العمودية من نوعية خاصة من الزجاج الذي يحتوي على مسامات تسمح بمرور الهواء، فضلاً عن أنه يعزز النواحي الجمالية للمبنى. وتوفر سخانات المياه الشمسية المسطحة 75% من احتياجات المبنى من المياه الحارة، في حين تتولى ألواح كهروضوئية بمساحة 1000 متر مربع توفير إمدادات الكهرباء المتجددة للمبنى.
ويراعي التصميم الاستفادة من الأساسات والكتل الموجودة فعلياً، بما يعزز الكفاءة الاقتصادية للمبنى ويجعله مستداماً من خلال استخدام البنية التحتية التي جرى استثمارها في الموقع. ويرتكز النظام الهيكلي الذي تم اعتماده على مزيج من تقنيتين، تقوم الأولى على استخدام شبكة اعتيادية من الأعمدة والقضبان في الجدران الخارجية التي تغدو أخف وزناً في جهة الفناء الداخلي بفضل استخدام شبكة إسناد مائلة، حيث تعمل الأطراف الثلاثة للمثلث معاً لضمان الاستقرار اللازم لهيكل البناء.
ولتعزيز أداء وكفاءة المبنى، فقد تم تصميمه بما يتوافق مع أحدث مجموعة من مؤشرات أداء الاستدامة لدى مصدر، ومعيار (مصدر MEDG 03)، إضافة إلى التماشي مع نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ من «استدامة» / نظام تقييم إنشاءات وتصاميم المباني/ النسخة 1.0.
ويتسم مبنى المقر بالعديد من الخصائص الجديدة، حيث يراعي التصميم موقعه البارز والمميز ضمن المخطط الرئيسي لمدينة مصدر، كما تم تصميمه بحيث يتلاءم وينسجم مع النسيج العمراني للمحيط الخارجي. ويمتاز الفناء الداخلي، الذي يضم العديد من المرافق التجارية والمقاهي، بأنه يتيح نفاذ الضوء الطبيعي إلى عمق المبنى، فضلاً عن توفير مساحات مظللة وأجواء هادئة للموظفين والزوار. وبالإضافة إلى ذلك، يمثل الفناء امتداداً لساحة البلازا المجاورة، ما يعزز ارتباط المبنى بالحياة اليومية في الخارج.
وفي ما يخص الشكل العام للمبنى والانطباع البصري الذي يولده، فقد تم إنشاؤه بحيث يتماشى مع البيئة العامة لمدينة مصدر، مع الاحتفاظ بمكانته كصرح عمراني متميز.
وأوضح المطروشي أنه رغم تركيز «مصدر» على المرونة والحيوية والحداثة والنظرة المستقبلية، إلا أنها تستمد قوتها من البناء على ركائز وأسس راسخة وعميقة، منوهاً بأن التصميم الجديد للمبنى هو أصدق تعبير عن رؤية مصدر التي تجمع بين المرونة والواقعية.
يذكر أن «مصدر» بدأت العمل أيضاً على مركز للمؤتمرات سيكون متصلاً بمبنى المقر الرئيسي.
عدد اليوم
