ماجد الحاج (الشارقة)
تزخر مدينة العين بعدد من الجوامع تتميز بالعمارة الضاربة في أعماق التاريخ، حيث البساطة امتزجت بدقة التصاميم لتخرج لنا تحفا معمارية لا نظير لها، وبطراز أندلسي غاية في الإتقان يعود بك إلى عهود الموحدين والمرابطين في تصاميمهم لدور العبادة، والتي أصبحت عنوانا لجمال العمارة الأندلسية، صمم جامع بن حمودة الذي يعد واحداً من أكبر مساجد العين وأجملها، حيث يتخذ هذا الجامع من منطقة الجيمي موقعا له.
مأذنة هذا الجامع والتي هيمنت علي البناء بأكمله أخذت شكل البناء الموحدي المربع ذو النقوش البارزة والمشربيات التي أضفت عليها جمالًا آخر، وفي خطوة تصميمية غير مسبوقة أضيفت إلى هذه المأذنة ساعة رقمية تشاهد بوضوح لكل قاطني محيط هذا الجامع الذي يحتوى صحنا مربع الشكل في وسطه، قبة مخروطية غطيت من الداخل بالأخشاب المتناسقة تتدلى منها ثرية دائرية كبيرة الحجم تماثل شكل الإضاءة في الجوامع المصرية القديمة ليتضح هنا جمال التصميم في أبهى صوره حيث التناسق الوثيق بين الحرم والصحن الفسيح، أما جوانب هذه القبة الأربعة، فقد زينت بالنوافذ الزجاجية حيث الإضاءة الطبيعية للشمس تضفي جمالًا فريداً على هذه القبة المميزة، ويمتاز جامع بن حمودة بممرات ذات أقواس مروانية تصل باحة المسجد بداخله في فكرة ذكية حيث يستطيع الوالج إلى هذا الجامع المرور تحت هذه الأقواس للوصول إلى داخله اتقاء للشمس خصوصاً في فصل الصيف، وقد طعم الجامع بالقرميد الأخضر اللون وهو اللون السائد في البناء بالمغرب العربي، واستطاع مصمم هذا الجامع بناء تحفة معمارية تحتوي على جميع عناصر فنون العمارة الإسلامية ليخرج لنا هذا الصرح الإسلامي الرائع.
عدد اليوم
