لم تكوني الأطيب ولا الأكمل ولا الأحسن ولا الأجمل لكنك كنت أمي.. وشم جيني حملته بكل أمانة على مدى عمر أحببته واستوعبته في كل حالاته وأحواله، كنت أمي التي لها مقامها الخاص الذي يختلف عن باقي كل البشر. في تلك الليلة كان كفك ينام داخل كفي وعيناي متسمرتين على عينيك ترجو منك نظرة ذات روح وروحي معلقة على شاشه أكرهها تسجل نبضات قلبك وتفاصيل ضغطك وأرقام يوجعني عدم انتظام تواترها! وفاح عطرك وأنا غافلة! يا لك من مشاكسة حبيبة خفيفة الظل قاسيه! كيف تتسربين من بين يدي دون أن أهدي إليك ضوئي الأخضر ودون أن أحظى منك بآخر قبلة وأدفأ نظرة؟؟ تجمدت وأنا أرقبك مع الطبيب دون دمع وأناقشه عن حاله البدن المسجى أمامي.
هو يصر أن لا أعلن للأحباب عن نبأ النهاية لا بد من أن يظهر الصفر على الشاشة وامتثلت وصبرت! هل كنت أنا أم كنت غيري؟ هل كنت روح أم كنت حجراً؟ وظهر الصفر أعلن انهزامي وتلقيت التعازي من الطبيب.. رحلت يا أمي وعزائي أن الرحمن قد من علي بأروع تكريم، فقد كتب لي بأن أقضي أجمل ساعات عمري وآخر ساعات عمرك.. معك.. في أمان الله يا غالية!
# وذبلت أمام عيني وفاح مسكك لآخر مرة تشبث كفي بوريقاتك وتشبع من بركتها، لم أكفنك وأجهزك وأدفنك بعيداً، افترشت لك أحلى بقعة في تربة الروح ونامت كل أجزائك وبقايا عطرك هناك! يا زهرة العمر لن تذبلي أنت في داخلي ستزهرين من جديد مع كل تفاصيلك ذكرياتك صوتك ملامحك عطرك أنت في الحفظ والأمان والصون يا أمي.
زينب الفداغ - أبوظبي
عدد اليوم
