بغداد - وكالات الأنباء: أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان مبادرة المصالحة الوطنية التي سيعلن عنها اليوم تتضمن حوارا مع 'المسلحين الذين عارضوا العملية السياسية ويريدون العودة اليها مقابل تعهدات' في حين فرضت القوات الأمنية العراقية والأميركية أمس اجراءات أمنية مشددة في بغداد حيث تم البدء بتطبيق خطة بغداد الأمنية التي اطلق عليها خطة 'التقدم للامام معا'· وقال المالكي في مؤتمر صحافي أمس 'في مبادرة المصالحة الوطنية باب للحوار مع المسلحين الذين عارضوا العملية السياسية ويريدون العودة اليها وسط تعهدات'· واضاف 'اذا لم تكن أيديهم ملوثة بالدماء سنفتح معهم باب الحوار'·
وتابع المالكي 'شخصيا لا اعرف هؤلاء ومن هم زعماء هؤلاء المسلحين الذين يعارضون العملية السياسية'· وأكد 'لكننا لن نتفاوض مع القتلة والمجرمين الذين قتلوا الأبرياء'· واعرب المالكي عن الأمل في ان 'يراجعوا مواقفهم لانهم لن يتمكنوا من عرقلة العملية السياسية واسقاطها سواء اكانوا راغبين باعادة النظام السابق او بفرض نظام طائفي مقيت على العراق الجديد'· وأشار المالكي الى ان مبادرة المصالحة الوطنية تتضمن 'اصدار عفو عن الكثير من السجناء ممن لم يتورطوا بدماء العراقيين او بالجرائم التي تسيء الى الوضع الأمني'· وكان الرئيس العراقي جلال طالباني صرح الاحد الماضي في السليمانية انه على وشك الوصول الى اتفاق مع الفصائل المسلحة وان نهاية هذا العام ستشهد وضع حد للعنف في العراق·
الى ذلك انتشر أمس نحو 40 الف عنصر من القوات الأمنية العراقية والأميركية في شوارع بغداد وضواحيها أقاموا نقاط تفتيش جديدة واسلاكا شائكة والحواجز الخرسانية على الطرقات في اطار خطة 'التقدم الى الامام معا' في أكبر حملة لتطهير العاصمة بغداد· ونصبت في حي المنصور بغداد أربع نقاط تفتيس إضافية تابعة للجيش مدعومة بسيارات مدرعة وكان هناك عدد من الجنود العراقيين أكبر من المعتاد· وقال مسؤولون أمس الأول ان العملية تشمل أكثر من 40 ألفا من أفراد القوات العراقية والقوات التي تقودها الولايات المتحدة مدعومة بدبابات وسيارات مصفحة بهدف ممارسة مزيد من الضغط على عناصر 'القاعدة' بعد مقتل قائدهم الزرقاوي· وشهدت أحياء وطرقات بغداد وضواحيها انتشارا واسعا للقوات الأمنية من جيش وشرطة ومغاوير والقوات متعددة الجنسيات· وتشمل الخطة زيادة عدد ساعات حظر التجول حيث يبدأ تطبيق حظر التجول عند الساعة 20,30 (16,30 تغ) ولغاية الساعة السادسة (02,00 تغ)'· وبموجب الخطة يمنع على المدنيين حمل السلاح في الشوارع· وقال اللواء عبد العزيز محمد المسؤول الكبير بوزارة الدفاع إنه ليس هناك موعد محدد لانهاء العملية لانها خطة استراتيجية يعتزم من خلالها فرض النظام في المناطق المضطربة·
واوضح المالكي ان 'الخطة انسانية لانها ستعمل على اعادة الذين هاجروا ليعودوا للعيش في بيوتهم وامنية لانها تتصدى للعنف المتمثل بالجرائم التي تلحق الاذى بالنساء والاطفال من قبل الارهابيين'· واكد المالكي ان 'الخطة هي حملة وطنية لا تستهدف منطقة دون اخرى انما كل مدينة، ستتناوب المناطق في التصدي للذين يتخذون منها بؤرا للارهاب'·
مع ذلك فقد اندلعت اشتباكات في منطقة الأعظمية شمال العاصمة وهي معقل للسنة وواحدة من أخطر المناطق في بغداد· وأفادت التقارير ان مسلحين يحملون بنادق كلاشنيكوف كانوا يسدون الطرق بصخور كبيرة وجذوع الأشجار ويأمرون المدنيين بالمغادرة فيما شوهد أناس يغادرون المنطقة وسمع دوي إطلاق نار كثيف·
عدد اليوم
