الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثلاثون مسلسلاً جديداً في جعبة الدراما السورية

ثلاثون مسلسلاً جديداً في جعبة الدراما السورية
30 يونيو 2011 20:16
استأنفت شركات الإنتاج الدرامي السوري سباقها مع الزمن لإنجاز أعمالها قبل حلول شهر رمضان، بعد أن توقف تصوير بعض الأعمال نتيجة للأوضاع والظروف الاستثنائية التي تعيشها سوريا حالياً. ومع حالة متصاعدة من التفاؤل بقرب انتهاء الأزمة، عاد المخرجون والفنانون وفرق العمل الدرامية لمواصلة تصوير بعض الأعمال غير المنجزة في عدة مدن وقرى سورية. الحصيلة حتى الآن ثلاثون مسلسلاً تلفزيونياً جديداً ستكون جاهزة للعرض خلال مدة وجيزة، فيما يواصل بعض المخرجين إنجاز أعمالهم المتأخرة، وكان للأحداث تأثير سلبي على الخطط الإنتاجية للشركات السورية، حيث تم تأجيل حوالي خمسة عشر مسلسلاً للموسم ما بعد القادم. وبالمقارنة مع إنتاج الموسم الماضي، فإن عدد الأعمال المنتجة تراجع من ثمانية وثلاثين مسلسلاً في العام 2010 إلى ثلاثين مسلسلاً هذا العام. ومن بين المسلسلات الجديدة أربعة أعمال تتناول البيئة الشامية، وخمسة عشر مسلسلاً اجتماعياً، وثمانية أعمال كوميدية، بالإضافة إلى بعض الأعمال الأخرى التي تنتمي إلى البدوي والبوليسي والسيرة الذاتية والتاريخي. الاجتماعي في الصدارة بخمسة عشر مسلسلاً اجتماعياً جديداً تعلن الدراما السورية هذا العام انحيازها لمناقشة هموم الواقع والقضايا الحياتية الملحة، ويبرز في هذا المجال مسلسل (الولادة من الخاصرة) للكاتب سامر رضوان والمخرجة رشا شربتجي، والذي يتناول أمراضاً اجتماعية مزمنة بجرأة وصراحة، فكل شخصية من شخصياته تعيش حالة مختلفة من المرض النفسي تعبر عن ولادة غير مشروعة، حسب تعبير الكاتب. ويتطرق العمل للفساد بكل أشكاله، فهناك شخصيات تعيش من أجل المزيد من المال والسلطة، وتمارس سطوتها على الفقراء، وهناك الفاسدون الصغار، الذين يرتبطون بمصالح مع الفاسدين الكبار، بالإضافة إلى نماذج اجتماعية مختلفة ومتنوعة، تشكل في مجموعها صورة بانورامية عن المجتمع، مع تركيز على حالات التشوه الطارئة فيه. ويلعب أدوار البطولة في هذا المسلسل كل من عابد فهد وسلوم حداد وأيمن رضا وسلاف فواخرجي وغيرهم. وهناك أيضاً مسلسل (تعب المشوار) تأليف فادي قوشقجي وإخراج سيف الدين سبيعي، وهو يرصد أحوال الطبقة الوسطى في المجتمع، وحالة التعب التي تعتري الفقراء الباحثين عن لقمة العيش والحياة الكريمة، وسط التناقضات التي أفرزتها الحداثة. ويلعب أدوار البطولة فيه كل من عباس النوري وكاريس بشار ورامي حنا ودينا هارون ونجاح سفكوني ورنى شميس وجيني إسبر وديمة قندلفت وغيرهم. عوالم النساء وفي مسلسل (جلسات نسائية) تدخل الكاتبة أمل حنا والمخرج المثنى صبح عوالم النساء، ليناقشا مشكلاتهن وقضاياهن التي تتقاطع بطبيعة الحال مع هموم المجتمع ككل، فيطرحان أسئلة عن أسباب فشل العلاقات الزوجية، وحلم الهجرة التي يراود كثيراً من الشابات والشباب، والعمل من بطولة يارا صبري ونسرين طافش وناظلي الرواس والجزائرية أمل بو شوشة. ويتجه المخرج حاتم علي هذا العام إلى الرومانسية، فيقدم مسلسل (الغفران) تأليف حسن سامي يوسف، وهو يتناول قصة حب جميلة، ويطرح فكرة البحث عن السعادة، وهي هدف الإنسان في كل زمان ومكان، وكيف يفهمها أبناء المجتمع، وهل ينجحون في الحصول عليها؟. ويلعب أدوار البطولة في هذا العمل كل من باسل خياط وسلافة معمار وقيس الشيخ نجيب وتاج حيدر ورامي حنا ونجلاء الخمري وغيرهم. وفي جعبة الدراما الاجتماعية السورية لهذا الموسم مسلسل (الانفجار) تأليف أسامة كوكش وإخراج أسامة الحمد، وكذلك مسلسل (أيام الدراسة) تأليف طلال مارديني وإخراج إياد نحاس، و(العشق الحرام) تأليف تامر إسحاق وبشار بطرس وإخراج الأول. وهناك (شيفون) للمخرج نجدت أنزور والكاتبة هالة دياب، و(سوق الورق) للمخرج أحمد إبراهيم الأحمد والكاتبة آلاء جرماني، و(ملح الحياة) سيناريو حسن م يوسف وإخراج أيمن زيدان، و(الشبيهة) تأليف محمود سعد الدين وإخراج فراس دهني، و(السراب) للكاتبين حسن م يوسف ونجيب نصير وإخراج مروان بركات، و(المنعطف) تأليف ماهر الدروبي وإخراج عبد الغني بلاط. حارة أكثر واقعية بعد توقف مسلسل (باب الحارة)، تطل دراما البيئة الشامية هذا العام بأربعة أعمال جديدة، منها (الجزء الثاني من مسلسل (الدبور) الذي يلعب دور البطولة فيه الفنان سامر المصري وعدد من النجوم، وهو من تأليف مروان قاووق صاحب فكرة (باب الحارة) وإخراج تامر إسحاق. بينما يخرج الفنان عباس النوري عن السياق الفولكلوري للأعمال الشامية ويكتب بنفسه مسلسل (طالع الفضة) بالتعاون مع زوجته الكاتبة عنود الخالد، حيث يقارب من خلاله تاريخ دمشق القديمة الحقيقي ويستند في سرد أحداثه على الوثائق، ويشاركه البطولة فيه عدد من نجوم الحارة الشامية أبرزهم رفيق سبيعي وسلوم حداد ونادين خوري وحسن عويتي وشكران مرتجى ووفاء الموصلي وغيرهم. الأخوان بسام ومؤمن الملا لم يتغيبا عن المشهد الدرامي هذا العام، فهما يقدمان مسلسل (الزعيم) الذي كتب له السيناريو والحوار الفنان وفيق الزعيم، ويتحدث فيه عن حارات الشام العتيقة كما يعرفها، باعتباره واحداً من أبنائها. وهو يحاول في هذا العمل أن يقدم صورة حقيقية وأكثر واقعية عن الحارة الشامية. وكذلك يفعل المخرج علاء الدين كوكش والكاتب طلال مارديني من خلال مسلسل (رجال العز) الذي يتناول الحارة الشامية خلال الاستعمار الفرنسي. ويبدو أن صناع دراما البيئة الشامية يتجهون هذا العام إلى الواقعية في طروحاتهم، بعيداً عن حالة الفانتازيا التي عانت منها أعمال البيئة الشامية في السابق، والتي جانبت الصواب في كثير من طروحاتها وتفاصيلها. الكوميديا تستعيد حضورها استعادت الكوميديا السورية حضورها القوي بثمانية أعمال جديدة، بعد تراجعها خلال المواسم الماضية، حيث سنشهد هذا العام عودة الفنان المخضرم ياسر العظمة في جزء جديد من سلسلته الناقدة (مرايا) بتوقيع المخرج سامر برقاوي، كما يعود الفنان أيمن زيدان بصحبة الكاتب خالد حيدر والمخرج زهير قنوع في جزء ثان من مسلسل (يوميات مدير عام) الذي حقق جزؤه الأول جماهيرية واسعة قبل حوالي خمسة عشر عاماً، بسبب الجرأة التي تناول فيها موضوع الفساد الإداري. ويستمر المسلسل الكوميدي الناقد (بقعة ضوء) للعام الثامن على التوالي بإشراف الكاتب مازن طه وسيناريو عدد من الكتاب وإخراج عامر فهد، وهو يعتمد أسلوب اللوحات القصيرة ومشاركة عدد كبير من الفنانين. كما يطل مسلسل (صبايا) الكوميدي الخفيف بجزء ثالث كتبه الزوجان مازن طه ونور شيشكلي ويخرجه ناجي طعمي، مع تعديل في أسماء الصبايا المشاركات فيه، حيث غابت عن العمل ديمة الجندي وديمة بياعة وقمر خلف، ودخلت إليه ديمة قندلفت ونادين تحسين بك وميريام عطا الله، بينما تستمر فيه كل من جيني إسبر وكندة حنا بشخصيتين جديدتين، ولن تقتصر ساحة الأحداث في هذا الجزء على مدينة دمشق، بل ستنتقل الشخصيات إلى مدن عربية أخرى كبيروت ودبي، لتنقل أجواء تلك المدن بحيث يأخذ العمل طابعاً عربياً أوسع. أما مفاجأة هذا الموسم الكوميدية فهي عودة الفنان المخضرم دريد لحام في مسلسل (رياح الخربة) والذي وضع له السيناريو والحوار الدكتور ممدوح حمادة كاتب (ضيعة ضايعة) وأخرجه الليث حجو، وشارك فيه نخبة متميزة من النجوم، منهم الفنان رشيد عساف الذي يطل للمرة الأولى في عمل كوميدي، بعد طول غياب، وباسم ياخور ونضال سيجري وشكران مرتجى ومحمد حداقي. ومن الأعمال الكوميدية التي يتوقع أن تحقق حضوراً مهماً مسلسل (صايعين ضايعين) الذي جمع عدداً من النجوم السوريين والعرب، منهم: حسن حسني وأحمد الزين وأيمن رضا وطلعت زكريا وعبد المنعم عمايري وأندريه سكاف وجرجس جبارة ورولا سعد. ويتناول العمل الذي كتبه رازي وردة وأخرجه صفوان نعمو موضوع البطالة بين الشباب العربي في معظم البلدان العربية، ليسلط الضوء على أسباب هذه الظاهرة ونتائجها، في قالب كوميدي ضاحك. وهناك أيضاً مسلسلان يعتمدان أسلوب اللوحات القصيرة، هما (بومب أكشن) تأليف رازي وردة وإخراج فيصل بني المرجة، و(كريزي TV) تأليف علا ملص وإخراج مصطفى برقاوي. وأعمال أخرى بالإضافة إلى هذه التصنيفات الرئيسية الثلاثة، فإن في جعبة الدراما السورية لهذا العام عمل بوليسي بعنوان (سقوط الأقنعة) سيناريو وحوار محمود الجعفوري وإخراج حسان داوود وبطولة عابد فهد وميلاد يوسف. وأيضاً مسلسل بدوي بعنوان (توق) عن قصة لبندر عبد المحسن وإخراج شوقي الماجري، وهو من بطولة سلافة معمار وقصي خولي. وهناك مسلسل سيرة ذاتية واحد، يتناول حياة الشاعر الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش، كتبه حسن م يوسف وأخرجه نجدت أنزور بعنوان (في حضرة الغياب)، ويلعب دور البطولة فيه الفنان فراس إبراهيم. بينما يعود المخرج سمير حسين لتقديم عمل آخر من كلاسيكيات الدراما العربية بعد عمله الأخير (أسعد الوراق)، فيقدم هذا العام (دليلة والزيبق) سيناريو هوزان عكو وبطولة كاريس بشار ووائل شرف. الدراما السورية لهذا الموسم حافلة بالتنوع، لكن يلاحظ غياب الأعمال التاريخية الضخمة التي عودتنا هذه الدراما على حضورها في كل موسم، فهل السبب عدم رغبة شركات الإنتاج السورية المغامرة بميزانيات كبيرة؟ أم أن الهم الاجتماعي يسيطر على أفكار صناع الدراما السورية؟.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©