الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«البرامكة» .. خونة وأدخلوا النار في الكعبة

«البرامكة» .. خونة وأدخلوا النار في الكعبة
28 يونيو 2015 22:10
أحمد محمد (القاهرة) «البرامكة» عائلة مجوسية، عميدهم أحد سدنة بيت النار، جدهم الأول برمك المجوسي ولم يتخذ الإسلام ديناً، كانوا سدنة هيكل نويبهار، في مدينة بلخ، سادة قومهم، يعبدون الأصنام فسمعوا عن الكعبة فبنوا هيكلاً يشبهها وملأوه بالأصنام وغطوا جدرانه بالمخمل ورصعوه بالجواهر، وكانوا يعيشون في ترف ويبنون قصورهم من الذهب والفضة. مقارعة الأمويين ساهم البرامكة في مقارعة الأمويين وقيام الدولة العباسية، لهم فضائل في تأسيسها، وبعد نجاحهم جعلوا أسماءهم عربية وصعد نجمهم أيام الرشيد، فالأب يحيى بن خالد البرمكي كان المسؤول عن تربيته، وزوجته أرضعته، فأصبح هارون «أخاً بالرضاعة» لابنيهما الفضل وجعفر، الذي حظي بمكانة خاصة عنده، وحافظ يحيى له على ولاية العهد عندما همّ الخليفة الهادي بخلع أخيه الرشيد. كانت لهم منزلة عالية واستحوذوا على المناصب، وكانت بغداد تضم مجاميع كبيرة من الفرس الذين ساهموا في قيام الدولة العباسية، بعضهم اتخذ الإسلام وبعضهم تظاهر به. تفاقم الصراع بذل أمراء البيت العباسي جهوداً لإقناع الرشيد ببيعة الأمين، ابنه من زبيدة وكان لهم ما أرادوا لأنه من أب وأم هاشميين، رغم صغر سنه، مع أن الرشيد كان يحب المأمون لذكائه ونجابته، وتمكن البرمكيون من الضغط على الرشيد، فأمر ببيعة المأمون بعد الأمين، لأن أم المأمون فارسية، وعندما أصبح الأمين شاباً، وبرز نفوذ أمه، أصبحت تنقم على البرامكة، وتفاقم الصراع بين العرب والفرس، عندئذ بدأ البرامكة يعيدون النظر في ولاية العهد، فاستغلوا منزلتهم، ووجدوا بغيتهم في «المأمون». أصبح لا يصل إلى الخليفة إلا ما يريدون أن ينقلونه إليه، عزلوا الخليفة عن الرعية وأعطوه معلومات بأن الأمور على ما يرام، حتى اكتشف أمرهم. روايات كثيرة واختلف المؤرخون في السبب الذي دفع الرشيد إلى إفناء البرامكة، واختلقت روايات أهمها أن العباسة أخت الرشيد كان لها علاقات مع جعفر البرمكي، وأجمع المحققون على بطلانها، والبعض يعزو الأمر إلى حادثة يحيى بن عبدالله الطالبي الذي خرج إلى بلاد الديلم وأعلن المُلك لنفسه، وبايعه الكثيرون، وقويت شوكته عام 176هـ، فأرسل إليه الرشيد الفضل بن يحيي البرمكي، واستطاع الفضل أن يستنزل يحيي بالسلام على أمان له عند الرشيد، من غير إراقة دم، وبعد فترة ظهر من يحيي ما أوجب عند الرشيد نقض الأمان، فأمر بحبسه عند جعفر، وفي ليلة اجتمع يحيي مع جعفر البرمكي، وما زال به حتى أطلقه وزوده بالمال لخروجه من بغداد، فوصل الخبر للرشيد، واعتبر ذلك خيانة عظمى، فخاف الرشيد من تآمر آل برمك من أجل إقصاء العباسيين، فأمر بقتل جعفر وحبس البرامكة. وسبب آخر لغيظ الرشيد من البرامكة أنهم كانوا يصرفون ببذخ، وأراد البرامكة إبطال خلافة الرشيد وإظهار الزندقة، وقيل إن السبب في نكبتهم الشكوك في اعتناقهم الإسلام، وذكر بعض المؤرخين أنهم لم يتخلوا من مجوسيتهم، بل وحاولوا إعادتها، وأنهم أدخلوا النار في الكعبة حتى تعبد هناك، والذي ساعد على ترويج هذه الفكرة مصاحبة جعفر بن يحيى البرمكي لبعض الزنادقة، الكثير منهم يتظاهرون بالإسلام لكنهم كانوا مجوساً في دواخلهم. وأنشأ البرامكة جيشاً من جند خراسان عدده خمسون ألفاً، مما أثار هواجس الرشيد، وجاءه خبر من والي خراسان أن السبب في اضطراب خراسان هو موسى بن يحيى، فتحقق الظن وقرر عند رجوعه من الحج، وفي آخر ليلة من المحرم سنة 187هـ الإيقاع بالبرامكة، فأمر بقتل جعفر، وحبس البرامكة. أثارت النكبة شجون القومية الفارسية، فعمدوا إلى تشويه صورة الرشيد ووصفوه بالمستهتر، حتى طغت تلك الصورة على ما عُرف عنه من تقواه وحرصه على الجهاد والحج. كانوا يعيشون في ترف ويبنون قصورهم بالذهب والفضة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©