الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مونديال ألمانيا خارج منطـــــقة الجزاء

15 يونيو 2006

رسالة ميونيخ :
يكتبها ويصورها:
-أكرم يوسف:
ما رأيك في كأس العالم ؟
سؤال يتردد هنا وهناك وفي كل مكان ،وبكل اللغات بين جماهير الكرة في العالم بعد نهاية أحداث الجولة الأولى من الدول الأول التي كشفت عن ملامح كل المنتخبات المشاركة ،وظهر الأداء عاديا للغاية ،والنتائج منطقية ،المفاجآت غائبة ولم تمنح 'الجولة الأولى ' الجماهير ماكانت تنتظره من المونديال وقفزت التساؤلات في كل الاتجاهات عن المستوى والنجوم والتحكيم ·
في كأس العالم ' الضربة الأولى ' تكون الخطوة الأولى دائما الأهم لأنها أول اختبار رسمي فوق أرض الواقع بعد سنوات من التصفيات والاستعدادات،وكل المنتخبات بمن فيهم البرازيل لا تبحث إلا عن الثلاثة نقاط في المباراة الأولى حتى وإن كانت أمام فريق متواضع ،فالفوز في المباراة الأولى يمنح الفريق المزيد من الثقة لمواصلة المشوار ،بعد أن تتضح الرؤية ويضع كل مدرب يده على إمكانيات فريقه وإمكانيات الفرق الأخرى ورغم حالة الغضب من الأداء تقريبا في معظم المنتخبات إلا أن التركيز كان دائما على أن الفوز هو الأهم،وما جاء في الأوبزرفر البريطانية يعكس ذلك حيث وضعت في صفحتها الأولى عنوانا يقول بعد الفوز على باراجواي :'انجلترا تفوز بالمباراة الافتتاحية لكأس العالم ' ووضعت كلمة ' فقط ' بين قوسين في إشارة شديدة التحفظ على الأداء ·
وعلى أية حال ما شاهدناه على مدى الستة أيام الماضية ليس سوى البداية،ومازال في حفلة المونديال الكثير من الفقرات المثيرة ،وعادة 'جولة البداية ' لاتكشف كل الأسرار ،وإذا عدنا للوراء سريعا في بطولات العالم السابقة سنجد العديد من الأمثلة التي تؤكد ذلك أبرزها على الإطلاق في مونديال 1982 عندما تعادلت إيطاليا في مبارياتها الثلاث مع بولندا والكاميرون وبيرو وشقت طريقها للدور الثاني واستمرت للنهاية وفازت بالكأس ،والبرازيل في مونديال كوريا واليابان تأهلت للنهائيات بشق الأنفس في اللحظات الأخيرة بعد استبدال ثلاثة مدربين وفازت بصعوبة على تركيا 2-1 في أول مباراة وفي النهاية فازت باللقب ·
ملامح البداية
وإذا كانت جولة البداية لم تقدم لنا الصورة كاملة إلا أنها رسمت ملامح أولية لشكل الأداء بعد أن قدمت كل المنتحبات الكبيرة نفسها،وظهر واضحا تراجع نسبة الأهداف عن مونديال 2002 في نفس الجولة ،حيث شهدت 14مباراة في 7 مجموعات بمونديال ألمانيا ( بدون مباراتي المجموعة الثامنة )تسجيل 31 هدفا مقابل 40 هدفا في 14 مباراة أقيمت في الجولة الأولى من مونديال 2002 ووصل مجموع كل أهداف الجولة الأولى في البطولة الماضية إلى 46 هدفا في 16 مباراة ·
وتراجع نسبة الأهداف تزامن مع غياب نجوم الشباك الذين ينتظرهم العالم في مقدمتهم رونالدو هداف كأس العالم الماضية ،رود فان نيستلروي هداف مانشيستر والمنتخب الهولندي ،وتيري هنري هداف الأرسنال الإنجليزي ، ومايكل أوين ،وبورجيتي المكسيكي هداف تصفيات المونديال ،وعلي دائي الإيراني أفضل هداف في العالم ،ولوكاتوني وجيلاردينو ثنائي إيطاليا ·
واختفت الكثير من الأسماء اللامعة بسبب الرقابة والحرص الدفاعي في مواجهة هؤلاء النجوم ولذلك ظهرت الحلول من الوسط والدفاع وتقريبا نصف أهداف المباريات التي أقيمت في المجموعات السبع (بدون مباراتي المجموعة الثامنة التي أقيمت مساء الأمس ) جاءت من نجوم الوسط وشاهدنا الظهير الأيمن للمنتخب الألماني لام يحرز أول أهداف البطولة في مباراة كوستاريكا وزميله فرينجز لاعب الوسط يحرز الهدف الرابع ،وأمام باراجواي أحرز بيكهام ،وأهداف المكسيك الثلاثة في مرمى إيران جاءت من الوسط عمر برافو وزينا ،بينما مدافع إيران يحيي جول محمدي أحرز هدف بلاده الوحيد ،كما أحرز روزيسكي للتشيك هدفين ،وبيرلو لإيطاليا وناكامورا لليابان وتيم كاهل لاستراليا هدفين ،وكاكا للبرازيل في مرمى كرواتيا ·
وأمام التحصينات الدفاعية والرقابة الصارمة على النجوم تلعب التسديدات من خارج المنطقة دورا مؤثرا في حسم الكثير من المباريات ،وجاء هدف فوز البرازيل على كرواتيا من تسديدة لكاكا من خارج المنطقة،والهدف الأول لإيطاليا من تسديدة رائعة لأندريه بيرلو من مسافة 22 مترا ،التشيكي روزيسكي أيضا أحرز الهدف الثاني في مرمى الولايات المتحدة بنفس الطريقة ،وفي مباراة الافتتاح شاهدنا الهدف الأول والرابع لألمانيا من خارج المنطقة·
وهدف الاسترالي كاهيل الثاني في اليابان·
القادمون من الوسط
إذن هناك أسلحة أخرى تستخدمها الكثير من المنتخبات عندما تتعطل فاعلية أصحاب اللمسة الأخيرة داخل منطقة الجزاء ،و كان واضحا من خلال طرق اللعب التي شاهدنا حتى الآن هناك أدوار مؤثرة للقادمين من الخلف ،عندما تنظر إلى الشكل التكتيكي للفريق داخل الملعب تعتقد أنه تكتيك دفاعي ولكن بمرور الوقت وعندما تبدأ المباراة تظهر الخطورة من الوسط ،فالمنتخب التشيكي لعب أمام الولايات المتحدة برأس حربة واحد وهو العملاق يان كولر الذي يصل طوله إلى '2,2 م '،ولكن وراءه ثلاثي مرعب وهم بوبورسكي وروزيسكي وبافيل نيدفيد ·
والمكسيك وضعت الهداف بورجيتي في المقدمة ووراءه كلا من فرانكو وعمر برافو ضمن طريقة 3-4-2-1 ،وإيران لعبت أيضا بعلي دائي في الأمام وورائه كريمي وهاشيمان ومهدي فيكيا،ولعبت الكثير من المنتخبات بجرأة هجومية مثل إيطاليا التي بطريقة أقرب إلى 4-3-3 حيث كان توتي خلف رأسي الحربة لوكا توني وجيلاردينو ،ورغم ذلك لم يحرز الثلاثة أية أهداف أمام غانا ولعبت ألمانيا بطريقة 4-4-2 أمام كوستاريكا في وجود ميروسلاف كلوزه وبودلوسكي في الهجوم يساندهم من الأطراف شنايدر وشيفان شتايجر وتأثر الفريق كثيرا بغياب مايكل بالاك ،ولعبت هولندا بطريقتها التقليدية 4-3-3 وفازت بهدف واحد فقط على صربيا أما البرتغال فلعبت برأس حربة وحيد وهو باوليتا ولكن ورائه ثلاثي خطير يتكون من لويس فيجو وكريستيانو رونالدو وسيما ،وصنع لويس فيجو في مباراة انجولا اجمل تمريرة حتى الآن في البطولة عندما راوغ وتقدم ليخرج عليه الحارس ومعه مدافع وإذا به يمرر كرة عرضية لزميله باوليتا والمرمى خال تماما ليحرز الهدف الوحيد ·
ولأن كوريا الجنوبية يقودها مدرب هولندي وهو ديك ادفوكات فقد لعبت بطريقة هولندية وهى 4-3-3 ،بينما ظهرت البرازيل أمام كرواتيا بطريقة 4-2-2-2 ،ورغم الرقابة الصارمة على أدريانو ورونالدو إلا ان الحل جاء من الوسط عن طريق كاكا ولم يكتب لمحاولات رونالدينيو الفردية النجاح ،وفي مباراة أمس الأول لم تكن هناك خطورة حقيقة للبرازيل داخل منطقة جزاء كرواتيا ،وكل المحاولات عبارة عن تسديدات من الخارج باستثناء عرضية كافو التي سددها رونالدينيو راسه في يد الحارس وتلك المحاولة الأكثر تأثيرا من داخل منطقة الجزاء ·
وفي المقابل الهجمات الكرواتية اتسمت بالخطورة وأنقذ الحارس ديديدا مايقرب من ثلاثة أهداف مؤكدة من انفرادت من داخل منطقة الجزاء ،وتلك الثغرات الدفاعية مع غياب الضغط الهجومي قد يضع البرازيل في مأزق في الدور الثاني ·
ورغم أن المنتخب الإنجليزي يملك ثنائي هجوم بحجم مايكل أوين وكرواش وقد ينضم إليهما واين روني في البطولة إلا أن الجميع ينتظر الحل من الوسط الذي يعد الأقوى في البطولة حيث يضم ديفيد بيكهام وفرانك لامبارد وستيفن جيرار وجو كول
تبديلات وراء الفوز
وكانت تبديلات المدربين في الكثير من الأحيان شديدة التأثير وقد لعب الأسترالي كاهيل تيم في آخر 38 دقيقة من مباراة فريقه أمام اليابان ليقود الفريق في آخر عشر دقائق إلى فوز كبير 3-3 ويحرز هدفين ،كما أحرز أهن يونج هوان هدف فوز كوريا على توجو بعد أن لعب في الشوط الثاني ،والمكسيكي زينا لعب في الشوط الثاني أمام إيران وأحرز الهدف الثالث ،وإلايطالي فينسنزواكوينتا أحرز الهدف الثاني لبلاده في مرمى غانا بعد أن شارك أخر 27 دقيقة ·
وأكدت جولة البداية على أن المنتخبات التي يراهن عليها العالم ويضعها في مقدمة الترشيحات تسير في الطريق الصحيح وفازت إيطاليا والبرازيل وألمانيا وانجلترا وهولندا وظهرت فرنسا بمستوى متواضع وتعادلت سلبيا مع سويسرا·
بينما رسبت الوجوه الأفريقية الجديدة في الاختبار الأول وخسرت كل من كوت ديفوار أمام الأرجنتين 2-1 وتوجو أمام كوريا الجنوبية 2-1 وغانا أمام إيطاليا 2- صفر وانجولا أمام البرتغال 1- صفر ·
وكان بطل مفاجأة الجولة الأولى وجه جديد يشارك لأول مرة وهو منتخب ترينداد توباجو الذي تعادل بدون أهداف أمام السويد التي تملك النجوم والتاريخ والخبرة ،ولم يتمكن لارسون مهاجم برشلونة وابراهيموفتش مهاجم يوفنتوس وليونبرج مهاجم الأرسنال من الوصول إلى شباك الوافد الجديد حتى عندما لعب بعشرة لاعبين في نهاية المباراة ·
ووجهت استراليا التي انضمت حديثا إلى قارة آسيا إنذارا شديد اللهجة لكل منتخبات القارة بعد أن استعرضت عضلاتها أمام اليابان ' بطل آسيا ' وفازت 3-1 في عشر دقائق،حيث جوس هيدينك لعب بخمسة مهاجمين في الشوط الثاني وهم:كاهيل- فيدوكا- كويل- الويزي وكيندي بعد ان بدأ المباراة بمهاجم واحد وهو فيدوكا·
وكانت هناك أكثر من علامة أستفهام على أداء الحكام منذ أول مباراة بين المانيا وكوستاريكا التي شهدت هدف كوستاريكا الثاني من تسلل ،وكانت هناك ركلة جزاء لفرنسا لم تحتسب ،ومنحت صحيفة لاجازيتا ديلو سبورت الإيطالية الحكم المصري عصام عبد الفتاح الذي أدار مباراة اليابان واستراليا خمس من عشر درجات،بينما منحته بيلد الألمانية أربع من 6 درجات أي فوق المتوسط بقليل ،بسبب الجدل الذي أثير حول بعض القررات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©