سهيل بدور يمزج الوجوه بالبؤس والشفافية

افتتح في نادي دبي للسيدات مساء أمس الأول معرض الفنان السوري سهيل بدور الذي اشتمل على اربع وخميسن عملا فنيا بين لوحات ومنحوتات من مراحل مختلفة تبدأ من العام 2001 حتى اليوم، وحضر المعرض عدد من الإعلاميين والمبدعين والمهتمين· في معرض البدور يجد المشاهد نفسه في غابة من الوجوه، أعمال كبيرة وأخرى صغيرة، ألوان حارة غالبا، وجوه واقعية وأخرى مجردة، كتل كبير توحي بضخامة الأشياء، تختلف التشكيلات وتبرز بعض التشوهات كأنما لتعكس عالما متعدد الملامح، ورغم البؤس الذي يبرز من الوجوه، فثمة شفافية لونية عالية· منذ سنوات يعمل بدور على الوجه وملامحه، ولكن ثمة اختلاف بين الوجوه في بعض التفاصيل، قد تجده في العين أو الأنف أو في الرسم الطولي له في لوحة والعرضي في لوحة مجاورة، ما يخلق علاقات بين الكتل والأشكال، كما بين الألوان التي يستخدمها بدور بجرأة مازجا مجموعة كبيرة منها في لوحة واحدة، دون أن تفقد التناغم، بل إن هذا المزج يخلق الإيقاع الخاص داخل كل لوحة· وسط غابة الوجوه هذه تنتصب منحوتات بدور البرونزية التي سبق وشاهدناها في عدد من معارضه، منحوتات تجسد حالات من الحياة ما بين موسيقى عازفة القيثار الشهيرة والراقصين، بعضها مؤطر والآخر بلا إطار، وهي توحي بمرور الزمن· المعرض يأتي- كما يقول بدور- بلا مناسبة سوى الدعوة من نادي سيدات دبي، وهو يضم أعمالا جديدة أنتجها أثناء رحلته في أميركا وسواها· وبالنسبة إلى سر الوجه في أعماله يقول إنه تجسيد للتكرار والتشابه الذي نراه في حياتنا، ومع ذلك هناك محاولة للتطوير الدائم، خصوصا على صعيد اللون والكتل، وعن ذلك يقول الفنان: أحاول قدر الإمكان أن أقوم بالاختزال في اللوحة، حتى تغدو أكثر كثافة، كما أسعى إلى المساحات اللونية المؤطرة بخط بدلا من اللوحات غير المؤطرة، وأنقل لوحتي من ضجيج الوجوه وصراخها إلى هدوء روحي أقرب إلى الصوفية· كما أشتغل في أعمالي الجديدة على الكتلة المتراصة المتجذرة في التراب