الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مستقبل واعد لقطاع الطاقة المتجددة في اسكتلندا

مستقبل واعد لقطاع الطاقة المتجددة في اسكتلندا
19 يناير 2012
في وسع اسكتلندا الاعتماد على جوها العاصف، وانتشار ما يسميه الاسكتلنديون “الأيام القاسية” يساعد الدولة الشمال أوروبية على تطوير شراكة متميزة مع أبوظبي في مجال التكنولوجيا الخضراء. لو أن هُناك مكاناً ما في العالم ينبغي أن يصدر طاقة متجددة، سيكون هو اسكتلندا. ذلك أن ربع طاقة رياح أوروبا الكامنة تهب عبر أراضيها ومياه بحارها المحيطة، بينما يحدث موقعها في طرف المحيط الأطلسي موجات استثنائية القوة بطول ساحلها البالغ نحو 12 ألف كيلو متر حول برها الرئيسي وجزرها التي يتجاوز عددها 790 جزيرة. وإن كانت اسكتلندا تفتقر إلى أشعة الشمس اللازمة لتشغيل ألواح الطاقة الشمسية، إلا أنها تعوض أكثر من هذا النقص بكثير من خلال هطول أمطار على مدار العام تملأ أنهارها لتشغل محطات هيدروكهربية. ولعله من غير المستغرب أن يجعل معهد مصدر من أسكتلندا أول دولة يختارها للتعاون معها في إطار اتفاقية بحث وتطوير وقعت أمس الأول خلال قمة طاقة مستقبل العالم في أبوظبي. وكانت أسس الاتفاقية قد وقعت العام الماضي حين زار أليكس سالموند رئيس وزراء اسكتلندا مصدر وانبهر بما شاهده. وبالنظر إلى تعهد اسكتلندا بإصدار 100% من كهربائها من مصادر متجددة في غضون ثماني سنوات، اقترح سالموند خلال زيارته أنه في وسع مصدر أن يكون مركز المستقبل لمزيد من تطوير التكنولوجيا الاسكتلندية منخفضة الكربون. وقال سالموند: “تعتبر مصدر مبادرة عظيمة في إمكاننا جميعاً الاستفادة منها. وبالنظر إلى أن دولاً حول العالم تتطلع إلى تطوير مزيد من الاقتصادات المستدامة الطاقة، فإننا نحتاج إلى الاستثمار والاهتمام في التعليم والريادة والبحث والتطوير في قطاع الطاقة المتجددة. وفي وسع اسكتلندا الاستفادة بالكثير مما يستطيع مصدر أن يمنحنا إياه الآن ومستقبلاً”. شارك سلطان الجابر رئيس تنفيذي مصدر، سالموند في تصوراته، وبادر باقتراح مشروع تعاون مشترك وقال: “بصفتنا فاعلاً رائداً في سوق الإمارات وأسواق التكنولوجيا النظيفة عموماً، فإننا نتطلع إلى التعاون مع دول أخرى ذات التوجه نفسه مثل اسكتلندا من أجل تعزيز التوعية وتطوير حلول تخفف من التغير المناخي”. كما قال سايمون باتوك المدير التنفيذي لجماعة شراكة الطاقة المؤلفة من جامعات اسكتلندية معنية ببحوث الطاقة المتجددة والتي يدخل مصدر معها في شراكة، إن الاتفاقية تعكس التوجه المتنامي نحو تطوير مصادر طاقة بديلة وتكنولوجيا الهواء النظيفة. وأضاف باتوك الذي رافق سالموند في منتدى الطاقة في أبوظبي: “أنه أمر مبشر بالخير أن نتمكن من العمل بالتعاون مع معهد مصدر الذي يكتسب سمعة طيبة يوماً بعد يوم كمركز عالمي الطراز”. وأضاف “إنها فرصة هامة للغاية أن يتاح الاشتراك مع شركات سواء في المملكة المتحدة أو الإمارات العربية المتحدة أو غيرهما في شراكة برامج بحثية”. في مقدور اسكتلندا بالفعل أن تضيف الكثير من خبرات الطاقة البديلة. إذ أنها أصدرت نحو ثلث كهربائها من مصادر خضراء العام الماضي. وقال إيان برايدن رئيس معهد نظم الطاقة في جامعة إدينبرج أحد شركاء جماعة شراكة تكنولوجيا الطاقة - إنه رغم افتراضه أن مصدر سيكون أكثر اهتماماً بتكنولوجيا الطاقة الشمسية بخلاف اسكتلندا المعنية بتكنولوجيا طاقة الرياح والطاقة المائية وطاقة المد والجزر، إلا أن هناك مجالات مشتركة مثل تقنيات خلايا الهيدروجين وتخزين الطاقة. وقال إنه يمكن اعتبار اسكتلندا رائدة عالمياً من حيث تكنولوجيا طاقة الأمواج وطاقة المد والجزر. وأضاف: هذا لا يقتصر على البحوث ولكنه يشمل التطوير أيضاً، فالعديد من أهم مطوري تقنيات طاقة الأمواج في العالم متمركزون الآن في اسكتلندا”. غير أن هناك مصاعب أمام تطوير مزارع طاقة الرياح البرية ما يعزى بصفة رئيسية إلى هواجس أثارتها جماعات الضغط البيئية. حيث رفضت الحكومة الاسكتلندية العام الماضي - رغم تحمسها للطاقة الخضراء - خطط مزرعة طاقة رياح عملاقة في جزيرة لويس في أوتر هبرايدز عقب حملة مطولة أقامتها جماعات المحافظة على البيئة - ورغم أن العديد من السكان المحليين انحازوا تأييداً لمشروع التطوير بسبب ما سيوفره من وظائف ومكاسب مالية للجزيرة. وقال البروفيسير برايدن: “ترى الرياح البرية بسهولة ولا يمكن إنكارها. وسيكون لها دائماً علاقة مهمة مع المجتمعات أينما كانت. وسيتعين على الجميع أن يتعامل مع كل حالة على حدة”. أما الوضع بالنسبة للرياح البحرية فهو مختلف، وهو الأمر الذي قد يكفل بعض امكانات التطوير المهمة، خصوصاً في مناطق المياه العميقة، التي يرتكز فيها كثير من الأعمال على الخبرات المكتسبة في صناعة النفط والغاز. غير أن البروفيسير برايدن يشير إلى أنه رغم أن طاقة الرياح تعتبر حالياً أرخص صور الطاقة المتجددة إنتاجاً إلا أن عدم إمكانية التكهن بها تعني أنه يلزم دائماً وجود مصادر بديلة أخرى من باب الاحتياط وذلك على عكس الطاقة البحرية. وتعتبر التكلفة أكبر المصاعب التي تواجه تقنيات الطاقة الجديدة. وما دام سعر انتاج الطاقة عالياً سيعزف المطورون عن الاستثمار، وما دام هناك نقص في الاستثمار ستظل الأسعار مرتفعة. إنها معضلة ستبذل الشراكة الجديدة بين مصدر واسكتلندا قصارى طاقتها لحلها خلال السنوات المقبلة. عن - ذي ناشيونال ترجمة - عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©