الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

خيول بوركينا حاجز آخر

31 يناير 2017 14:57
تلك هي دراما كرة القدم، فقد تغلب منتخب مصر على فريق لعب مباراة ممتازة، ومارس الضغط العالي على مدى 80 دقيقة، دون تعب أو كلل أو خطأ. وكانت المباراة أفضل مباريات منتخب المغرب في البطولة من النواحي التكتيكية، والفنية، والجماعية. وفي كرة القدم، تظل نقطة التفوق هي أخذ المبادرة، وفرض أسلوبك وشخصيتك على المنافس، وقد بادر منتخب المغرب بالضغط والهجوم، وحرم منافسه من ممارسة لعبة التمرير والاستحواذ أو بناء الهجمات.. وتجمدت محاولات الفراعنة في بناء الهجمات، وحتى لو كانت هناك الرغبة في التمرير، فإن اللعب ليس بالنيات، وإنما بما تصنعه وبما تستطيع.. وصحيح أن الشوط الأول شهد فرصة تهديف لمنتخب مصر، وأخرى للمغرب.. كما شهد الشوط الثاني فرص تهديف من جانب محمد صلاح، ولكن في المقابل توالت فرص التهديف من المغاربة، حتى أن كثيراً من أنصار ومشجعي منتخب مصر تابعوا المباراة من الوضع واقفاً. لعب المصريون بنضال وفي أذهانهم أعلام البلد التي بدأت تزين الطرقات والميادين منذ الصباح الباكر. وكان وقودهم هو هذا الشعور الوطني المحرك والدافع للعب حتى آخر نقطة عرق. ولم يبخل لاعب بأي جهد أو طاقة، إلا أنه حين لا تنظم الطاقة، يتسم الأداء بالعشوائية، ولعب المغاربة بالمحترفين. وهم يختلفون كلياً عن المحترفين الأفارقة، فكان في قلب كل منهم هذا الشعور الوطني، وقد أجبر الفريق المغربي بالضغط العالي، وبخمسة من أبرز لاعبيه في المقدمة، أجبر منتخب مصر على أمرين ووضعه أمام خيارين، الأول إرسال الكرة طويلة، إلى لا أحد.. أو تشتيت الكرة إلى لا أحد أيضاً. فكانت هجمات منتخب مصر غير منظمة، وترتكن على محاولات فردية إلى محمد صلاح أو كرة ثابتة إلى محمد صلاح.. المهم الآن أن بوركينا فاسو فريق مختلف عن المغرب. وهو سبق له التأهل إلى الدور قبل النهائي عدة مرات. وهو بطابعه في اللعب يعكس جذور الكرة الإفريقية وتطورها.. إذ يملك القوة البدنية والسرعة، وهما سلاح الخيول، مع إجادة التنظيم في الملعب، وذلك شأن عمليات إعادة رسم خريطة الكرة في القارة في السنوات الأخيرة، بعد أن تخلت الفرق عن كرة قبائل البانتو العنيفة، واللعب بفطرة وتلقائية وسذاجة.. حاجز آخر، سيواجهه منتخب مصر في الدور قبل النهائي.. ومع ذلك هو قادر على عبوره، ما عبر غانا والمغرب وقبلهما مالي وأوغندا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©