الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جويدة يكشف آراء عبدالوهاب حول مبدعي الموسيقى والغناء

جويدة يكشف آراء عبدالوهاب حول مبدعي الموسيقى والغناء
8 فبراير 2008 00:06
صدر عن دار الشروق المصرية كتاب للموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب (1901 ـ 1991 ) بعنوان ''رحلتي·· أوراقي الخاصة جداً'' حرره الكاتب المصري فاروق جويدة، ويقع في 159 صفحة متوسطة القطع، ويأتي هذا الإصدار متزامناً مع معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي اختتم فعالياته أمس، وفيه يقدم عبد الوهاب آراءه في السياسة والموسيقى والغناء في مصر·ويقول جويدة في مقدمة عنوانها (عبد الوهاب·· وصداقة عشرين عاماً) إنه قضى عاماً كاملاً مع الأوراق التي سلمتها له أرملة عبد الوهاب وتزيد على 600 ورقة مختلفة الأشكال منها كراسات قديمة وقصاصات صغيرة وأوراق خاصة بفنادق مضيفاً أنه اكتشف ''عبد الوهاب آخر غير الذي نعرفه'' من خلال أوراقه الصريحة· وعلى الرغم من قضاء هذه السنة في صحبة أوراق عبد الوهاب فإن الأمر يلتبس أحياناً على القارئ فلا يعرف المسافة بين كاتب الأوراق ومحررها إذ يسجل الكتاب تحت عنوان (هؤلاء في كلمات) ملخصاً عن رأي يفترض أنه لعبد الوهاب في شخص ما· لكنه يقول عن عبد الحليم حافظ بالنص ''وجه عبد الحليم جمل القبح· وعبد الحليم لا يصدق إلا حينما يغني· كان عبد الحليم ضعفاً وقوة· ولم أجد في مسلسل العندليب إلا ضعفه''· وعرض المسلسل التلفزيوني (العندليب) عام 2006 في حين رحل عبد الوهاب عام ·1991 ويصف عبد الوهاب في أوراقه الملحن المصري كمال الطويل (1922-2003) بأنه ''موهوب وعاقل·· وربما يكون أجمل خاطر عند كمال لا يبلغ أكثر من ثمانية من عشرة ولكنه يضعه في إطار لا يقل عن سبعة أو ستة من عشرة··· ليس تاجراً في فنه بالرغم من أنه تاجر جداً في حياته'' مضيفاً أن الطويل ملحن نخبوي ''ملحن صالون'' أكثر مما هو ملحن شارع لكنه بلا ومضات باهرة· وكان الطويل رفيق رحلة عبد الحليم حافظ كما لحن لأم كلثوم قبل أن يلحن لها عبد الوهاب ببضع سنوات ومن ألحانه الشهيرة نشيد (والله زمان يا سلاحي) الذي كتبه صلاح جاهين وغنته أم كلثوم وظل السلام الوطني لمصر حتى استبدل به السادات نشيد (بلادي بلادي) بعد معاهدة السلام مع إسرائيل عام ·1979 أما الملحن المصري بليغ حمدي (1932-1993) فهو موهوب أيضاً في رأي عبد الوهاب وكان ملحن شارع أكثر مما هو ملحن صالون لكنه ''ومضات من ألماس مركبة على تركيبات من الصفيح·· عنده صمم لغير ألحانه فهو لا يحس بجمال غيره ولا يريد أن يحس بهذا الجمال وإذا مدحته في حضوره انتفخ كالديك الرومي وقال من غير أن يقول·· هل من مزيد· بليغ ليس فيه خجل الفنان الكبير···عندما أسمع لبليغ خاطراً جميلاً أشعر بأنه ليس صاحب الفضل فيه وإنما جاءه الخاطر من الغيب'' كما يتهمه بأنه تجاري في ألحانه· ويقول إن المصري حلمي بكر يلحن للموسيقيين بهدف جذب انتباههم· أما سيد مكاوي (1926-1997) فهو مريح وهادئ ويشعر عبد الوهاب حين يسمع مكاوي يغني بأنه ''يسب المغنين والملحنين ويسب اليوم الذي وجد فيه في وقت واحد مع هؤلاء وهؤلاء· وأشعر وكأنه يقول لهم بغنائه·· هكذا يكون الغناء وهكذا يكون التلحين يا أولاد ال···'' لكن قسوة عبد الوهاب لا تنتقل معه من الموسيقيين إلى المطربات والراقصات· فيقول عبد الوهاب تحت عنوان (فيروز·· سلطة الأغنية القصيرة) إن فيروز ''أقدر المطربات في تأدية الأغاني القصيرة'' نظراً لقدرتها على أن تطرب السامع في أقصر وقت كأنه استمع إليها لساعات· وحين يكتب عبد الوهاب عن الراقصة والممثلة المصرية الراحلة تحية كاريوكا يختار عنوان (رمز الاستقلال الفني) قائلاً: إنها قادرة على أن تعطي ما عندها من فن وحركة في متر مربع واحد بإبهار كبير لما في أدائها من شموخ وثقة وعقل حيث جعلت للراقصة المصرية شخصية وسط اللبنانيات والأرمن وغيرهن إذ كان رقصهن كطعام خالٍ من الملح لكن ''رقص تحية مسبك· وكان ظهور تحية ونجاحها ظاهرة وطنية·· حررت الرقص من استعمار الأجنبيات· فرح المصريون كما فرحوا بإنشاء بنك مصر كظاهرة من ظواهر الاستقلال الاقتصادي'' مضيفاً أنها جعلت للرقص والراقصة احتراماً اجتماعياً لم يكن موجوداً قبل ظهورها·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©